هل فقد الفللسطيني حق المقاومة ؟بقلم:حاتم أحمد الخطيب
تاريخ النشر : 2018-05-19
هل فقد الفلسطيني حق المقاومة ؟؟؟
قد يبدو للوهلة الأولى غريبا ومستهجنا هذا التساؤل الجامح في ظل إيقاع الطبول الصداحة بالفراغ وبلا صدى يئن في رقعة الحرائق المستعرة بجلباب الحلم الحائر بين الماء والنار والذي قد يخنق أو يحرق بينهما . كل القوانين والشرائع والمبادىء الدولية والانسانية والدينية والأخلاقية تجيز للشعوب المحتلة بشكل فردي أو جماعي الدفاع عن نفسها وضرورة مقاومة ومحاربة المحتل الغازي بكل الوسائل الممكنة والمتاحة لطرده وهزيمته بما فيها الكفاح المسلح والقرارات الدولية واضحة وضوح الشمس ولا خلاف في التفسير والتأويل ومنذ عام 1975م والجمعية العامة للامم المتحدة تكرر وتعيد كل عام التأكيد على حق الشعوب المحتلة بمقاومة الاحتلال وشعبنا الفلسطيني لم يستثنى من هذه القاعدة ومارس هذه المقاومة ضد الاستعمار البريطاني واستكمل نضاله بعد النكبة 1948م ضد الكيان الصهيوني وفقا لهذه القوانين الدولية تصاعد كفاحه ونضاله المسلح بعد تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية 1964م وتشكيل الفصائل الفلسطينية المنضوية تحت إطار منظمة التحرير وكل دول العالم تقريبا باركت وأيدت نضال شعبنا لنيل حريته واستقلاله باستثناء امريكا والكيان الصهيوني الغاصب تقريبا وفي معظم عواصم العالم فتحت ممثليات لمنظمة التحرير الفلسطينية في ظل تنفيذها للمقاومة المسلحة وتصاعدها وتطورها وانحياز أحرار العالم للانخراط في فصائلها ولم يجرؤ أحدا في العالم على وصمها ووصفها بالارهاب رغم بعض عملياتها العسكرية الفدائية التي نفذت على أراضي العديد من دول العالم وكذلك بعض أساليب تلك العمليات كخطف الطائرات والسفن وغيره ورغم احتجاج الدول الاوروبية تحديدا على بعض تلك العمليات إلا انها حافظت على إطار المقاومة المشروعة للمحتل وظلت حركة تحرر وطني في نظر العالم حتى عند الخروج من بيروت 1982م والانتفاضة الاولى عام 1987م والعالم لم يغير نظرته الراسخة والثابتة بأحقية مقاومة الاحتلال ومع الحق الفلسطيني حتى جاء طوفان أوسلو المدمر والكارثي لتبدأ حقبة انقلاب كل المعايير والمقاييس والثوابت وسرعان ما أصبح الفلسطيني المزهو بوهم السلطة وبريق أوسلو في تغيير نظرته للمقاومة المسلحة وضرورة إعطاء فسحة للسلام وبناء الدولة عبر المفاوضات حتى اختنق وبدأ يدين العمليات الفدائية المسلحة وصولا لوصمها بالتخريبية واعتبارها ارهاب ورويدا .. رويدا تبنت دول العالم تدريجيا نظرة هذا الفلسطيني المسئول والمأزوم للمقاومة وتساوقت معه وشجعته لنبذ الكفاح المسلح لأن العسل المسموم في إنا الوهم يقبع في القاع وكل هذا الابتذال والتنازل وضياع البوصلة لم يرضي الكيان الصهيوني النهم والشره وبل طالب السلطة بملاحقة واعتقال كل من يقاوم بالسلاح وضرورة التنسيق الأمني لمنع العمليات ومع مسلسل التنازلات وعقلية الكيان الاستيطانية والعدوانية والارهابية وصلنا الى اعتبار التصريحات السياسية والمناهج الدراسية والمسيرات السلمية والأزياء التراثية .... الخ ارهاب يجب إدانته ومنعه ومحاربته وما يحصل على الحدود الزائلة لقطاع غزة خير دليل على أننا فقدنا حق المقاومة المسلحة ومتهمون بالارهاب والآن الدور على المقاومة السلمية التي تعتبرها امريكا الشر والعدوان وبعض الأصوات النشاز بالعالم والخليج المحتل عدوان واستفزاز للحليف الصهيوني . سقوط عشرات الشهداء وألاف الجرحى لم يحرك ضمير العالم باستثناء القلة الحرة وهل بعد سنوات ستحذو دول العالم كحذو امريكا وتعتبر مجرد أن نصرخ أو نتألم أرهاب وليس من حقنا أن نطالب بالحرية والاستقلال ركزوا كيف يتم قمع الوقفات الاحتجاجية بالقدس بكل قسوة وعنف لأنه ليس من حقنا وفي عرف امريكا والكيان هذا عدوان واستفزاز .. تعلمت دوما أن أدق على جدران الخزان