(كرة القدم) و يا ليت قومي يعلمون بقلم:عادل بن مليح الأنصاري
تاريخ النشر : 2018-06-16
(كرة القدم)  و يا ليت قومي يعلمون بقلم:عادل بن مليح الأنصاري


( كرة القدم )
و يا ليت قومي يعلمون

عادل بن مليح الأنصاري

تذكيرا بمقال سابق هنا بعنوان ( البدو رعاة الإبل والشاه ,, وتاريخ الحضارة ) نستطرد :
إلى أولئك (البعض) من الجهلة وأنصاف المتعلمين , ممن عماهم الحقد الجاهل ولعبت في عقولهم وعواطفهم قادة العهر الإعلامي التويتري , والمنقادون كالبهائم خلف تخطيطاتهم القذرة لبث الفرقة والحقد والتناحر بين أبناء الأمة العربية أولا والإسلامية ثانيا , واتخذوا من الرياضة مطية حقيرة لبث تلك السموم والتفرقة من أجل (لعبة) أيا كانت , فنالوا من تاريخنا المضيء والعريق وجعلوا من مفاخرنا مسَبّةً ومحل تندر وتحقير واستخدموا لها أنبل الألفاظ ( بعير ) و ( قريش ) و ( أبناء الصحراء ) ,
ذلك البعير الذي قال عنه رب البشر ( أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت ) , و ( قريش ) التي أنجبت خير البشر , و ( الصحراء ) التي انجبت كل ما يفخر به العرب من ملاحم وبطولات ومعارك وقصص العشق العذري , وفرسان الفتوحات الإسلامية , وسكانها الذين ركبوا الجمال والخيول ومشوا حفاةً وجوعى وظمئ , لينطلقوا ملايين الأميال لنشر نور الله على شعوب الأرض ( بمنه وفضله أن اختارهم لهذه المهمة المقدسة ) , أصبحوا وعبر هذا الزمن العربي موضع سخرية وتندر من ( بعض ) أبناء العروبة التائهين والمخدرين بكل جرعات الخنوع والانبطاح لخطط أعداء الأمة , فرقونا وشحنونا بالعداوة والبغضاء من أجل ( قطعة جلد منتفخة ) كانتفاخ الجهل المستوطن عقولهم العفنة , جعلوا من اختلافاتهم السياسية سهما للنيل من تاريخنا ورموز هي مصدر فخر في حقيقتها , ليقلبوا الموازين والمبادئ لتخدم أعداءهم ويمرر مخططاتهم المدمرة للنيل من الأمة قاطبة .
وهنا لا نرمي الكرات العفنة هذه في ملعب الجماهير الجاهلة فقط , ولكن العفن الناتج تحمل كاهله كافة الجهات الرسمية العربية وما يقع تحت يدها من أجهزة إعلام ( ربما ) مارست العهر الإعلامي المتفجر في زمننا هذا بدون حياء أو تردد أو خجل .
تشرذمنا
تناحرنا
حقر بعضنا بعضا
دنسنا تاريخنا بسبب تفاهات عابرة
( بلاد العرب أوطاني .. من الشام لبغدان
ومن نجد إلى يمن .. إلى مصر فتطوان
فلا حدٌّ يباعدنا.. ولا دين يفرقنا
لسان الضاد يجمعنا.. بقحطان وعدنان
لنا مدنية سلفت.. سنحييها وإن دثرت
ولو في وجهنا وقفت .. دهاة الإنس والجان )

