عراق-- الفوضى العارمة بقلم:نهاد الحديثي
تاريخ النشر : 2018-06-17
عراق ---- الفوضى العارمة
نهاد الحديثي
حذر سياسيون من فوضى عارمة في حال الغاء نتائج الانتخابات وكشفوا عن محاولات خاسرين لعم فوضى عارمة في البلاد- وكشفوا عن محاولات خطيرة وعواقب كارثية لأمن واستقرار العراق، تجري حاليا لإلغاء وابطال نتائج انتخابات ۲٠۱۸ من قبل بعض السياسيين والبرلمانين الخاسرين في الانتخابات”. وأضافوا “يجب وقفهم ومنعهم من دفع البلد نحو الهاوية والفوضى العارمة”.وعلت اصوات تطالب با صدار قرار قانوني ودستوري بشأن “الخروقات” التي رافقت عمليات الاقتراع في الانتخابات البرلمانية. الا ان “النصاب القانوني من الصعب تحقيقه في هذه الفترة، لان الكتل الفائزة تمنع نوابها من الحضور والمشاركة في الجلسة خوفا على اصدار قرارات تكشف عمليات التزوير وتعيد عمليات العد والفرز اليدوي من جديد” وكانت لجنة تقصي الحقائق التي شكلها البرلمان حول اتهامات وجهت للمفوضية بشأن الانتخابات النيابية، أكدت أن مفوضية الانتخابات منعتها من دخول مبناها، فيما عدت التصرف مثيرا للشكوك!!! وجميعا نعترف ان اعلان المفوضية العليا المستقلة للانتخابات العراقية في 19.05.2018 , جاء بالعديد من المفاجئات التي رسمتها اوزان الكتل الفائزة واطلق العنان للتكهنات حول التداعيات القادمة على تشكيل الحكومة المقبلة في ظل بيئة إقليمية مشحونة على نحو غير مسبوق , واذا كانت التوقعات صادقة بان أي من الكتل لن تتجاوز الـ 60 مقعدا من مقاعد المجلس , فان المفاجئ كان بتبدل المواقع بين الفائزين , اذ قفزت سائرون بزعامة مقتدى الصدر التي كان يتوقع لها الحصول على المرتبة الثالثة الى المرتبة الأولى فيما هبطت قائمة النصر بزعامة رئيس الوزراء الحالي حيدر العبادي الى المرتبة الثالثة بعد قائمة الفتح بزعامة هادي العامري فيما كانت كل التوقعات تشير الى حيازته للمرتبة الأولى وبفارق كبير . وهو ما بدى بطرح تساؤلات جدية حول ماهية شكل الحكومة القادمة!!!
يعود السؤال بقوة بعد اعلان نتائج الانتخابات حول مصير الأحزاب السياسية التي كانت تمثل قلاع أساسية في العملية السياسية في ضوء النتائج الحالية, وحول مألات صمود وتصدع التحالفات الحالية ?! واظهرت الانتخابات الاخيرة لاعبين غير مباشرين سيلعبون دورا مهما في مفاوضات تشكيل الحكومة القادمة وهو ما سيفضي الى ظهور تحالفات جديدة غير تلك التي ظهرت قبيل الانتخابات النيابية - الى جانب هذا الحراك انطلق حراك إقليمي دولي حقيقي مع تشكيل الحكومة, اذ انطلق مبعوث الرئيس الأمريكي بيت ماكغورك في لقاءات متعدة مع اطراف كردية وسنية وشيعية أيضا في مسعى واضح من قبل الولايات المتحدة في إدارة تشكيل الحكومة الحالية , في الوقت الذي اوفدت ايران قائد فيلق القدس الى بغداد من اجل إعادة هندسة الكتل الشيعية بغية منع ان يشكل صعود سائرون تحدي حقيقي لإيران في العراق لكن سليماني لم يخرج الى الان بنتيجة تذكر في المفاوضات لتشكيل لتحالفات القادمة .- لا تقتصر محاولات الصدر على تشكيل الكتلة الأكبر فقط، بل يسعى كذلك لعزل كتلة رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، الذي حصلت قائمته على 25 مقعدًا برلمانيًّا، فقد التقى الصدر بغالبية قادة الكُتَل الفائزة، واستثنى المالكي وكتلته من هذه اللقاء.بالطبع لم يعجب هذا المالكي، الذي يظن أنه قادر على تكوين محور الكتلة الأكبر، وربما يكون قد سبق الصدر بإجراء حوارات ولقاءات مع كتل أخرى للانخراط في تحالف كبير، وحاولت ماكينته الإعلامية إرسال إشارات عن قرب إعلان هذا التحالف، غير أن السقوف الزمنية التي حددوها انتهت ولم يعلَن عن أي تحالف ناضج.
يبقى السؤال الأهم حول من سيكون رئيس الوزراء في الحكومة المقبلة ؟ والذي تشير المفاوضات الحالية الى صعوبة ان يكون من الشخصيات التي كانت متداولة قبل الانتخابات , وسيكون الوصول الى شخصية تسوية هو الحلقة الأكثر عسرا في مسلسل مفاوضات تشكيل الحكومة المقبلة .