ذكريات على شفاه قلم بقلم: ضياء محسن الأسدي
تاريخ النشر : 2018-06-12
الموضوع/ ذكريات على شفاه قلم
------------------------------ بقلم : ضياء محسن الاسدي
(( جلستُ على منضدتي الصغيرة السوداء المنزوية في أحدى زوايا الغرفة أنرتُ الضوء الخافت خِلسةٌ ووضعت اوراقي البيضاء امامي امعنتُ النظر فيها امسكتُ القلم بأناملي أراقصه وأنا أستجمع افكاري وأحلامي وذكرياتي أعتصرها بشدة عسى أن تجود عليّ بعطائها كي اترجمها الى حروف وكلمات اسطرها على الورقة , راحت الكلمات تتدحرج وتتزاحم امام شفاه قلمي الذي يكتبُ تارة ويمحو تارةً اخرى حتى في بعض الاحيان يرفضُ الكتابة امتناعا منه من كثرت الشطب لتصبح الورقة رمادية اللون . أمسكتُ القلم وانا أعتصره مخاطبا اياه لأشركهُ بأفكاري سائلا ماذا اكتب ؟ وعن ماذا أكتب ؟ هل اكتب عن الذكريات الجميلة للطفولة المتعبة ام الشباب مع قصة حب رائعة حفرت في الذاكرة أخدود من نارِ الحب ولحظات لن تنسى من العشق الصبياني , ام الحاضر الذي يلفهُ التعب والغموض وفضا للنزاع تنازل العقل عن مخيلتهُ ونزولا عند رغبة قلمي والانامل يقف الصراع بعدما فاضت سلة المهملات من الاوراق الممزقةِ والمجعدةِ وهدأ روع الانامل من الضغط على رأس القلم لينفض الاشتباك على ابقاء الذكريات الجميلة والغير جميلة حبيسة كتابها المعفر بغبار الماضي وعبق التاريخ ليتوسد ذراعيه على طاولة رفوف مكتبة رأسي مخزونا بعبق وجمال ذكرياته منتظرا متى سيفتح من جديد . بعدها تنازلت عن كبريائي وترافة اناملي لأدع القلم يتلطف ويكتب على آخر ورقة بيضاء حبيبتي ونبض قلبي نور عيني التي التمس بها طريق حياتي ورفيقة دربي الحالي والمستقبل ( زوجتي الغالية ) أنت الذكريات الجميلة أختزلها وأضعها بين دفتي قلبي العاشق لك والنابض بالحب الذي يتجدد دوما معطرا حياتنا المستقبلية المملوءة بالحب والحنان )) بقلم / ضياء محسن الاسدي