حوامة بقلم: أمير المقوسي
تاريخ النشر : 2018-05-13
كل حوامة تدور في فلك يعنيها، ولكن حوامتى كُسِرت مروحتها الرئيسة واصبحت كسيحة ترقد في مهبطها، طلبت من عقلي المهندس الذي دُرِب على صيانتها أن يقوم بإصلاح مروحتها ولكنه عجز، حيث فقد يداه اليُمنى المنوط بها فك القديمة وتركيب الجديدة ذات حرب، امرته أن يستخدم يُسراه فجاوبني: أنه لم ينتهي بعد من مرحلة العلاج الطبيعي الخاصة بإعادة تأهيلها، أنسيت أنه هناك طلقة من عيار 45/5.56 تسكن قلب رسغها؟!
تباً لقد نسيت، فحُلُم التحليق أنساني عقلي وما حدث، ولا افكر إلا فيما سأفعله وأنا اُحلق، حيث رسمت خُطة رحلتي فوق ربوع ذلك البستان الذي يتوسط تلك الكثبان الرملية هناك، وبوابته دائمة السطوع كقرص شمس صيفية ولكنها لا تحرق من يدنوا منها إن طاب لها، وتلك الانغام التي يصدح صداها كلحن من كمنجة بيد عروس بحر تقطن البيداء.
سحقاً لقد انساني ازيز طائرات الاستطلاع أنني اسير غرفة لا شباك ولا باب لها ولا حتى كوة صغيرة، كتلك التي اعتدت ُ عليها في الزنازين، يُلقون لي من خلالها الطعام والشراب وبعدها اتلوا عليهم رقمي، الذي مازلت احفظه رغم نسياني اسمي.
أمعقول اسمي حوامة؟

بقلم: أمير المقوسي
Sat 12/5/2018
[email protected]