تحية عيد لشرطة المرور تجربة تحتذى بقلم عبدالرحمن علي علي الزبيب
تاريخ النشر : 2018-06-16
تحية عيد لشرطة المرور تجربة تحتذى بقلم عبدالرحمن علي علي الزبيب


تحية عيد لشرطة المرور تجربة تحتذى

بقلم/ عبدالرحمن علي علي الزبيب

عضو الهيئة الاستشارية لوزارة حقوق الانسان + النيابة العامة

[email protected]


تحية عيدية معطرة بشذى الفل والكاذي والريحان لشرطة المرور في صباح يوم عيد الفطر المبارك لعامنا هذا 1439هـ  والذي أعجبنا الانضباط والعمل الايجابي لهم حيث تواجدوا من الصباح الباكر في جميع الشوارع والتقاطعات لتنظيم حركة السير ونجحوا نجاح كبير في تنظيمها وتخفيف الازدحام والاختناقات المرورية الذي تحصل كل عام .

بالرغم من ان يوم العيد اجازة ولكن شرطة المرور ضاعفت من عملها لكي يتمتع المواطنين باجازة عطلة العيد ولو على حساب راحتهم وراحة عوائلهم الذي تأجلت فرحة العيد لديهم حتى وصول منتسب المرور الى منزلة لتكتمل الفرحة .

قمت في يوم العيد بالمرور بمعظم انحاء المدنية ووجدت حضور ايجابي ومحترف ومنضبط لشرطة المرور في تنظيم حركة السير على الجميع بلا استثناء الفقير والغني المسؤول الكبير في الدولة وصغار الموظفين حتى انضبطت حركة السير ووثق الجميع فيهم بل ودافعوا عنهم ضد اي شخص يتجرأ عليهم .

وأنا الاحظ روعة وجمال حركة السير في قلب وضواحي المدينة استمعت الى قصة لأحد الاصدقاء بأن هناك سيارة كان عليها اشخاص من ذوي النفوذ حاولت مخالفة اجراءات المرور واعترض عليهم احد رجال المرور ونزلوا من على السيارة للاعتداء عليه بسبب منعهم من المخالفة واثناء ذلك قفز جميع المواطنين المتواجدين للهجوم على المعتدين قبل اعتداؤهم وقاموا بتحطيم السيارة وتم احتجاز المخالفنين المعتدين وبعد رد اعتبار رجل المرور والاعتذار له عاد رجل المرور الى الشارع العام وهو مرفوع الرأس شاهدته في احدى الشوارع الرئيسية والجميع يؤشر على رجل رافع رأسة عالياً ومهندم الملابس الخاصة بالمرور بأنه الرجل الذي اوقف نافذين من مخالفة القانون واجراءات الضبط والتنظيم وحضروا اليه صاغرين للاعتذار له وتحول الشعب الى درع يحميه من تغول وفساد النافذين لانها فرض احترامه بالتزامة بالقانون وقيامه بمهامه بتوقيف المخالفة .

تسائلت لماذا لاتكون هذه التجربة لشرطة المرور صباح يوم العيد تجربة ايجابية يحتذى بها في جميع المؤسسات والمرافق وان تقوم بورها ومهامها على الجميع بلا استثناء من اخطأ وخالف يوقف ويعاقب ومن ينضبط ويلتزم بالقانون يحترم ويرفع فوق الاكتاف ويمنح الاشادة والتمييز .

لو تم تطبيق هذه التجربة لتلاشى الفساد من مفاصل مؤسسات واجهزة الدولة الذي ينخرها بسبب الاستثناء والخوف من النافذين حتى يمروا بفسادهم ولو على حساب لقمة عيش المواطن الضعيف الذي يدفع ضريبة اختلال تنفيذ القانون من عرق جبينه ومن لقمة عيشه .

الشعب لا يطالب الا بتطبيق نصوص القانون واللوائح على الجميع بلا تمييز ولا استثناء وان تقوم اجهزة الدولة بدورها وواجباتها الدستورية والقانونيه لضبط تصرفات جميع الافراد فيمابينهم وبينهم وبين مؤسسات الدولة لتوقف اي تجاوز او مخالفة وتنصف المظلوم وتستعيد حقه وتضع الحدود التي تحمي حقوق الانسان وحرياته والذي لاتستطيع اي جهه غير مؤسسات الدولة القيام بها .

مثلما انضبطت حركة السير في جميع شوارع المدينة بتفعيل قانون المرور وتطبيقه على الجميع بلا استثناء او مجاملة لأحد حتى انضبطت حركة السير وعولجت الاختناقات المرورية كذلك بالامكان تفعيل مؤسسات الدولة بتطبيق نفس المعادلة .

