سبعون عاماً بقلم: أحمد الشيخ
تاريخ النشر : 2018-05-16
سبعون عاماً بقلم: أحمد الشيخ


سبعون عاما

سِفْرٌ طويلٌ يقتفي أخبارَنا
خيلٌ تَصولُ بلا وقوفٍ أو عُزوفْ
نَزَعوا السّروجَ ومَزّقوا غُمُدَ السّيوفْ

تتلو حكايا الغابرينَ بلا وَجَلْ
سَتَعودُ للميدانِ لا تخشى الذُّرا
سَتَقولُها ما همّني سَقَمَ الظّروفْ

فأنا هنا كالشَّوكِ في عينِ الذَّليلْ
كالخِنجَرِ المَسمومِ في قلبِ الدّخيلْ
قد قُلتها وأعيدُها رَغَمَ الأنوفْ

سَبعونَ عاماً يا ديارَ اللاجئينْ
غابتْ شموسُ الحقِّ خلف بُعادِنا
وهوى شُعاعُ النُّورِ يَخنقهُ الكسوفْ

سَبعونَ عاماً يا جُموعَ الرَّاحلينْ
قامتْ جُذورُ الصَّبرِ قبلَ غيابِنا
وزَوتْ نجومُ اللّيلِ يَسلِبُها الخُسوفْ

ماذا سَنكتبُ يا بلادي في الوَرقْ
غيرَ الدِّماءِ الجَّارياتِ جَداولا
مِنها سَنَستَلُ حِبرَنا قَدَرَ الحُروفْ

هذا الذي سَلَبَ الحياةَ ثِمارَها
وغدا على أرضِ الرِّباطِ مُكابِرا
قد عاثَ في أكنافِها وغزا الغَروفْ

هل يَعلمُ الجاني بأنَّ في يَنبوعِها أرواحُنا
تجني حصادَ أيامِها دهراً هنا
لتنالَ في أسفارِها شَرَفَ القُطوفْ

هيهاتَ ننسى أنَّ قُدْسَ أيوبَ تَبكي نَزْفَها
وبأنَّ مَهْدَ نبيها يشكو لمسرى رسولِها
عنْ أمَّةٍ نامتْ على كَنَفِ الصُروفْ

تاللهِ لنْ يَبقى النَّوى يا عُزْوَتي
وعلى الجِّبالِ الرَّاسياتِ سِلاحُنا
فامشوا بلا حيدٍ دَها وبلا صُدوفْ

15/5/2018
أحمد الشّيخ