إعترافاتٌ لحاكمٍ مخلوع للشاعر عبدالناصر الجوهري
تاريخ النشر : 2018-06-13
إعترافاتٌ لحاكمٍ مخلوع للشاعر عبدالناصر الجوهري


إعترافاتٌ لحاكمٍ مخْلوعٍ

..............................


قالت مُشعوذةُ النبوءاتِ:

عنِّي أقاصيص اختلاجاتِ

عنِّي تقاسيم انطباعاتِ

أنَّ البلادَ استقبلتني باضطراباتِ

وبأنني عند استلام العرش...

قد أسرعتُ في حلف اليمين ،

وما نكثتُ بأيِّ عهْدٍ لانتماءاتي

وبأنني

أخمدتُ كلَّ الاحتجاجاتِ

في بورصةٍ  أودعتُ أموالَ الشَّراكاتِ

هرَّبتُ أسمال الثكالى للبنوكِ المُسْتفيداتِ

وعاقرتُ أصنافَ الملذَّاتِ

وشرعتُ في فض اعتصاماتِ

وشبعتُ من نهب المزاداتِ

وخدعتُ كل العاطلين؛

لأنني سوَّفتهمْ  طبعًا بأيامٍ جميلاتِ

أثقلتهم بالفقر في مأوى النفاياتِ

ولكى أسود شغلتهم في الانقساماتِ

وزَّعتُ  كيل الإتهاماتِ

وحرمتُ كل المُعدمين من السعادةِ،

والهنا،

والابتساماتِ

وبأنني

لا حكمَ لي إلا وذاك العدلُ مسْجونٌ بساحاتي

حتى أقمتُ تحالفًا

ضدَّ التزاماتِ

وبأنني

مُلْقي تعاويذ الخيانة في تواريخ الخياناتِ

وبأنني

صُنِّفْتُ ضِمْن الخارقين ،

وأحتمي خلف انسحاباتِ

وبأنني طرفٌ خفيٌّ ثالثٌ

كثُرتْ زنازينُ ابتلاءاتي

من أجل عرش الحُكْم

قد فرَّطتُ في أرضي،

وفي كلِّ اختصاصاتي

طمعُ الصهاينةِ استظلَّ بداوتي ؛

حتى اشتهى المُسْتوطناتِ

حتى استحلَّ بغفلتي

دورَ العباداتِ

وأظنَّني

حتمًا سأفلتُ أو سأخرج آمنًا

فرسانُ مالطة دعَّمتْ

مَلكَ العصاباتِ

أو ربَّما ألقى جحيمَ الإغتيالاتِ

أو ربَّما

سأموتُ في قصري ، وتحضنني رصاصاتي

أو ربَّما

سأموتُ مسمومًا على مرأى حكوماتي

أو ربَّما

سأموتُ في جندي، وحاشيتي ، وراياتي

سأموتُ يا شعبي وما جدوى انقلاباتي

سأموتُ مثل السابقين أزورُ أمواتي

أو ربَّما صفقاتُ موتٍ قادمٍ

تُنهي سنيني المُسْتبداتِ

لا حكمَ دام ،

ولا الطوارئَ حِصْن إفلاتي

نفسُ التدابير التي قد شرعنتْ زيفَ انتخاباتِ

مدُّوا لِيَ الدُّستورَ من إخلاصهمْ

وكأنه في ليلةٍ قمريةٍ أبهى الخليلاتِ

قالتْ مُشعوذةُ النبوءاتِ:

بين العوامِ بأنني

وسط الرعايا مُسْتبدٌ / قاتلٌ أهوى النِّزاعاتِ

وكفاسدٍ بالإرث

فالإفسادُ طبعٌ في الطغاة ،

وحبْلُ مشنقتي

تدلَّى بالجنازاتِ

وبأنني أبكي إذا يومًا جلستُ بمفردي

جُرْمَ انكساراتِ

لكنَّهمْ لافكاكَ...

سيهتفون إذا مررتُ بهمْ بأسمى التحيَّاتِ

ولأنني مُتوقِّعٌ تلك الهتافاتِ

قد علَّقوا صوري على كلِّ البناياتِ

لو أمهلوني فترةً أخرى؛

فلم أهجمْ بقوَّاتي

لا ذنبَ لي سكتوا وطال الصمتُ ،

حتى مات توقيفي،

وإسكاتي

لا غيبَ يُدركُ في النهاياتِ

مازلتُ فوق فراش حتفي خائفًا

أهذي بمأساتي

حرسٌ كثيرٌ واثبٌ في خدمتي

لكنني

مازلتُ مُحتجزًا بكابوس العذاباتِ

أخشى الكتاباتِ

أخشى النقاشاتِ

أخشى عيون الكادحين ،وزحفهمْ

وزئيرهمْ

أخشى مِنَ الآتي.

شعر: عبدالناصر الجوهري - مصر