نصوص عبثية بقلم:ماهر رزوق
تاريخ النشر : 2018-05-16
نص أول :

و أنا على مشارف النعاس ، لا أملك إلا أن أقول لها : تحدثي ، قولي أي شيء ، ليمضي ليلُ الوحدة إلى غير رجعة ، لأحضن صوتك و أستيقظ من غربةٍ طويلةٍ جداً ... تحدثي ، ليختفي السرير و أسبح في الفضاء ، كهاجسٍ أو فكرةٍ أو ذكرى حبّ قديم ... قولي كل الأشياء التي تخطر في بال الكون و هو يشهد على ولادة السعادة في قلبي المشدود إليكِ كحبل السرّة ، و روحي المشتاقة لرائحة شفتيكِ منذ آلاف السنين ...

نص ثاني :

لنعد إلى حجرتنا الضيّقة و نلتصق ببعضنا قليلاً ، كي نعلّم أجسادنا الغبية أن المادة لابد لها أن تسير على طريق الروح ... حيث أرواحنا تلعق بعضها في سرابٍ ما ، أو حلمٍ ، أو أبديةٍ مفترضة ...
لنعد إلى حجرتنا الضيقة ، و ننضوي في حضن الفراغ الصغير ، حيث الزوايا دافئةٌ كصدور الأمهات ، و الخوف يهرب شيئاً فشيئاً من عقولنا المرتجفة تحت وطأة الهمّ و الخرافة و اللاجدوى ...

نص ثالث :

تلك الشهوة الحمقاء ، تدفعني كل مساء ، للحديث مع كل أصناف البشر ، رجالا كانوا أو نساء ...
ذلك العمر المتخم باللاشيء ، يدفعني كل صباح إلى التساؤل عن الغاية و السبب ... و عندما يحتضن الليل آخر أنفاس النهار و يخنقها ، ينتهي كل العجب ...
أنا المتنازل و المحارب و المارق و العائد دائما ... أنا الخاسر و المتسامح و الغاضب أبدا ...
أحمل هم الأمم في كل حديث و نقاش ... و أرتمي كالطفل بعد جولات الكره و الحقد و الندم ، لأنسى كل من مات لهدف و كل من عاش ...


ماهر رزوق