رمضان ...والدعاء بطيب الكلام ..وحسن الختام بقلم: وفيق زنداح
تاريخ النشر : 2018-05-16
رمضان ...والدعاء بطيب الكلام ..وحسن الختام بقلم: وفيق زنداح


رمضان ...والدعاء بطيب الكلام ...وحسن الختام
بداية لا يسعني الا أن أتقدم بأحر التهاني لأبناء شعبنا الفلسطيني وقياداته وقواه السياسية .... وللأمتين العربية والاسلامية بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك وتمنياتي القلبية أن يكون شهر خير وبركة ..... ورحمة من رب العالمين ... لعباده المؤمنين .
الرحمة للشهداء الأكرم منا جميعا .... والدعاء لأسرهم بالصبر والسلوان .... وجزاهم الله كل خير ...كما التمنيات لكافة الجرحي الابطال بالشفاء العاجل..... والشكر الجزيل لكافة الطواقم الطبية والاعلامية والرحمة للشهداء منهم ...كما التمنيات بالشفاء العاجل لكل من أصيب من هذه الطواقم .
كما لا يسعني الا أن أشكر كل من قدم لنا يد المساعدة والمعونات الطبية.... وكل الشكر للامارات المتحدة ....و للشقيقة مصر وعلى رأسها فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي باستمرار فتح معبر رفح وتقديم التسهيلات والمعونات الطبية ...واستقبال الجرحي بالمستشفيات المصرية ...هكذا كانت وستبقي مصر الداعم والمساند لنا بكافة الظروف .
والان والحديث عن ما يقال ...وما يتم التصريح به ...والذي يخرج عن ألسنة البعض .... باعتباره موقفا شخصيا يتم الاعلان عنه عبر صفحاتهم .... وطالما تم الاعلان فالملكية للقارئ والمتابع والمحلل وأصحاب الرأي..... حول كل ما يقال وما يمكن الرد عليه ...... لتصويبه وتبيان الحقيقة ..... وحتى لا نسمح بالتضليل وخداع الناس .... بأكثر مما يخدعون .... وعلى مدار سنوات طويلة .....في ظل هذا الانقسام الاسود .
أن يأتي رمضان المبارك..... والدموع لم تجف ....والدماء لا زالت تسيل ...والشهداء لا زالوا يتساقطون ...والجرحي ما زالوا يعانون الامهم ...والاسر الفلسطينية لا زالت تتألم بفقدان أبنائها وعلى الاقل ألامهم وظروفهم القهرية .....والشعب بكافة شرائحه يعاني من أزماته وكوارثه ....التي تزداد وتتنامي بفعل انقسام أسود ...ومنهجية فكر سياسي ....وغياب واضح للحسابات السياسية الوطنية .....والتي وصلت الي مرحلة ما نحن عليه ...وما نعاني منه .
الاعتراف بالأخطاء ليس ضعفا ..... والاعتراف بالخطأ الاستراتيجي حول أحداث يونيو 2007 والذي جعلنا بموقف صعب وأمام تحديات كبيرة ..... كان من المفترض أن يعيد الحسابات الي أساسها الصحيح ...والفكر الي صوابه ....والوطن الي طبيعته .... والشعب الي حاله وظروفه .... والتي لم تكن بحسب التمنيات ....لكنها الافضل كثيرا من حيث الواقع ...وأزماته وكوارثه .
نستقبل شهر رمضان المبارك بألم وحزن .... وصبر وجلد ..... على حال علاقاتنا الوطنية ....التي لا زالت محكومة بمصالحها ومنهجية فكرها ..... ومحكومة بما يخدم مصالحها حتى وان كان خداع للرأي العام .... وتضليل للناس .
نحن كتاب الرأي كنا نتمنى وأنا واحد منهم..... أن تكون مقالتي كما كل عام ...حول رمضان ايام زمان .... وحول رمضان اليوم ..... والفارق الشاسع بينهما ..... لكننا نقحم ونكون امام مسئولية الرد ....على ما نقرأ من تصريحات مخالفة للحقائق ....ومغايرة للواقع .... وفيها من التجني أكثر بكثير من الحقيقة .
