فلسطين في يوم النكبة وعدم اكتراث العرب بمحنتها بقلم:فواد الكنجي
تاريخ النشر : 2018-05-20
فلسطين في يوم النكبة وعدم اكتراث العرب بمحنتها بقلم:فواد الكنجي


 فلسطين في يوم النكبة وعدم اكتراث العرب بمحنتها

فواد الكنجي

سبعون عاما مرت على نكبة الشعب الفلسطيني ..
سبعون عاما مرت، ولم يكن يمر يوما دون مواجهات دموية وحدوث مأساة ونكبات جديدة بحق الشعب الفلسطيني، حيث آلة العدوان الإسرائيلي تقتل .. وتدمر .. و تصادر .. وتغتصب .. وتجرف أراضي الدولة الفلسطينية، انتهاكات فاضحة بحق الأرض والإنسان ليبقى أهلها يعيشون تحت نير المحتل الصهيوني المجرم، ليبقى الفلسطينيون لسبعون عاما في حالة استنفار قصوى يدافعون عن لقمة عيشهم وحريتهم دفاعا عن الأرض والعرض والنفس، ليبقوا طول سبعون عاما يذوقون مر حنظل من مرارة الحياة، مساجين في واقع لا يحتمل.. بلا كلمة .. وبلا حقوق تحت سطوة المحتل الإسرائيلي وجيشه الغاشم؛ الذي ما نكفك يوما من مواصلة العبث بمقدسات الشعب في مدينة (القدس) وفي كل بقعة من أراضي الدولة الفلسطينية الحبيبة، ليكلل هذا الإجرام بتحول مدينة (القدس العربية) عاصمة لهؤلاء الصهاينة، ألشراذمه، المحتلين، والتي مهدت أمريكا عدوة الشعوب المناضلة هذا المسعى الغادر ليس بحق الفلسطينيين فحسب بل بحق الأمة العربية برمتها، وهو اعتداء سافر من قبل الصهاينة والأمريكان معا.
وما ألت إلية أوضاع فلسطين هي صورة مؤلمة بكل المقاييس، لا وبل صورة مؤلمة لما ألت إليه أوضاع العرب؛ بعد إن كانت قضية فلسطين ومدينة القدس قضية مركزية للأمة العربية، ولكن للأسف تمادى المحتل الإسرائيلي وبكل وقاحة وصلافة على كل الأعراف الدولية وقوانينها بمشاركة أمريكية وقحة في نقل عاصمتهم إلى (القدس) في ظل صمت عربي رسمي، هذا الصمت هو الذي شجع المحتل الإسرائيلي وأمريكا إلى اقتراف هذا الجرم بتوسيع نطاق الاحتلال الإسرائيلي إلى مدينة (القدس) وجعلها عاصمة لهم.
وللأسف فالموقف العربي اليوم هو موقف متفرج بامتياز افتقد حتى على عبارات التنديد والإدانة والشجب الرسمي أو استنكار، و إلى ابسط معاير الأخلاق والقيم وشيم العروبة، وغابت الجامعة العربية، وغابت بيانات من وزراء الخارجية لدول العربية، بل غاب المشهد القومي الذي كان يومنا مناصر لقضية فلسطين كقضية العرب المركزية، ولم تعد اليوم كذلك - وهذا هو أسفنا الأكبر- بعد إن وصل الأمر بعدم الاكتراث إلى الإعلام العربي الذي تجاهل حتى التغطية الإعلامية على القنوات الإخبارية التظاهرات السلمية للفلسطيني، الذين خرجوا بآلاف منددين بنقل السفارة الأمريكية إلى مدينة (القدس العربية) في يوم النكبة.
و (يوم النكبة) هو مصطلح فلسطيني، يتعلق بالمأساة الشعب الفلسطيني الإنسانية حين تم تشريده من دياره عام 1948 من قبل الصهاينة الذين قاموا باحتلال أراضيهم وطرد أكثر من 750 إلف فلسطيني آنذاك ليتحولوا إلى لاجئين في الشتات، وقد ارتكب العدو الإسرائيلي مجاز و فضائع إجرامية من اجل إقامة الدولة الإسرائيلية، فقاموا بهدم أكثر من 500 قرية فلسطينية ليحولونها إلى مدن يهودية ووضعوا لها أسماء عبرية لمحو الهوية الفلسطينية منها، وما زال هذا المسلسل جاري تنفيذه على قدم وساق، وما تحويل عاصمتهم من (تل أبيب) إلى (مدينة القدس العربية) إلا لتكريس هذا النهج الاستيطاني على أراضي الفلسطينية المغتصبة ولترسيخ مشاريع الاستيطان الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية، ولهذا فان الفلسطينيين وكل العرب الشرفاء يحيون هذا اليوم عبر تنديد و تظاهرات ولهذا فان التظاهرات لهذا العام جاءت اثر قيام أمريكا بمجارات مشاريع الكيان الصهيوني بنقل سفارتهم إلى مدينة القدس باعتبارها عاصمة الكيان الصهيوني، ولهذا خرج ألاف منددين بتصرفات الاحتلال وأمريكا بهذا الإجراء، مما أدى بالة جيش العدو الإسرائيلي بفتح النار على المتظاهرين، الأمر الذي أدى إلى استشهاد في يوم النكبة أكثر من ستين شهيدا ومئات الجرحى، لتصبح كل هذه المأساة وما يدور لحد إعداد هذا المقال في وسائل الإعلام العربية مجرد خبر عابر، ليبقى الشعب الفلسطيني البطل الصامد وحده يواجه الهجمة الإسرائيلية الشرسة دون مساندة أو داعم من الدول العربية، بقدر ما نسمع بعض تنديدات وتصريحات خجولة لا تقدم ولا تأخر من شيء تأتي من هنا وهناك، لنستشف مما ألت إلية