الدبكة على أنغام النكبة والنكسة! - ميسون كحيل
تاريخ النشر : 2018-05-14
الدبكة على أنغام النكبة والنكسة! - ميسون كحيل


الدبكة على أنغام النكبة والنكسة !

شاهدنا معاً مستوطنون يرقصون في باحة باب العمود، ويدبكون بشكل استفزازي احتفالاً كما يعتقدون بوضع حجر الأساس على نهاية القصة! قصة القدس واعتبارها العاصمة الموحدة لدولتهم إسرائيل! وفي الحقيقة؛ أنا لم أًستفز فقد كنت مشغولة بقصص عربية أخرى شغلت العرب! فـــ في القدس مَن في القدس إلا محمد صلاح، وانشغال الإعلام العربي بإنجازاته!؟ وفي القدس مَن في القدس إلا شيرين واحتفالات استقبالها وغناءها وانشغال إعلام عربي آخر بموعد وصولها الشهر المقبل!؟ وفي القدس مَن في القدس إلا أخبار واهتمام باحتلال جزيرة عربية يقال أن اسمها سوقطرى! لقد شاهدنا معاً كيف تتزامن الاحتفالات الإسرائيلية مع احتفالات عربية، ومشاركتهم النشاطات الرياضية التي لم تقف عند هذا الحد بل وصلت إلى أن تكون أخبار ما يجري في القدس في أخر اهتمامات وسائل إعلامهم؛ فالرياضة أهم من القدس وصاروخ قد لا يصل من المهم أن يغلق صوت المذياع في ذكر القدس، والطموح الاقتصادي في جزيرة عربية يحتل اهتماماً أكبر من الأقصى! حتى وصل تخلف الإعلام العربي الحكومي إلى اهتمام أكبر بوصول ايفانكا على حساب قضية القدس وإعلان يهوديتها !

من نكبة 1948 إلى نكسة 1967 إلى دبكة 2018 أحداث من وجهة نظري متشابهة ومتطابقة تماماً، و عنوانها الأكبر التخاذل العربي من جهة، والتآمر من جهة أخرى، والإصرار على ترك الفلسطينيون وحدهم في مواجهة العصابات الصهيونية والدعم الأمريكي دون حدود لدولة الاحتلال، ثم فرض الأمر الواقع على ما يتم إنجازه وسط مشاهدة ممتعة للعرب على ما يحدث لفلسطين وأهلها! فلن أجامل في السياسة، ولا أغير الحقائق، ولا أقبل أن أكون بعيدة عن الحقيقة؛ فالعرب في عام 1948 تخلفوا عن القيام بدورهم خوفاً على كراسي حكمهم من بريطانيا! وفي عام 1967 باعوا ما تبقى من أراضيهم المحاذية لفلسطين لإسرائيل بسبب الخوف نفسه وأسبابه! وفي عام 2018 ولنفس الأسباب منهم مَن صمت ومنهم مَن تخاذل و منهم مَن شارك في المؤامرة !

قد يغضب البعض، وقد يستاء جزء كبير لقساوة الموقف من عمقنا العربي، و ذلك لأنني لا أجد أن أفعال العرب تتطابق مع طرحهم وإعلانهم بأن القدس مدينة العرب جميعاً و مكانتها الدينية محفورة في قلوبهم وأذهانهم ! وأن فلسطين ليست مأساة الفلسطينيين وحدهم بل مأساة لكل العرب والمسلمين! فالأفعال والمواقف تتناقض تماماً مع الطروحات والرغبة في الدعم والمساندة لا بل أن منهم مَن يقف داعماً ومسانداً للاحتلال، ومشاركاً في احتفالاته دون خجل وهو أصل الداء! لينطبق منهم على مر التاريخ "اذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون. ويا ليتهم قاعدون حقا !؟ بل مشاركون في الدبكة على أنغام النكبة والنكسة !

كاتم الصوت: لو أخذ العرب موقفاً موحداً متطابقاً مع موقف الرئيس الفلسطيني من الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل لاختلفت الصورة، لكنها صورتهم المفضلة !

كلام في سرك: تدويل القدس العربية أخر المطاف !!

أخر الكلام : ومن نجد إلى يمن إلى مصر فتطوان ومن نكبة إلى نكسة إلى دبكة فنسيان !