المشهد ما قبل الأخير ..بقلم:محمد عبد الجليل ذيب
تاريخ النشر : 2018-07-10
المشهد ما قبل الأخير ..بقلم:محمد عبد الجليل ذيب


المشهد ما قبل الأخير ...

انتهى من صياغة مسرحيته – أنا وأنت والزمن – بمشاهدها الخمسة وقد قام بتوزيع الأدوار على الممثلين الذين سيؤدون أدوارهم. حفظ كلٌ منهم دوره بإتقان وأدى النص الموكل اليه دون تلعثم أو تردد. في الوقت الذي كانت تتعالى فيه صرخات الجمهور وصفيره كردة فعلٍ على تفاعله مع الأحداث.
تدور أحداث هذه المسرحية حول شخص يقود مجموعة من الحمير تحمل على ظهرها أكياساً من الشعير، يريد بيعها في سوق يبعد عن قريته بضعة أميال. وصل هذا التاجر المبتدئ الى سوق المدينة المكتظ بالبائعين الذين أفرغوا حمولة شاحناتهم على الأرض. كيف له أن ينافس هؤلاء الباعة وهو يقود هذا القطيع من الحمير وهي تحمل أكياس الشعير، فلربما يشق عليه إيجاد مكان مخصص لحميره في مدينة مزدحمة.
تقدم منه رجلٌ تبدو على ملامحه الكِبر يسأله عن رخصة مزاولة المهنة في هذا السوق. اعتذر في البداية عن عدم توفر مثل هذه الرخصة، وقبل أن يكمل حديثه كان الرجل قد عاجله بمخالفة لعدم استيفاء الشروط المطلوبة لدخول السوق والبيع بحرية.
بدأت الحمير بالنهيق، وهز ذيولها تعبيراً عن عدم رضاها لما يحدث لراعيها. لا أحد يستطيع إسكاتها في مثل هذه الظروف. فهي متعبة، وتود إفراغ حمولتها والتمتع بالراحة والحصول على وجبة طعام لقاء رحلتها الشاقة. هذا ما عوَّدها صاحبها عليه في تعامله معها.
بدأ الموقف بالـتأزم، وبدأ الناس بالتجمع لمعرفة ماذا يحدث في هذا المكان لرجل غريب يسعى وراء رزقه، ورجل يريد تطبيق القانون بحذافيره.
وبعد جدال طويل وتدخل الجموع المحتشدة في الساحة، وافق والي السوق على السماح للتاجر المبتدئ فسخ حمولته، وتأمين مكان لإيواء الحمير لحين الانتهاء من بيع بضاعته.
كان يوماً شاقاً على هذا الرجل، فقد واجه من الصعوبات والمشاكل التي لم تكن في حسبانه حين انطلق من قريته الوادعة الى مدينة تعج بالناس.
تستمر أحداث المسرحية مع المشهد الأخير الذي لم يحن موعد كتابته بعد ،،،

10/7/2018