المخيمات الصيفية والدور التربوي بقلم:سلامة عودة
تاريخ النشر : 2018-07-10
المخيمات الصيفية والدور التربوي  بقلم:سلامة عودة


المخيمات الصيفية والأثر التربوي
تعنى التربية والتعليم بالطالب باعتباره محور العملية التعليمية التعلمية ، وتعمل على تطويره بحيث يصبح عنصراً فاعلاً في مجتمعه في الجانبين : الفكري ، والمهاري، ولما كانت المدارس التربوية تنهض على ثلاثة مستويات : المستوى العقلي والمستوى المهاري ، والمستوى الوجداني، فقد راعت في بناء المنهاج المكتوب على تقوية هذه الجوانب من حيث المادة العلمية المقدمة ، والأنشطة المتنوعة التي تنفذ داخل الغرفة الصفية ، والأنشطة التي تدفع الطالب إلى البحث والتطور الذاتي ؛ للكشف عن بذرة الإبداع لديه والعمل على تحويلها إلى طاقة إبداعية .
فيقضي الطالب فصلين دراسيين يتلقى هذه المفاهيم والمهارات والاتجاهات في جو منضبط تربوياً ، حتى يتمكن من هذه المعارف والمهارات والاتجاهات، ثم يأتي الصيف الذي هو متنفس للطالب ، وبالتالي لا بد من تفريغ لهذه الطاقات التي خزنت خلال الفصلين الدراسيين، والملاذ إلى التفريغ هو المخيمات الصيفية التي تكشف عن هذه الإفادة التي تلقاها الطالب، وبالتالي الكشف عن متغيرات كثيرة لدى الطلبة.
فبادئ ذي بدء، نود الإشارة إلى أن كلمة خيمة وتخييم ، وردت في أشعار العرب، فمزاحم يقول:
منازل أما أهلها فتحملوا فبانوا وأما خيمها فمقيم
وزهير يقول:
أربت به الأرواح كل عشية فلم يبق إلا آل خيم منضد
والمرقش يقول:
هل تعرف الدار عفا رسمها إلا الأثافي ومبنى الخيم؟
والمخيم أخذت من الخيمة منزل البدو في الصحراء، ونظراً لتغير حياة البدوي وفق الطبيعة المحيطة التي تتطلب من روادها من البدو أن يتعايشوا مع ظروف المناخ ، وبناء خيمة تقيهم من الحر اللافح ، وتدفعهم للبحث عن العشب والماء وهما عماد الحياة البدوية للبشر والمواشي التي يربونها، ثم يتطلعون إلى حماية أنفسهم من عواصف طارئة ، سواء أكانت من الطبيعة، أم من البشر ، ثم يبحثون عن علاج لأمراضهم من خلال دراسة الطبيعة ونباتاتها ، وهنا دورة في الإسعاف الأولي يتدربون عليها، لإنقاذ أنفسهم من مخاطر تحيق بهم، ثم تراهم يتعلمون مهارات حياتية من فروسية ، وركوب الخيل ، والتعلم على فنون حماية أنفسهم، ثم الاتجاهات الخاصة بكرم الضيافة ، واستقبال الضيف ، والتسليم على الضيوف ، وإبداء الرأي والمشورة من مجلس العشيرة، واحترام الذات من خلال المهارات والمواهب التي تستكشف لدى أبنائهم، وهذه التجربة دفعت التربويين إلى إسقاط هذا المفهوم على المخيمات الصيفية ، فما ينفذ في الخيام ينفذ في المخيمات.
ففي المخيمات الصيفية يركز على الأبعاد : الثقافية ، والنفسية ، والاجتماعية ، والترويحية ...، وهذه الأبعاد لها دور كبير في صقل شخصية الطالب في التأمل في الطبيعة ،والتعرف إلى الأماكن من الناحية الجغرافية ، وتاريخ تلك الأماكن ، والتعرف على الجوانب الثقافية المحيطة بها من حيواناتها، ونباتاتها، ومظاهر الطبيعة فيها، ومما ينمي البعد الثقافي لديه.
أما البعد النفسي فشعور الطالب بالمسؤولية الملقاة على عاتقه ، وبالتالي يعزز فيه الانتماء، وكظم الغيظ ، والصبر ، والتحمل، والقدرة على التكيف والتأقلم مع الجو الجديد.
وأما البعد الاجتماعي فله أثر كبير في بناء رفاق وإخوة من الطلبة ، بالتالي يخرج الطالب من انطوائه إلى الانخراط في العمل الجماعي، وبناء صداقات، والتعاون في حل المشكلات، واحترام وجهات النظر التي تخرج عن هذه الاجتماعات.
وأما البعد الترفيهي فتجد الطالب يكشف عن جملة من المهارات كانت كامنة ، رياضية، وجسمية، ربما كان الطالب لا يمارسها، بالتالي بقيت حبيسة عدم توافر المكان والزمان المناسبين، وها هو المخيم يوفر له هذه الفرصة الذهبية .
وأما البعد الإبداعي فهو في مجال القراءة ، وكتابة الفنون الأدبية، وتعليقها ، ومناقشتها، وعرضها، علاوة على الرسومات ، والألعاب الرياضية المبتكرة من تفاعل الطلبة .
ويطلب إلى القائم على هذه المخيمات أن يخرج بتقرير مفاده أن الطالب دخل وهو يمتلك معارف ومهارات واتجاهات معينة، وخرج مطبقاً لها ، أو مضيفاً عليها مهارات جديدة ومعارف واتجاهات ، يتحدث عنها ، ويلحظها الأب أو ولي الأمر، وتقييم المخيم يأتي من جهات عديدة نذكر منها :
1- المدرسة ، والتطور التي حصل على هذا الطالب، وكان ملحوظاً في مستواه التربوي.
2- الأهل يكتشفون السلوكات التي تغيرت نحو الإيجابية لدى الطالب .
3- نشر الإبداعات في مجلات أو صحف ، ومعرفة وجهة النظر المجتمعية .
4- التربية من خلال مشاركة الطالب في الأنشطة اللامنهجية التي تقدم من المديرية.
5- الوزارة ومتابعتها لما يتمخض عنه إبداع الطالب في المديرية .