لم نعد نحتاج لدهاة الإنس والجان , بل مجرد ( قطعة جلد منتفخة ) تفعل ما لم تفعله دهاة الإنس والجان , ولكنها في حقيقتها قطعة جلد نفخها أولئك الدهاة لتفرق بين أولئك الأغبياء .
إن أخطر ما ينمو بين تلك العداوات البغيضة بسبب لعبة تافهة هي تغلغلها وتمكنها من فئة عمرية خطرة جدا تحتاج لتوجيه وبناء وتلاحم وليس العكس , ما تفعله تلك ( القطعة الجلدية ) وفي أسابيع لم تستطع أن تفعله مكينة صهيون الجهنمية في عشرات السنين , تأملوا فرح المواقع الصهيونية بما يشاهدوه من قذارات عربية عبر تويتر , بل وصل الحال بهم بأن يساهموا في إشعالها بشكل فج ومفضوح , لماذا ؟
لأنهم ادركوا أن مكينة الإعلام العربي وقعت في نهر نجس من حيث تعلم أو لا تعلم .
يجب على العقلاء ( إن وجدوا ) أن يتداركوا الموقف سريع قبل أن تتحول العروبة لشظايا لن تلتئم يوما , الحل سهل جدا , فقط وجهوا مكينتكم الإعلامية نحو الوجهة الصحيحة , مكنوا أصحاب العقول والأقلام النزيهة ليبنوا منصة إعلامية جديدة تبني ما هدمه العهر الإعلامي , ربما استدركنا وزرعنا ولو شيئا يسيرا من مكارم الأخلاق , إن خطورة الوضع المزري لا يكمن في فئة من الشباب المهوسين بلعبة رياضية , وربما يوجد الكثير من العقلاء الذين لا يحبذون ما يحصل وما يتم تداوله عبر وسائل التواصل , بل أن تلك الفئة تمارس هدم الأخلاق والقيم عبر تبادل الشتائم واللفاظ القذرة والتخوين والطعن في مكتسبات الشعوب بطريقة تشبه إشعال النار في القش , فتلك الوسائل الإعلامية وما يتستر خلفها من إمكانات وعقول وحكومات قادرة على أن تجعل صوتها طاغيا على الساحة البشرية بكل قوة وتمكن , هي أشبه بسلاح فتاك وضع بيد سفيه لا يقدر للأمور قدرها الصحيح .
يجب أن تُوضع الحلول السريعة ومن أعلى المستويات من صانعي القرار العربي لتدارك الأمر , فانتشار ثقافة الجهل والتجهيل في هذا العصر التقني تتفجر بكبسة زر , وينبغي مقاومتها أيضا بكبسة زر , وتقديم البديل الآمن لعقول شبابنا وبناتنا لنمكنهم من الوقوف بين عقولهم ومكتسباتهم وعروبتهم وبين معاول الهدم الاجتماعي التي تسوقنا نحو الهاوية بشكل سريع ومخيف .

وهنا يتفجر سؤالٌ أمام ناظري بكل أسف وحزن واستفزاز و ( قرف ) ماذا تفعل جامعة الدول العربية بكل مؤسساتها وخبرائها ودكاترتها ومكاتبها وميزانياتها وإعلامها أمام هذا الانحدار المقيت لأخلاق الشباب العربي فيما بينهم ؟

هل صدر عنها بيان أو كلمة أو حتى ( تغريدة حقيرة ) نحو ما يحدث من انهيار أخلاقي بدأ ينمو بين أبناء دولهم بسبب رياضة ينبغي أن تجمعهم لا أن تفرقهم ؟

هل جندت فطاحلتها وعباقرتها لوضع خطط ممنهجة للتصدي لتلك الأمراض الخطيرة التي بدأت تنهك جسد العروبة ؟

عشرات الملايين من الرواتب والميزانيات لمؤسسة لم تساهم ومنذ انشائها وحتى اليوم في (إبعاد حجر عن الطريق)!!!!!

أخيرا
هنا نذكر أبناء العروبة و الإسلام ببعض أولئك الرجال الذين أنجبتهم الصحراء وعايشوا الـ(بعير) وفوق ظهره حملوا النور لكل أرجاء المعمورة , اتركوهم نائمون بسلام بين يدي رب غفور رحيم , فلهم ما قدموا لربهم ونبيهم وأمتهم ولكم ما قدمتم لتلك الجلدة المنتفخة :
اليمن / أبو موسى الأشعري , الطفيل بن عمرو , قيس بن الهمذاني , معاذ بن جبل , وعلي بن أبي طالب
العراق وفارس / خالد بن الوليد , سعد بن أبي وقاص , المثنى بن حارثة .
الشام / خالد بن الوليد , أبو عُبيدة بن الجرَّاح , يزيد بن أبي سُفيان .
خالد بن سعيد بن العاص , شرحبيل بن حسنة , أبي عُبيدة بن الجرَّاح ، عمرو بن العاص , عكرمة بن أبي جهل .
مصر / عمرو بن العاس .
المغرب العربي / موسى بن نصير , عُقبة بن نافع , وأبو المهاجر دينار , حسان بن النعمان .
الأندلس / موسى بن نصير وقائده من البربر طارق بن زياد .
الهند / المهلب بن أبي صفرة , محمد بن القاسم الثقفي , هشام بن عمرو التغلبي .
أفغانستان وأذربيجان / الأحنف بن قيس , عاصم بن عاصم التميمي النعمان بن مقرن المزني , الربيع بن زياد الحارثي , عبد الرحمن بن سمرة العبشمي , الأقرع بن حابس التميمي .
تركيا ( الأناضول ) / أولى المحاولات وفاتحتها على يد القائد فضالة بن عُبيد الله الأنصاري , ثم , جُنادة بن أبي أُميَّة الأزدي , ثم مسلمة بن عبدالملك , حتى تم فتحها كاملة على يد مُحمَّد الثاني بن مُراد العُثماني .

ما الذي يحاك لنا ؟؟؟

ياليت قومي يعلمون .