المدراس الحكومية بالقدس وانتهاكات حقوق الإنسان بقلم:صالح طلوزي
تاريخ النشر : 2018-06-13
المدراس الحكومية بالقدس وانتهاكات حقوق الإنسان بقلم:صالح طلوزي


المدراس الحكومية بالقدس وانتهاكات حقوق الإنسان

صالح طلوزي

تعمل إسرائيل جاهدة بكل قوتها لانتهاك حقوق الإنسان الفلسطيني و القانون الإنساني الدولي من خلال سياستها العنصرية و التي تمثلت بالقتل العمد و الاستخدام المفرط للقوة  ضد أبناء الشعب الأعزل، فمشاهد القتل مستمرة كما حدث في مسيرة العودة الكبرى والتي انطلقت شرارتها  من غزة في الخامس عشر من أيار في ذكرى أليمة ليوم النكبة ونقل سفارة أمريكا الى القدس ، وفي الضفة الغربية تكثر حملات الاعتقال اليومية بحق  أبنائنا القصر من طلبة المدارس و الاعتقال الإداري دون محاكمات شرعية و العزل الانفرادي في المعتقلات , و مواصلة الاستيطان ,و الحواجز العسكرية و محاولة التهجير القصري لا سيما منطقة الخان الأحمر في القدس المحتلة حيث أنشئت فيها مدرسة وسميت بالخان الأحمر الأساسية المختلطة عام 2009 ولها مسمى آخر تعرف به وهو  مدرسة الإطارات ، تقع المدرسة في بادية القدس ،حيث يتوجه اليها كل صباح ما يزيد عن مئة وسبعين طالبا من خمسة تجمعات محيطة ، يتلقون فيها دروسهم وينهلون من معينها العذب كل ما يروي ظمأهم للعلم وحاجتهم للمعرفة ، إلا أن هذا التجمع البدوي لم يسلم من ممارسات المحتل الظالمة فهو مهدد بالهدم وتشريد الطلبة من مدرستهم الوحيدة ، في محاولة منه لإنهاء الوجود الفلسطيني هناك  من خلال طرد السكان و ترحيلهم تمهيدا لإقامة مشاريع استيطانية جديدة بحجة قرب المدرسة من مغتصبة " معاليه ادوميم " شرق القدس إحدى أكبر مستوطنات الضفة الغربية .

إن محاولات الاحتلال الظالمة لا زالت مستمرة تهدد وجود  مدرسة الخان الأحمر  وبقاء السكان هناك لدفعهم و إجبارهم على ترك مكان سكنهم والانتقال إلى مكان آخر ،فهذه المحاولات  مخالفة لما جاء في القانون الدولي الإنساني  من التزام إسرائيل تجاه أبناء فلسطين  و يعد جريمة حرب  بحق أصحاب الأرض الشرعيين, وما تقوم به من  هجوم على الخان الأحمر يأتي كجزء من هجوم أوسع على التعليم في محافظة القدس بشكل خاص , فالفلسطيني يواجه هجمة إسرائيلية تهويدية بحق التعليم من خلال محاولة أسرلة التعليم في القدس و محاصرة المدارس الفلسطينية التي تتمسك بالهوية الوطنية و المنهاج الفلسطيني عبر الإغراء المادي تارة و الضغط و التهديد تارة أخرى ، لدفع المدارس العربية الفلسطينية  لاعتماد المناهج الإسرائيلية المنسجمة مع المحاولات المستمرة والهادفة لتهويد المدينة المقدسة و القضاء على الثقافة  العربية و  طمس الهوية الوطنية الفلسطينية  في القدس المحتلة, فهناك سلسلة من  الممارسات التعسفية و التحريضية التي ارتكبها  الاحتلال بحق أبناء شعبنا في الخان الأحمر من إخطارات بالهدم و تخريب  الممتلكات و  هجوم متواصل ومستديم على مدرسة الإطارات لإرهاب الطلبة  وثنيهم عن إتمام تعليمهم واللحاق بركب التقدم والتطور إلا أنهم لا زالوا  صامدين  في أرضهم ،متشبثين بحقهم في  مواصلة تعليم أبنائهم، رافضين كل محاولات الاحتلال  العاملة على نزعهم من وطنهم ، و رفضهم  القاطع للمرور بنكبة أخرى أشد ألماً ، فهم يطالبون بدعم دولي يحفظ لهم حقوقهم و يعزز صمودهم ، كل هذه الانتهاكات تحدث على مرأى و مسمع من العالم و في ظل صمت دولي , و المؤسسات الدولية تراقب الوضع و لكن لا تحركات عملية تلزم الاحتلال بعدم ارتكاب حماقات أو انتهاكات  بحق الشعب الفلسطيني الأعزل , فالاحتلال يضرب بعرض الحائط المواثيق و الأعراف الدولية كافة لحقوق الإنسان و القانون الدولي و الرأي العام العالمي و إذا لم يحرك المجتمع الدولي ساكناً فإن إسرائيل ستستمر بمزيد من البطش و القتل و التشريد بحق شعبنا الفلسطيني الأعزل و بهذا يكون المجتمع الدولي شاهداً بل مشاركاً في عملية التطهير العرقي و خاصة ما يتعرض له شعبنا في الخان الأحمر من محاولة اقتلاعهم من أرضهم قسراً ، لهذا مطلوب من المجتمع الدولي و رداً على الاحتلال الخروج من إطار الشجب و الاستنكار و التنديد إلى اتخاذ إجراءات جادة و ملموسة لوقف انتهاكات الاحتلال لهذا الشعب الأعزل و توفير الحماية الدولية له و إخضاع إسرائيل لإجراءات عقابية .

إن هذه الانتهاكات المستمرة للاحتلال تستلزم جهداً فلسطينياً رسمياً و شعبياً مضاعفاً لتوثيق هذه الانتهاكات و رصدها و إعداد الفرق الميدانية المؤهلة و كتابة التقارير و الشكاوي و توثيقها إعلامياً على مختلف الأصعدة لإثارة الرأي العام العالمي لدعم قضيتنا و عدم اليأس  و طرق كل الأبواب في الأمم المتحدة و مجلس حقوق الإنسان و المؤسسات الدولية  كافة حتى نحصل على حقوقنا في الحرية و الاستقلال وإقامة دولتنا  فلسطين وعاصمتها القدس الشريف .

و مطلوب من وزارة التربية و التعليم العالي زيادة الاهتمام أكثر بإدماج قضايا حقوق الإنسان في المناهج الفلسطينية بطريقة عملية تؤسس لقيم حقوق الإنسان تمكن الطلبة من الوعي بحقوقهم ليصبحوا أكثر تمثلاً لهذه الحقوق و الدفاع عنها  و تكسبهم مناعة قوية للحفاظ عليها و منع انتهاكها , مما يطور لديهم روح المبادرة و السعي الدؤوب نحو تحقيق هذه الحقوق و العمل على حمايتها من التعدي و الانتهاك .

فما قيمة اتفاقيات حقوق الإنسان و الاتفاقيات الدولية ، و دولة الإحتلال تنتهك الحقوق الفلسطينية ؟