الناطق باسم داخلية حماس الاستاذ اياد البزم وعلى صفحته تحدث عن مطلبه بضرورة أن يستقيل الرئيس عباس .....كان رد الاستاذ أسامة القواسمي عضو المجلس الثوري لحركة فتح والناطق الرسمي باسم الحركة أنه ليس بموقف الرد احتراما للشهداء .... ومع أنني أقدر رد الاخ اسامة القواسمي ومنطلقاته ..... لكنني اختلف معه ....بأن الرد واجب ..وملزم ... وطبيعي .... ربما بحكم المهنة الاعلامية ...وليس السياسية .... طالما كان الرأي على صفحات التواصل ويطلع عليها الالاف ....فالرد واجبا وطنيا .... مهنيا ..اعلاميا ...وليس شخصيا بالمطلق .
أولا : من حق اياد البزم أن يطالب الرئيس بالاستقالة فهو مواطن له كامل الحقوق .... وأيضا عليه كامل الواجبات.... الا أنها تبقي مطالبة فردية ...وحتى وان كانت مطالبة حزبية ...فانها لا تقدم ولا تؤخر ..... فالمعارضة مطلوبة ..وهي جزء من الحالة الوطنية ومن النظام السياسي .
ثانيا : السيد اياد البزم ومطالبته باستقالة الرئيس لا تحمل صفة رسمية أو شعبية ..... وهو ليس مخولا وناطقا باسم الشعب الفلسطيني ...وبامكانه اذا ما أحب وأراد أن يجعل من رأيه موقفا شعبيا .....ان يطالب الناس بالخروج للشوارع ليقولوا كلمتهم .....حول مطلبه .... وحتى يستمع الي الرد الذي ربما يعجبه ...وربما لا يعجبه .
ثالثا: الرأي الشخصي لاياد البزم ليس فيه من العرف السياسي والقانوني .... والمؤسساتي .....على اعتبار ان الرئيس محمود عباس منتخبا ديمقراطيا .... رئيسا للسلطة الوطنية ...ورئيسا للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ممثلنا الشرعي والوحيد ...وقائدا عاما لحركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح ذات الاغلبية الساحقة داخل الشارع الفلسطيني .
رابعا : أن يطالب السيد البزم باستقالته بعد فتح سفارة أمريكا بالقدس ..... يأتي في الاطار الديمقراطي لحرية الرأي .... التي يمكن أن يطالب بها الاخرين حركة حماس ..... باعادة الاوضاع الي طبيعتها ..... وانهاء الانقسام وتمكين حكومة التوافق وعودة السلطة الوطنية ...حتى يتم تسيير الامور الحياتية ....واداء العمل السياسي ..... مع العالم بأسره .
خامسا : الرئيس محمود عباس له احترامه ومكانته ودوره أمام العالم بأسره عربيا واسلاميا ودوليا ...ويستقبل بكافة عواصم الدنيا استقبال رؤساء الدول ...وتجري له المراسم .... والتشريفات .... ويعزف له النشيد الوطني ... ويرفع العلم الفلسطيني .... كما يرفرف على ما يزيد عن 150 سفارة وممثلية وقنصلية .
فالمشكلة بعلاقاتنا الداخلية.... وليس بعلاقاتنا الدولية .... باستثناء الولايات المتحدة ... المعادية والمنحازة للكيان الصهيوني .
سادسا : من حيث الشجاعة فالرئيس عباس ربما من الرؤساء القلائل الذين قالوا لأمريكا (لا) كما قالوا لاسرائيل (لا) كما قال لبعض العرب والمسلمين ( لا ) .... وهذا يعني أن الشجاعة قائمة .... والمواقف الثابتة واضحة .... وأن استقلالية القرار الوطني الفلسطيني لا يستطيع أن يزاود عليها أحد .
سابعا : وحتى لا أطيل على القارئ العزيز ونحن مقبلين على شهر كريم..... فالموضوع أبسط من الرد عليه ....لأسباب عديدة لها علاقة بالحالة الداخلية .... كما لها علاقة بأسس النقد السياسي ... والتي يجب أن تقوم على أسس واضحة ...ومنطلقات محددة .... وفق معادلات سياسية .... محكومة بحسابات دقيقة .... وليس مجرد كلام بالهواء .... لا يستند الي أدني حقيقة يمكن البناء عليها ....للسياسة أهلها...والقادرين على الحديث حولها وابراز ايجابياتها من سلبياتها ...وليس أي أحد أخر .
