رسالة العراقيون إلى الوالي بقلم: ماهر ضياء محيي الدين
تاريخ النشر : 2018-05-24
رسالة العراقيون إلى الوالي بقلم: ماهر ضياء محيي الدين


رسالة العراقيون إلى الوالي

في عام 1807 قرر أعيان مدينة رشيد توجيه رسالة إلى والي مصر محمد علي ليلحق بإرسال الإمدادات والجيوش لإنقاذ المدينة المحاصرة من الجيوش الانكليزية , وفي عام 2018 لدينا عدو اشد من الخطر الانكليزي ، دمر البلد وقتل العباد وما زال يحصد بنا دون توقف ، أنها الديمقراطية .
في مقولة نشرت قبل أيام في الواشطن بوست كان عنوانها الرئيسي لماذا يعتبر انتخاب العراق انتصارا رائعا للديمقراطية ، وتناولت عدة أمور لكن أهمها دور أو أهمية الديمقراطية في بناء الدولة ومؤسساتها.
رغم مرور أكثر من أربعة عشر سنة على تغير نظام الحكم من البعث ألصدامي إلى نظام لا يعرف أوله من أخره ، والأصح حكم أحزاب المتناحرة على مصالح الشعب والمتفقون على مصالحهم ، لنكون مع تجربة جديدة جعلت البلد وأهله يسيرون في الاتجاه المعاكس بكافة الجوانب وفي وضع يرثى له قد يكون الأسوأ في تاريخ العراق المعاصر . منذ 2003 ولحد يومنا هذا وشعبنا غارق في بحر من الظلمات ما بين تيارات وأفكار دينية وعلمانية ومدنية والشيوعية ، مع حقبة زمنية من الدكتاتورية المظلمة في تاريخ البلد وأهله ، التي غرست مفاهيم وثقافة الحزب الواحد ، وما سبقها من اختلف أنظمة حكم كانت لها نهجها في تدعيم الحكام و حرية الفرد وحقوقهم ليست في حساباتهم ، كما الحال في حكم وقتنا الحاضر 0
مفهوم أو مصطلح الكل يتحدث بيه وكل حسب قناعته أو فهمه ولغاية أو مصلحة ما ، لتكون على المجتمع أشبة بمرض لا يعرف له علاج أو وقائية منه ، وهي في حقيقة الأمر شفاء ودواء وعافية لكل الإمراض والأوجاع ، لكن الطريق للوصول إليها صعبة وشاق للغاية ، يستوجب الكثير ليتحقق الأمر ووفق قاعدة ( شرطها وشروطها ) والاهم من ذلك قدرة المجتمع على فهم الديمقراطية على حقيقتها .
طرحنا يقول هل نعيش الديمقراطية اليوم ؟
لقد علمت الأحزاب الحاكمة اليوم ومن يقف ورائها ، إلى تحقيق مأربها الشيطانية في تدمير المجتمع العراقي ، من خلال مخططاتهم ومشاريعهم المرسومة مسبقا ، وأفضل وسيلة للوصول إلى هدفها المنشود ، لتكون الديمقراطية انسب الطرق لذلك ، لأنها غطاء لهم في قتل عقول الناس ، ، لان قتل العادات والتقاليد والثقافات ، أكثر قسوة من غيرها علينا .
حكام اليوم جعلوها من اجل السلطة والنفوذ ، والاستحواذ على مدخرات وخيرات البلد ، من خلال تشريع القوانين التي تنصب في مصلحتهم ، وقوانين الانتخابات السابقة والحديثة ، ومجالس المفوضية وطرق احتساب الأصوات ، تمرر من خلال لعنة اسمها الديمقراطية ، وحرية الرأي والتعبير ، لكنها محصلتها النهائية دكتاتورية الأحزاب والأشخاص .
ما تعرضنا إليه من إعصار مدمر ضرب كل أركانها ، لنشاهد العجائب والغرائب ، وكلها تبرر تحت عنوان الديمقراطية ، دون قيد أو شرط ، وكل التصرفات أصبحت مباحة والاعتراض عليها يجعلك محل استهداف الكثيرين ، لأننا بلد ديمقراطي ، ،والوضع العام يساعد على الأكثر من ذلك ، ولعل القادم قد يكون الأسوأ في تاريخ البلد قديما وحديثا 0
إذا أردت إن تشاهد الديمقراطية الحقيقية يا سيدي فتلك الدولة الأوربية اكبر برهان عليها ، إما في اغلب الدولة العربية وخصوصا بلدي فهي مجرد في الأحلام أو في الخيال العلمي ، وكل القوى السياسية وقبلهم شعبنا بحاجة إلى سنوات لكي نفهم ما هي الديمقراطية الحقيقية وفق ( شرطها وشروطها) وهذا الأمر سيتحقق لكن بحاجة إلى ثورة إصلاحية من الكل .
رسالتنا إلى والي اليوم تقول إن انتخابات العراق نكبة وخسارة للكل وليست انتصارا رائعا ، وديمقراطيتكم ( دكتاتوريتكم ) من اجل السلطة والنفوذ ، وتدمير الدولة ومؤسساتها ، وحالنا لن يتغير ما دمنا نعيش بكذوبة وخدعة الأسماء والعناوين وديمقراطية قادة اليوم .
ماهر ضياء محيي الدين