ذبذبات صبي بقلم عبادة هشام جميل الرفاتي
تاريخ النشر : 2018-05-16
ذبذبات صبي بقلم عبادة هشام جميل الرفاتي


لعنة الماضي

لن أسمح لتلك الروح بالخروج، قد اختزلتها منذ ذلك الزمن الأبدي، أمضيت تلك السنين أبني شخصا فوق الشخص الذي تهشم ولم يعد البتة، صوت يصرخ في جوفي أرجوك
أخرجني من المستنقع الذي في جوفك كالطفل المقيد بأغلال أكبر من حجمه، هو لا يعلم أنني أحيطه بكل قواي الفكرية والنفسية، أخوض صراع الحياة وحدي دون مملكة الشعور الذي تتملكه، صنعت من المهابة قوة تكفيني للتعايش مع كافة الأجناس
المشابهة، في خضم الخيال أنتمي وأتعايش ودواليك أهذي، تريد أن تخرج وتهدم كل ما أنشأت من جبروت وأبهة، سامحني لن أدعك تمضي فسجنك محتوم عليك إلى يوم القيامة، لعنتي عليك لن تنجلي، تعويذة كاهن ألقيت عليك وشعوذة الساحر أصابتك
بمهارة، باسم الرب هيا اخمد يكفيك العناء والشقاء، أتيت كي أنقذك من هذه الدوامة، دعني أتراءى وأخرج ما في جعبتي، ولنضع البصمة في قلوبهم بكل طهارة، لن أبقى خاضعًا تحت أمر ذاك وذاك، سأبقى مناوئا إلى أن ينتهي ذاك الصبر المزعوم على أمري، أنا كالجام يصب فيه مآربهم وأسير دون عراك، لن أدعك تهدم السور الذي بنيته، قد أقمت عزاءك وانتهى الأمر، لا يوجد ذريعة لك الآن، لا تشعرني بهزات تنكس جسدي، فبرب الكون لملم شتاتك وانطوي.

---

سنعيد الصفوف ونقتحم الكسوف لتهجن الليل المسفوح فوق الغدق الملموح ، والمآذن بدأت الهيعلة في أذني إستبسلت الأصوات في صومعتي ، وبقربي الطنفسة ودلة قهوتي وأسطورة تروي مرادي ، هذا ما صارعت لأجله حقبة الأزمان تلاحقني والنور بدأ
ينحني كلها في فلك تدور حولي، ما كان يجول في العمق البعيد أعظم من أن يبوح فمي به أحتاج لجوارحٍ أكثر طاقة، لا تسألني من أين أءتي ببنيةِ أفكاري كأنك تطلب مني أن تهدم قعر داري.

---
إلى من علمتني

يا قادتي وقدوتي ونور دربي ، يا من ملكت مخيلتي وقلبي ، يا من دبجت سيرتك على أسوار مدرستي وفي قلوب أحبتي ، ولله لن أنساكِ وإلى قلبك أرسِل باقاتِ سلامي، كنتِ بمثابة أم ترعى أجيال الصمود والمفكرين وأصحاب دين، نرفع رؤوسنا والنفس
تملؤها ثقة سرمدية لا عين رأتها ولا أذن سمعتها ، لكن شعور النشوة بمن حولنا إقتحم جذر المشاعر وأحسسنا بوجودها الروحاني، وقلوبٌ أحببناها وإليها مبتغانا ، كنتِ وستبقين شمعة الأمل المستضيئة في درب الصراع الحتمي، لروحك النقاء
والصفاء يا من كنتِ عسل مزجيات قلبي، من الأعماق أحبك ودمتي بود وفرح وسرور، يا هبةً من الله أهداني إياها ليعيد القلب هيكلته ويصبح أنيقًا مجدّدا ، بل لوقويا لا تزعزعه رياح عابرة ، ولا موجٌ شاهقُ الارتفاع .