الرئيس وصفقة المغبون! - ميسون كحيل
تاريخ النشر : 2018-07-01
الرئيس وصفقة المغبون! - ميسون كحيل


الرئيس وصفقة المغبون!

حقاً سيدرك التاريخ؛ و لو متأخراً ما فعله الرئيس الفلسطيني للمغبون، وصفقته، وللأبابيل العرب خاصته؛ رغم كل المحاولات التي استهدفت جر الفلسطينيين للجلوس مع كوشنير صهر الرئيس ترامب، والذي يشبه تماماً الراقصة "ألا كوشنير" في كل شيء؛ حتى الرقص والشكل والنهج! حقاً سيدرك التاريخ؛ و لو متأخراً ما سار عليه الرئيس الفلسطيني، وإيمانه بعملية السلام بالتوازي المطلق مع الحق الفلسطيني في نقيض لأولئك الجالسون، والنائمون والمستحمون على برك قصورهم من مياه الخليج المالحة! حقاً سيدرك التاريخ؛ و لو متأخراً كم تمسك الرئيس الفلسطيني برفضه المطلق؛ لحقيقة الصفقة التي اسمها الحقيقي دون لبس أو تمويه "صفقة غزة"؛ رغم انحراف أولئك الذين ظنوا أنهم حكام غزة الجدد !

هذه المقدمة؛ جزء لا يتجزأ من حقيقة أن الرئيس يلعب في الشوط السياسي الأخير؛ لمؤامرة العصر التي تكالب فيها وعليه أقرب الناس! ويحاول ما أمكن من جهود و من وقت و من صحة أن يغير مسار التاريخ! وما يحز في النفس؛ أن هناك مَن يعمل على إنقاذ كوشنير من فشله؛ ويحاول بعضهم جلب الرئيس لمربعهم، ومربع الكوشنير، في محاولات إنقاذ تقوم بها فرقة الأبابيل العرب للمتصهينين! فهؤلاء لا يريدون فلسطين حرة، ولا القدس عاصمة لها، بل يريدون إرضاء المغبون، وصهره الكوشنير، ونتنياهو الأرعن بسكة حديدية تربط بين حدودهم !

حقاً سيدرك التاريخ؛ و لو متأخراً؛ أن الصفقة تستهدف كل شيء فلسطيني، ولا تعطي اعتباراً لأراضي عام 67 التي احتلت، ولا للقدس العربية، ولا للحدود، ولا للمياه، ولا للاجئين، ولا ولا ولا ! ولا تقتصر؛ إلا على أراضي قليلة يقام فيها حكم ذاتي فلسطيني؛ كخط سلام، وأمن وأمان للاحتلال، وفي ذات الوقت؛ خلاص وازدهار لصفقة في غزة، من أجل شراء الذمم، وانتهاء حقبة المشروع الوطني الفلسطيني، وكل ما يتعلق بها من ثورة فلسطينية، و منظمة تحرير، و حركات تحرر وطني !

حقاً يحاول البعض من الأبابيل الآن جر الرئيس إلى مربع الحكم الذاتي، والاستسلام لمبدأ لا للدولة الفلسطينية، ولا للقدس العربية عاصمة، ولا لأراضي احتلت عام 67، ولا لعودة أي لاجئ، ولا لحدود معترف فيها، ولا لمياه فلسطينية! وعزاءنا أن الرئيس هو المالك الوحيد لحبل الجر و هو مَن يجرهم؛ وشعاره ورأيه و قراره نابع من الشعب، فلا تعامل مع المغبون في ظل صفقة حددت خطوطها العريضة من الاعتراف الهزيل بالقدس كعاصمة لإسرائيل، والتمويه بأن حدودها تقتصر على ما يتم الاتفاق عليه في المفاوضات! لكن الرئيس حقاً أذكى منهم؛ إذ يرفض التلاعب اللغوي، والتمويه في القرارات، ويرفض التعامل مع هكذا أبابيل ومغبون وكوشنير؛ إلا بإعلان تراجعهم، والاعتراف بالدولة الفلسطينية على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية وما دون ذلك فإن "لا" ستنجب من ثلاثة إلى عشرة لاءات؛ ولن يكون الرئيس الجسر الذي يمرر عليه المغبون و كوشنيره وأبابيله صفقتهم و مؤامرتهم! إن الرئيس لا يحتاج إلى الأبابيل العرب، ولا إلى الكوشنريين، ولا إلى الترامبيين و غيرهم وغيرهم مع التحفظ من ذكرهم في تحديد بوصلته وطريقه؛ حيث لا يلتفت الرئيس إلا إلى شعبه الفلسطيني وطموحاته وحقه، وأما إذا كان الوقت لا يسعفه، فسيسلم الراية التي استلمها من الشهيد الخالد أبو عمار؛ ليؤكد أنه خير خلف لخير سلف وقد أوفى دوره، وحافظ على الأمانة، رغم كل ما تعرض له من توسلات و ضغوطات وتهديدات !.

كاتم الصوت: اجتماعات على قدم وساق في الخارج؛ لتحضير سيناريو فلسطيني جديد وشخوص جديدة أكيد لن تنجح لأنهم شخوص باعوا ضمائرهم .

كلام في سرك: لسان حالهم يقول : صفقة القرن انتهت معالمها؛ العمل الآن على ترويجها و يجب إنهاء معطلها .