تداعيات العقوبات الجديدة على المشهد الإيراني
عطا الله شاهين
كما نرى مرة أخرى تقوم واشنطن بفرض عقوبات اقتصادية على إيران، لكن مما لا شك فيه فإن للعقوبات تداعيات سياسية، لا سيما بعدما قاله وزير خارجية الولايات المتحدة مايك بومبيو بأن العقوبات على إيران ستكون الأقوى في التاريخ، أي أن العقوبات القديمة سيتم إعادة تطبيقها، كما سيفرض إجراءات تقييدية جديدة ضد طهران.
فيبدو أن واشنطن ستعمل من جانبها على ردع أشكال العدوان الإيراني، كما أن واشنطن تريد في أي اتفاق جديد بأن يكون هناك ضمانات، لكي لا تملك طهران أسلحة نووية، لكن طهران بعد فرض العقوبات عليها من قبل واشنطن سارعت بالرد على فرض هذه العقوبات، وقالت بأن واشنطن تسعى لتغيير النظام في إيران لكن الريس الإيراني حسن روحاني رد على الأمريكيين من أنتم لتحددوا لإيران والعالم ما الذي يتوجب عليهم فعله؟
لكن بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي وفرضها العقوبات الاقتصادية على طهران هل الرئيس ترامب يريد بأن يقول للأمريكيين بأنه صاحب انجازات كبرى بعكس سلفه أوباما..
مما لا شك فيه بعد تطبيق العقوبات الجديدة يطرح سؤال ماذا بعد فرض العقوبات الجديدة على طهران؟ فبحسب تصريحات وزير الخارجية الإيراني قال بأن طهران تواصل العمل مع الشركاء لحلول ما بعد الولايات المتحدة، لكن هل يمكننا القول بأن طهران بعد هذه العقوبات ستحولها إلى فرصة عبر اعتمادها مبدأ الاقتصاد المقاوم، والذي يقوم على معادلة الاكتفاء الذاتي، كما أننا علينا أن لا ننسى بأن الاتحاد الأوروبي، على الرغم من معاناته من وضع اقتصادي ومالي صعب، إلا أنه يقف بقوة مع طهران، ومن هنا فإن للعقوبات لا شك بأنه سيكون لها تداعيات سياسية، لكن طهران عانت في السابق من عقوبات، واستمرت في ظهورها القوي في الشرق الأوسط..