أوضاع منطقتنا العربية وعلى ضوء التجربة التاريخية منذ يوم النكبة والى يومنا هذا بان ليس لفلسطين و(القدس العربية) سوى أهلها الذين يعيشون تحت نير الاحتلال وهم يواجهونهم بكل شجاعة وبسالة؛ و قد جرد من السلاح وترك وحده في مواجهة العدو الإسرائيلي المحتل بجيشه الهمجي المزود بأحدث أسلحة أمريكية وبعنصرية المستوطنين الصهاينة المسلحين، ومع ذلك فهم يتحركوا بكل شجاعة وبسالة مقاومين آلة العدو الصهيوني دفاعا عن الأرض والعرض و مقدساتهم بعد إن أثبتت كل الوقائع؛ وعبر تجربة سبعون عاما من يوم النكبة والى يومنا هذا؛ بان لا تعويل على دور الدول العربية، لان طوال هذه الحقبة المريرة التي مرت على الشعب الفلسطيني وما ذاقه من آلة العدو الحربية وهمجيتهم؛ لم تستطع الدول العربية بكل ما تملكه من إمكانيات وقدرات وطاقات بشرية ومادية من إيقاف انتهاكات العدو الإسرائيلي على الأرض وعلى الشعب الفلسطيني، بقدر ما نلتمس من الدول العربية يوم بعد أخر الابتعاد عن القضية الفلسطينية وهذا ما يثير أسفنا و تساؤلنا... لماذا.......!.........؟
لماذا .. ومتى تهب الدول العربية لنصرة إخوتنا في فلسطين ....؟
متى تستيقظ ضمائر العرب ... متى تتحرك ... متى تصحوا ... متى .... متى ............؟
متى تعي الأمة العربية ... ومتى تدرك بان استنزافه في الحروب المحلية الطائفية العبثية وترويضهم من خلال فرض واقع مكثف بالإحداث سياسية خطيرة ومحسوبة بدقة عبر أجندة الدوائر الاستخباراتية الأمريكية - الصهيونية بدءا باحتلال العراق وتفجير الأوضاع الداخلية في سوريا وليبيا واليمن والمصر ولبنان وهي من أهم دول (الممانعة) التي تعارض المشروع الصهيوني في فلسطين تحديدا وفي المنطقة عموما، ليتم إدارة ملفات هذه الدول بشكل مباشر أو غير مباشر من قبل دوائر البنتاغون والاستخبارات الأمريكية وموساد الإسرائيلي، وما آلت إليه اليوم حالة جيوشها وشعوبها وقياداتها من وهن وضعف هو مخطط مرسوم بدقة ليتم و بشكل حرفي متقن تمزيق وتفتيت القرار السياسي لهذه الدول ليجعلوا (العرب) يفقدون الثقة بقدرة دولهم عن اتخاذ أي قرار بشان فلسطين وعلى مواجهة إسرائيل ليصبحوا بين ليلة وضحاها إمام أمر الواقع بان عليهم إن يتعايشوا مع إسرائيل، اثر تصاعد وتيرة الحروب الطائفية في بلدان العربية وأنهاك قوة جيوشها في دائرة الصراعات المحلية و تكرار مشاهد القتل الجماعي والتهجير والنزوح والترويع والدمار في عموم منطقتنا العربية وبما ترتب عن ذلك من تداعيات على الأوضاع الاقتصادية المربكة وعدم الضمان والتكافل الاجتماعي و الوظيفي لتكبل كل قدرات المجتمع والدولة صوب هذه الاختناقات لتقتل في الإنسان العربي مشاعر الغيرة والنخوة على القضية الفلسطينية، قضيتهم، التي كانت يوما قضية مركزية بالنسبة لهم ولأكثر من سبعين عام، وهكذا استطاعت دوائر الموساد والاستخبارات الأمريكية محاصرة المواطن العربي وإنهاكه في دائرة الحروب الطائفية وهموم يومية ليتفرغوا بتنفيذ خططهم التوسعية والاستيطانية في إسرائيل وهم متيقنين كل اليقين من محدودية وضالة ردود فعل عربية بما ينفذونه على ارض الفلسطينية، وهذا ما نلمسه على ارض الواقع وليس كلام نظري فحسب، فقضية (فلسطين) و(القدس) مغيبة تماما عن المشهد العربي ولم تعد أية دولة عربية تكترث بما يجري على الساحة الفلسطينية بصورة عامة وعلى ساحة (مدينة القدس) بصورة خاصة من عمليات تهويد وتدنيس وتهديم وتغير ديموغرافي واسع النطاق .
ومع كل ما يحدث اليوم من أوضاع شاذة في عموم منطقتنا العربية لابد من اخترق حالة الجمود والتشرذم والمسار المتجمد في الساحة العربية، وهذا لا يكون ما لم يتم تحرير دول منطقتنا من احتلالها الداخلي المتمثل في الأنظمة المستبدة ومن توسيع دائرة التداخلات ألأجنبية في الشؤون الداخلية لدول العربية لتتمكن شعوب المنطقة التعبير عن (ذاتها) بحرية وشفافية، تلك (الذات) التي عشعشت في أعماقها قضية فلسطين و قدسية (مدينة القدس العربية) عاصمة دولة فلسطين الأزلية؛ التي هي في قلب كل عربي حر محب للحرية والعدالة، وحين يتم لشعبنا العربي هذا الأمر فلا محال عندها سيتمكن الشعب العربي توحيد صفهم الوطني والقومي؛ و ينزل إلى الشوارع معبرا عن ذاته ومتضامن ومساند وداعم ومشارك في معركة التحرير الكبرى؛ تحرير فلسطين العربية من يد المحتل الإسرائيلي- الأمريكي .