المسألة الثانية ......وفي ذات الاتجاه.... وكأن هناك تنسيق مسبق ....أو توجيهات صادرة .... بحملة ضد الرئيس عباس بحسب ما جاء على موقع موسي أبو مرزوق عضو المكتب السياسي لحركة حماس في تدوينه له عبر تويتر ..... يقول فيها الي رئيس حركة فتح الاخ ابو مازن.... كما جاء بنص الخبر ..... وكما قال حرفيا....( ألم يأتي الأوان لوقف اجراءاتك الظالمة اتجاه القطاع المكلوم .... فوقع ظلمك أشد ايلاما من ظلم يهود !!) حسب تعبيره .
وتساءل السيد أبو مرزوق ألم تحرك فيك الدماء النازفة نخوة الرجال ؟! .... ألم تحرك بك الاشلاء الممزقة عاطفة القربة ؟!! .
ألم تحرك بك صرخات الحرائر نخوة المعتصم ؟! .... الم يثيرك تبجح الامريكان وفرحة اليهود ؟! .
أولا : السيد موسي أبو مرزوق عضو المكتب السياسي لحركة حماس ... والمتواجد خارج الوطن .... يجب أن يخاطب رئيس الشعب الفلسطيني بطريقة أفضل بما يحفظ المكانة والموقع .... والمسئولية .... وليس بطريقة وكانه يتحدث الي شخص عادي لان السيد أبو مرزوق يتحدث مع رئيس الشعب الفلسطيني رئيس دولة فلسطين رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلنا الشرعي والوحيد..... رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية القائد العام لحركة التحرير الوطني الفلسطيني كبري فصائل العمل الوطني والاسلامي ....... والذي له بعمر سنوات النضال بأكبر من عمر من يقومون على نقده دون أساس ....ومنطلق واضح ومحدد.
ثانيا : نقول للسيد أبو مرزوق ألم يأتي الوقت لتغيير الموقف .....واعادة الحسابات الوطنية ....بعد كل هذه التضحيات والدماء والارواح التي سقطت خلال الساعات الماضية .... وعلى مدار 11 عام .... من الانقسام الاسود ومن خلال 3 حروب .... انتهت الي تهدئة ومقاومة سلمية ..... لم يحترمها العدو ولم تأتي بنتائجها أى خير لشعبنا ولقضيتنا .
ثالثا : كان الافضل لكم أن تطالبوا بانهاء الانقسام الأسود ..... بعد أن فشلتم في احداث أي تغيير يذكر ..... او اى اصلاح ممكن .... بل زادت الامور تعقيدا وتشابكا وظلما .... فقرا ومرضا .
رابعا : أن تتحقق نخوة الرجال من الدماء النازفة ..... فهذا صحيح .... وليس باتجاه الرئيس..... بل باتجاه من وفروا أرضية هذا النزف وهذه التضحيات ...ومن أعطوا العدو المجرم فرصة ارتكاب جرائمه ..... فالنخوة لدي الرئيس كما كافة ابناء شعبنا .
ونتمني أن يعود بنا التاريخ .....لنري صلاح الدين ...وخالد بن الوليد .... وأبو بكر الصديق ...والصحابة أجمعين ...وما يمثلون من عدالة ووضوح ....والذين لا يعرفون الخداع والتضليل .
خامسا : حول أمريكا ودولة الكيان الصهيوني .... فالرد من الرئيس محمود عباس ربما يكون الرد الأقوي ..... من أي جهة كانت .... وعليك بالرد بطريقتك .... الا اذا كانت لديك حسابات لا نعرفها او نعرفها .... فالمسألة ترجع الي تقديركم للموقف .
صراحة القول .... أننا مقبلين على شهر كريم نريد فيه طيب الكلام ...وحسن الختام .... وأن يعمل كل منا على مراجعة نفسه ....ومواقفه .... حتى تصحو الضمائر .... وتشفي القلوب .... وتتفتح العقول ...وحتى نحسن التدبير .... ونخطو خطوات الوحدة .... ونزيل أسباب الانقسام .... وأن لا نبقي ندور حول أنفسنا ... ومن خلال تصريحات لا طائل منها .... وتحسب على قائليها ..... ولا تسجل لهم ..... في صفحات كتابهم ....في الدنيا ... والأخرة . ....لأننا أحوج ما نكون أمام قوافل الشهداء .... والجرحى وعذابات الأسري وصمود شعبنا ...وتحمله وصبره .... ان نكون أكثر اتزانا ... وحكمة .... وشجاعة .... بالقرار المنتظر لانهاء الانقسام والي الأبد ..... وليس بالتصريحات التي لا طائل منها .
وكل عام وأنتم بخير
الكاتب : وفيق زنداح