تفكيك المشروع الوطني باستنساخ حالة انفصالية بقلم:محمد جبر الريفي
تاريخ النشر : 2018-05-27
تفكيك المشروع الوطني باستنساخ حالة انفصالية بقلم:محمد جبر الريفي


نموذج جيبوتي الدولة العربية الإفريقية يعاد استنساخه الآن من جديد في فلسطين بفضل التآمر التصفوي للقضية الفلسطينية والذي يقوم به أطراف متعددة عربية وإقليمية ودولية وكلها تسعى مجتمعة إلى تفكيك المشروع الوطني الفلسطيني ضمن حالة تقسيمية جديدة ترتب لدول المنطقة العربية ...دولة جيبوتي قبل الحصول على الاستقلال الوطني من الاستعمار الفرنسي لتصبح عضوا كاملا في الأمم المتحدة وفي جامعة الدول العربية وفي الاتحاد الأفريقي كانت مجرد مدينة صومالية ساحلية على المحيط الهندي تعرف بالصومال الفرنسي تم سلخها عن باقي الوطن الأم الصومال الذي كان بدوره خاضعا لاستعمار مزدوج بريطاني وايطالي ..الانقسام السياسي الفلسطيني البغيض الذي مضي عليه أكثر من إحدى عشر عاما والذي لم تتوصل كل اتفاقيات المصالحة المبرمة في مكة والقاهرة والدوحة والشاطىء إلى أنهائه والحصار المفروض على القطاع منذ حدوث الانقسام وإجراءات السلطة العقابية على القطاع والتي أثرت بشكل مباشر على الحياة الاقتصادية والاجتماعية المعيشية واحدثت شرخا في العلاقات النفسية بين السلطة في الضفة وغالبية الفئات الاجتماعية الكادحة في القطاع بسبب الضرر الذي لحقها لوحدها دون مثيلها في المحافظات الشمالية .. كلها عوامل قد تدفع غزة إلى الانفصال السياسي وبموافقة إسرائيلية امريكية ودولية تحت ذرائع العامل الانساني الذي بدأ يتفاعل على المستوى الدولي على حساب العامل السياسي في محاولة لتجريد القضية الفلسطينية من بعدها السياسي كقضية تحرر وطني وقد بدأ ذلك بالفعل في مؤتمر انعقد بواشنطن وحضرته سبع دول عربية تحت عنوان ( إنقاذ غزة ) هكذا غزة تصبح حالة انفصالية طارئة اذا ما استمر فيها هذا الوضع البائس لفترة قادمة دون أن يحدث تقدم في موضوع المصالحة الوطنية وإنهاء إجراءات العقوبات وقد تتعزز هذه الحالة أكثر بعدم وجود معارضة سياسية محلية قوية سواء أكانت من حكومة الأمر الواقع كما تطلق عليها من قبل السلطة الوطنية أو من جميع الفئات الاجتماعية المتضررة في القطاع ويساعد على ذلك أيضا وهو العامل المهم تعمق الانقسام السياسي مع وجود الانفصال الجغرافي الحاصل فعلا و الذي جعل من رام الله هي المركز وقطاع غزة هو الطرف ..