محمد الأمين بن الربيع:الساحة الأدبية الجزائرية عليها الاهتمام بالكيف لا الكم فقط
تاريخ النشر : 2018-05-27
محمد الأمين بن الربيع:الساحة الأدبية الجزائرية عليها الاهتمام بالكيف لا الكم فقط


محمد الأمين بن الربيع في حوار لـ"دنيا الوطن" :
الساحة الأدبية الجزائرية عليها الاهتمام بالكيف لا الكم فقط

الجزائر - حاورته وفاء ذبيحي
محمد الأمين بن الربيع ، روائي جزائري شاب له عدة إصدارات ، لمع إسمه وارتبط بفوزه بجائزة الطاهر وطار للرواية في المعرض الدولي للكتاب سنة 2017 عن روايته الموسومة بعنوان "قدس الله سري"
بداية من هو محمد الأمين بن الربيع لكل من لا يعرفه من القراء ، بما أنك إسم جديد في الساحة الأدبية العربية ؟
محمد الأمين بن الربيع من مواليد 15مارس 1987 عشت طفولتي الأولى بمدينة بوسعادة الواقعة جنوب ولاية مسيلة ،في حواريها نشأت علاقة بيني وبين زخم الخيال المتشبعة به، وفي مدارسها زاولت تعليمي فكان الحرف وكان النور ..طوال مراحل تكويني ،أعمل أستاذا في التعليمي الثانوي لمادة الأدب العربي، وأحضر رسالة دكتوراه عن السينما الروائية الجزائرية .
الجميع يعلم أن الكتابة ليست بالأمر السهل فهي أشبه بالرسم بالكلمات كما أنها ملكة إبداعية ،فمتى اكتشفت موهبتك ؟
كانت الكتابة تلازمني كهاجس يومي أحيا به وله ، وبعد التجارب الأولى في كتابة القصة القصيرة في مرحلة التانوي ،شرعت في كتابة رواية في الجامعة، بعد أن إكتشفت أنني كلما كتبت قصة أجدني لا أزال مثقلا بالبوح كأنما تلك القصص البالغ عددها الثلاثين والتي نشر بعضها على الصحف أو في مجلة أستاذ الغد الصادرة عن المدرسة العليا للأساتذة والتي كنت أحد منشئيها ومحرريها ،خضت تجربة الكتابة الروائية ،التي كانت في بدايتها صعبة كونها تحتاج نفسا طويلا وتحكما في تقنيات السرد ،لكن إصراري على بلوغ غايتي جعلني أنتهي من كتابة أول رواية لي المعنونة ب"عطر الدهشة" وهي الرواية التي نشرت عام 2012. وفي العام ذاته كنت قد أنهيت كتابة روايتي الثانية الموسومة ب "،وجع البوح" التي طبعت عام 2015 وتلتها رواية "قدس الله سري" المنشورة سنة 2016
قبل أن يصبح المرء كاتبا لابد أن يكون قارئا ،كقارئ بمن تأثرت من الكتاب خاصة وأن الساحة الوطنية الجزائرية غنية بكتاب بلغوا العالمية ؟
في بداياتي كنت أقرأ بنهم للكتاب الجزائريين كعبد الحميد بن هدوڨة والطاهر وطار ومحمد مفلاح وغيرهم ..ولكن تاثري الأكبر كان حين اكتشفت رشيد بوجدرة وكتابته الروائية الموغلة في عوالم الانسان الجزائري .
رواية "قدس الله سري " صنعت الحدث في المعرض الدولي للكتاب العام الفارط بتتويجها بجائزة الطاهر وطار للرواية ، هل يمكنك اخبارنا عن مضمون أحداثها وماسر إختيار هذا العنوان ؟
مع أنه يصعب تلخيص رواية إلا أنني سأحاول تقديم فكرة عن "قدس الله سري" ..تحكي هذه الرواية عن نائل بن سالم شاب جزائري يعيش على هامش الحياة عاملا بسيطا في مصبغة يملكها رحل مزابي ،تأتي أدريان مورياك الفرنسية ذات يوم من عام 1913 لتحط رحالها في مدينة بوسعادة ، فتتعرف على نائل وتقرر أن تؤسس معه حياة جديدة وذلك بإحداث قطيعة مع ماضيها القديم وتقرر أن تحمل إسم شمس النهار ،لكن الهوة بين ثقافتي الشخصيتين تجعل إستمرار العلاقة بينهما أمرا مستحيلا وهذا ما إكتشفته أدريان التي قررت أن تنطلق في رحلة جديدة مخلفة وراءها علامات إستفهام كثيرة لدى نائل الذي كان يعتقد أن أدريان هي تحقيق لنبوءة جدته "نانا الضاوية " وتحقيق لأحلامه التي تعلق بها ....أما إختيار العنوان فكان بعد تفكير طويل في كل كلمة كتبتها داخل متن الرواية إذ لم أكن أرغب في أن يكون العنوان بعيدا عن عوالم الرواية المفعمة بالعرفانية والوجد .
اعود بك بالزمن لوقت إعلان فوزك بجائزة الطاهر وطار للرواية ...كيف كان إحساسك ؟ وبصراحة هل تفاجئت أم أن النتيجة كانت متوقعة آنذاك ؟
وقتها كنت مراهنا على نصي الروائي وواثقا من قرار لجنة التحكيم غير أنني تفاجأت بفوز روايتي لأن القائمة القصيرة كانت تضم أعمالا قيمة لأسماء روائية بارزة .
مارأيك بالساحة الروائية الجزائرية اليوم ؟ وهل هناك تطور أو تراجع إن قارنتها بما مضى ؟
تشهد الساحة الإبداعية الجزائرية اليوم وفي مجال الرواية خاصة إقبالا كبيرا على النشر وهي ظاهرة صحية في العموم غير أنه ينبغي الإهتمام بالكيف أيضا لا بالكم فقط.
هل هناك أي مشاريع أو أهداف مستقبلية كرواية قيد الإنحاز مثلا ؟
نعم حاليا أنا أشتغل على نص روائي جديد سيكون مختلفا تماما عن النصوص السابقة من ناحية المضمون والأساليب .
ما نصيحتك للشباب المبدع بالوطن العربي الذي يملك موهبة الكتابة ولأولئك المهمشين على رف الإبداع ؟
على كل مبدع أن يهتم بتطوير موهبته ،أن يقرأ كتيرا وأن يفتح صدره للنقد البناء فهو سيضيف لتجربته الإبداعية الكاير ويطورها .