فتح هي المسؤولة بقلم سمير سليمان أبو زيد
تاريخ النشر : 2018-05-16
فتح هي المسؤولة  بقلم سمير سليمان أبو زيد


فتــــح هي المسؤولة
بقلم سمير سليمان ابو زيد
لم اكن اتصور وانا فتحاوي حتى النخاع ولم اغير يوما ان ياتي هذا اليوم الذي يتجرأ فيه من لا يعرف مؤخرته من راس الفجل ويتشدق بملء فيه ان الفلسطينيين باعوا ارضهم او ان الفلسطينيين ر فضوا كل الفرص التي اتيحت لهم او ان من حق اليهود ان يقيموا دولة على ارضهم او ان من حقهم ان يدافعوا عن حدودهم .
كما انني وانا الان عام 1969 لم اكن اتصور ان تفتح سفارات لاسرائيل في العديد من البلدان العربية وان العديد من الدول العربية تفتح سفارات لها في اسرائيل . ومن الغرابة ان تمنع دولة عربية مواطنين فلسطينيين يحملون وثيقتها من الدخول الى اراضيها او ان تقوم حكومة مصر بالانصياع لحكومة اسرائيل ولا تفتح معبر رفح الا بموافقة اسرائيل ومن لا يصدق فليراجع اتفاقات كامب ديفيد ورفح المصرية ضمن هذه الاتفاقية بحيث لا تستطيع مصر ان تحرك أي قوة عسكرية او ان تتخذ أي قرار في سيناء ومحافظاتها الا بالتنسيق مع اسرائيل .
ومما يندى له الجبين ان اسرائيل تسرح وتمرح وتعربد في العديد من البلدان العربية وتغتال وتقتل ويخرج مجرموها معززين مكرمين وبحراسة عربية مشدده حتى الحدود او المطارات .
ناهيك عن وسائل الاعلام التي افردت صفحاتها بالاشادة باسرائيل دونما حسيب او رقيب وتبدأ بالترويج لاسرائيل واحقيتها بارض فلسطين .
والوقاحة وصلت الى التطاول على الفلسطينيين ليس قادة فقط وانما شعب فلسطين ايضا وخاصة على شاشات الفضائيات المصرية والخليجية حتى ان احد الاعلاميين المصريين وصف شعب غزة كله بالارهابيين وطالب بقصف غزة وتدميرها .
كانت فتح صاحبة الانطلاقة سيدة الموقف منذ انطلاقتهاالتي واكبت هزيمة الدول العربية وفي مقدمتها مصر والتحق الجميع بها وصار كل الزعماء العرب يخطبون ود حركة فتح ويذهب الصحافييون لمقابلة رئيس فتح في القواعد والمغاور وكان سقوط شهيد واحد يجد صداه من المحيط الى الخليج اما اليوم فان سقوط ستين شهيدا في يوم واحد لم يحرك شعرة لدى الحكام العرب الذين اجتمع مجلس الامن قبلهم .
فتح مسؤولة لانها وضعت يدها بيد الانظمة ولم تضع يدها بيد الشعوب التي ملت وانفت من انظمتها المهزومة المافونه ولو ان الحركة وضعت يدها بيد الشعوب لما تجرأ نظام واحد ان يتآمر عليها
كما ان البريق الاعلامي طغى على برنامج التحرير علاوة على ان انتشار المكاتب والبدلات الفاخرة والسيارات الفاهرة وتذاكر الطائرات طغى ايضا على تقريب الزمن والمساحة ما بين الاحتلال والتحرير
كان علينا ان نخطف الوقت كما عملت الثورة الجزائرية فقد استقلت بسبع سنوات ونصف بعد احتلال 132 عاما
ان الاعداء استغلوا الوقت وارخوا الحبل للثورة واغروها بالاموال والبساط الاحمر والسلام الوطني بينما كانت المؤامرات تحاك في الخفاء .
على الجانب الاخر تخلينا عن الانتقام الفوري والمباشر لكل ضحايانا فلم نستمر كما كنا قبل السبعين نطارد رجال الموساد عبر القارات ونثار على الفور لكل جريمة يرتكبوها ولكن اغتالوا نصف القادة ولم يثار لهم احد حتى اصبح ديدنهم الاغتيال ضد ابناء شعبنا دونما أي خوف او وجل .
تشبثنا بالسلام وتغاضينا عن الانتقام وما زلنا نتلقى الضربة تلو الاخرى ونتحمل المصادرة والهدم وقلع الاشجار والاعتداء على القرى وعلى المواطنين معتمدين على الشكاوى للمنظمات الدولية التي لا تعترف بها اسرائيل بينما العرب لا يحركون ساكنا .
ما زلت اتذكر كلمة قالها لنا الشهيد ابو اياد في الجزائر قال بالحرف الواحد
كانت الثورة تخيف واصبحت الثورة تخاف
ترى القائد الشهيد ابو اياد عندما قال هذه العبارة كان يلوم من ؟ طبعا كان يلوم نفسه ويلوم القيادة الفتحاوية باعتبارها رائدة النضال الفلسطيني التحرري .
كانت مجرد كلمة فتح تدب الرعب وتبعث الامل وترفع الراس الى درجة ان اسرائيل مع تزايد العمليات الفدائية بداية الانطلاقة وضعت اعمده عليها اجهزة تسجيل تكرر كلمة فتخ فتخ لظنهم ان الفدائيين عند سماعهم ذلك يهربون .
عودوا الى سيرتكم الاولى وسترون ان عروشهم ستهتز حتى لو حرستها حاملات الطائرات وان نتنياهو وامثاله سيعودون لاستجداء السلام الذي يرفضون حتى مجرد الحديث عنه .
واخيرا وليس آخرا قد يسالني سائل ما لم تخص فتح بالذات بهذه المسؤولية الجواب بمنتهى البساطة :
لان فتح عندما انطلقت لم تنطلق من منظور حزبي او مذهبي ولا خدمة لاجندة غير فلسطينية ولا خدمة لاهداف دولة عربية او اجنبية بل انطلقت من رحم الشعب الفلسطيني كحركة تحرير وطني لتحرير فلسطين ولان كل الحروب التي خاضتها فتح في الاردن ولبنان ومع اسرائيل كانت خدمة لمسيرة التحرير وليس خدمة لاي غرض او مكسب سياسي يخدم الغير