طريقان لوقف العدوان بقلم:خالد صادق
تاريخ النشر : 2018-05-24
طريقان لوقف العدوان بقلم:خالد صادق


طريقان لوقف العدوان
خالد صادق
تواصل العدوان الصهيوني على قطاع غزة, والإصرار على شن غارات على مواقع تابعة لفصائل المقاومة الفلسطينية في القطاع, وإبراز الاحتلال قائمة بأسماء شخصيات فلسطينية سياسية وعسكرية على لائحة الاستهداف والتصفية, وعمليات القتل الممنهج التي يرتكبها الاحتلال ضد مدنيين عزل رغم الإدانات الدولية لجرائمه, والإصرار على إغلاق المعابر وإحكام الحصار, يدل على نوايا الاحتلال محاولة التصعيد العسكري في غزة, والتوجه لشن عدوان جديد على القطاع يهدف لوقف مسيرات العودة الكبرى, والخروج من مأزق الإدانات الدولية التي وجهت للحكومة الصهيونية التي تعاملت بعنف كبير مع تظاهرات سلمية, واستخدمت أسلحة محرمة دوليا ضد مدنيين عزل مما جعلها تقع تحت طائلة القانون الدولي.

إسرائيل تريد قطع الطريق على محاولات التحرك الفلسطيني تجاه محكمة الجنايات الدولية لمحاسبتها على جرائمها التي ترتكبها في غزة, وذلك بالتصعيد العسكري وتوتير الأجواء ومحاولة خلط الأوراق, وهى تستخدم كل أدواتها لمنع التحرك نحو محكمة الجنايات, حتى لا يشعر جيشها ان يده مقيدة في القتل وسفك الدماء, وانه سيقع في يوم ما تحت طائلة القانون الدولي, وهى تريد ان ترسخ مفهوم أنها دولة فوق القانون ولا يستطيع احد مساءلتها أو محاسبتها على ما ترتكبه من جرائم ضد الفلسطينيين, والحقيقة ان من يشجعها على ذلك ويدعمها هي الإدارة الأمريكية التي منحت لها الحق لفعل ما تشاء ضد أعدائها, وأطلقت لها العنان كي ترتكب المجازر البشعة وتنتهك حرمة البلدان فتقتل في مالطا وتونس والإمارات وقبرص وماليزيا وبلغاريا وسوريا ولبنان والأردن وغيرها من البلدان وهى مطمئنة ان أحدا لن يحاسبها على جرائمها وتغولها.

إسرائيل التي لا تحاسب على جرائمها البشعة لديها أدوات ضغط تستخدمها ضد السلطة الفلسطينية لمنع أي حراك دولي ضد سياساتها, وهى تستند دائما للإدارة الأمريكية لتحقيق مآربها وتستخدم أدوات ضغط منها

أولا: التهديد بعقوبات على السلطة ومنعها من التحرك داخليا وخارجيا, ووقف تحويل أموال الضرائب, والتهديد باغتيال شخصيات فلسطينية على غرار ما حدث مع الرئيس الراحل ياسر عرفات.

ثانيا: تحريك حلفائها في المنطقة العربية للضغط على السلطة بعدم التحرك تجاه المؤسسات الدولية ضد «إسرائيل» وذلك حفاظا على ما تسمى بمسيرة السلام, والتهديد بان تحرك السلطة يساوي التخلي عن الدور العربي الرسمي ولو اقتصاديا تجاه السلطة الفلسطينية.

ثالثا: هناك شخصيات متنفذة داخل السلطة مرتبطة بالاحتلال تنصح رئيس السلطة بعدم التحرك في المحافل الدولية لأن هذا يضر بمصالح الفلسطينيين وان الحراك تجاه المجتمع الدولي ليس من ورائه طائل وعواقبه الإسرائيلية والأمريكية وخيمة وقد تضر بالسلطة وتصب في مصلحة «حماس».

رابعا: ضغوط كبيرة تمارسها الإدارة الأمريكية على المؤسسات الدولية ودول تساند الشعب الفلسطيني لمنع إدانة أو محاسبة إسرائيل على جرائمها التي ترتكبها ضد الفلسطينيين مهما كانت بشاعتها, والتهديد بوقف الدعم المالي والعقوبات عن تلك المؤسسات الدولية إذا لم تنصع للمطالب والإرادة الأمريكية.

ان الاستمرار في عدم ملاحقة «إسرائيل» في المحافل الدولية, ومحاسبتها على جرائمها يفتح شهيتها لارتكاب المزيد من الجرائم, ويجعلها في حالة تحفز ونهم لإراقة الدماء, وستبقى تنتقل من مجزرة لمجزرة دون وازع أو رادع, لذلك لن تتوقف جرائم «إسرائيل» بحق المدنيين العزل, وستستمر في القتل وسفك الدماء, وهذا لن تقبل به فصائل المقاومة الفلسطينية أبدا, ولن يطول صبرها أكثر من ذلك, وستواجه الاحتلال إذا استمر في هذا النهج, مما ينذر باشتعال غزة وشن عدوان صهيوني جديد عليها وارتكاب مزيد من الجرائم البشعة.
المقاومة الفلسطينية تتململ وتنتظر ساعة الصفر, وحالة الصبر على جرائم الاحتلال وغاراته المتواصلة على أهداف يزعم أنها مواقع للمقاومة لن تطول. هناك طريقان لوقف هذا العدوان الصهيوني على شعبنا الفلسطيني فإما ان يقوم المجتمع الدولي بدوره ويأخذ بزمام المبادرة ويحاسب «إسرائيل» على ما ترتكبه من جرائم, ويعاقب مجرمي الحرب الصهاينة ويقدمهم للعدالة . وإما ان تتحمل المقاومة الفلسطينية المسؤولية, وتأخذ زمام المبادرة بيدها فتتصدى لهذا العدوان, حتى يدرك الاحتلال ان القصف بالقصف والقتل بالقتل وعندها فقط سيتوقف الاحتلال عن حماقاته بحق الفلسطينيين.