ومثال توضيحي لذلك لو قامت سيارة  فارهه لنافذ او مسؤول باغلاق طريق بسبب ضعف شرطة المرور فيما سبق و مخالفة نصوص القانون لاختنقت حركة السير وتوقفت وتعطلت والذي تلاشت هذه الظاهرة بتوقيف مخالفة الجميع وضبط حركة السير وفقاً للقانون.

 كذلك جميع اعمال مؤسسات جميع سلطات الدولة ( التشريعية – التنفيذية – القضائية ) وجميع مؤسسات وأجهزة الدولة لوقامت بعملها وواجباتها بلا تمييز ولا استثناء لاستعادت الدولة ثقة المواطنين بها الذي تلاشت بسبب سطوة المحسوبية والنفوذ في جميع معاملاتها حتى تكلست مفاصل الدولة واصيبت بالشلل .

بتشبيه الاجراءات المتبعة في جميع اجهزة الدولة بحركة السير لوجدناها مختنقة ومغلقة بسبب المخالفة وانعدام المساواة  فيتم تطبيق القانون واللوائح على الضعيف والقوي يخالفها ويتجاوز جميع الخطوط الحمراء اما بتوجيه خطي من الجهات العليا او بضغط ونفوذ يضغط على اجهزة الدولة لتنفلت وتسمح بالمخالفة والتجاوز والفساد .

لو تم تطبيق هذا على الشارع ووجدنا سيارات لنافذين ومسؤلين يقطعون الشوارع ويخالفون قانون المرور وعند المطالبة بالالتزام يعرضون على رجال المرور توجيهات من القيادات العليا بالسماح لهم بالمخالفة وعكس الخط والتوقف لساعات وسط خطوط حركة السير لاختنقت حركة السير وتوقف السير في جميع الشوارع والطرق بسبب ذلك وكذلك بالمثل مايحصل للاسف في معظم مؤسسات سلطات واجهزة الدولة .

وفي الأخير :

نتقدم الى الجميع بلاتمييز ولا استثناء بالتهاني والتبريكات بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك والذي كانت الفرحة فرحتين فرحة عيد وفرحة أمل بتطبيق القانون واللوائح بعداله ومساواة وانصاف والذي انعش روح الأمل فينا تصرفات شرطة المرور في صباح يوم العيد بانضباط رائع يستحقون عليها التحية والتقدير والاهتمام والشكر والتحفيز للاستمرار .

ونأمل ان تحذوا جميع سلطات ومؤسسات الدولة حذو شرطة المرور وان تقوم بتطبيق القانون بشكل شامل وعادل على الجميع لمصلحة الجميع وكما أن مخالفة النافذين لقانون المرور يخنق حركة السير ويصيبها بالشلل فكذلك المخالفات والفساد في جميع سلطات ومؤسسات الدولة تصيب تلك المؤسسات بالشلل والفساد ويمتعض الجميع منها ويفقد الشعب ثقته فيها وباعادة النظر فيها وتفعيل اداء مؤسسات الدولة بانضباط وبلا استثناء ستتحقق مصلحة الجميع بمافيهم الشخص النافذ الذي تم توقيف مخالفته لانه سيخنق الجميع وسيتضرر منها الجميع بمافيها هو ايضاً .

لأن القانون قواعد عامة ومجردة واي تفصيل او استثناء او تمييز خارج اطار القانون هوانحراف وشذوذ يصيب المنظومة القانونية بالشلل ومؤسسات الدولة تفقد ثقة الشعب فيها الذي تعتبر اهم عناصر وجود واستمرارية عمل تلك المؤسسات الذي بغياب الثقة فيها تفقد الغطاء الشعبي لها وتتحول الى سوط يضرب ظهور الضعفاء بدلاً عن لجم الظالمين وكبح جماحهم .

ونأمل ان يتم دراسة ماتم من اجراءات ايجابية من شرطة المرور في عيدنا ودراسة امكانية تطبيق هذه التجربة الايجابية في جميع مؤسسات الدولة الذي اصبح بالامكان تحقيق عملية تصحيح واسعة وملموسة فيها وفي اجراءاتها لتستعيد ثقة الشعب فيها وكما قام الشعب بحماية رجل المرور امام تسلط وعنجهية المخالفين لقانون المرور وكبح جماح المخالفين فكذلك سيكون تصرف الشعب في جميع مؤسسات الدولة التي تطبق القانون واللوائح على الجميع على قدم المساواة بلا استثناء ولاتمييز وسيحمي تلك المؤسسات من تسلط وعنجهية الفاسدين الظالمين .

والذي نعتبر ماتم صباح يوم العيد ومضة أمل  وحلم قابل للتحقيق في مؤسسات وسلطات دولة منضبطة تعامل الناس بعداله وانصاف اذا وجدت الارادة الحقيقية ويتلوها عمل حقيقي وصادق في الميدان ونرفع ايدنا فوق رؤوسنا لتقدير وتحية  عيديه  لشرطة المرور كونها  تجربة يحتذى بها .