الشجرة الذكورية !! بقلم: أ. حسين عمر دراوشة
تاريخ النشر : 2018-05-15
الشجرة الذكورية ...!!! بقلم: أ. حسين عمر دراوشة
(باحث وكاتب فلسطيني)
    تنبت شجرة عملاقة على إحدى ضفاف الأنهار، تتغذى بجذوعها على المياه الوفيرة وتتسرب إليها المواد العضوية التي تعد من أفضل الأغذية لها مما يزيدها خضرة ونضارة ... لقد أصبحت وسماً في جبهة الطريق التي تمر بمحاذاتها وأصبحت بعد التوسعات تقف على الرصيف ... لا يمر أحد إلا يغشاها ... يستريح في ظلها ويستنشق عبير هواها؛ حيث يمنح الجالسين والقاعدين برودة ونسمات رقيقة ... ولا تنتج هذه الشجرة ثماراً يبدو أنها من النوع الذكوري الذي لا يلقح  رغم المحاولات الباسلة في ذلك... وهناك من تذوق من ثمرها في غابر الأزمان ... عندما أسبغ عليها الدهر بجوده الكريم من هطل وفير وطمي من تراب السيول والجداول التي تصب في النهر وتتفرع منه ... فهي منه وإليه...  وذلك قبل أن تكبر  الشجرة ويشتد ساعدها وتبلغ من الكبر عتياً... عندها يشتعل اللون الأخضر  ويزداد في أوصال غصونها وفروعها وسائر أرجائها ...!!!