سألوني؟ - ميسون كحيل
تاريخ النشر : 2018-05-12
سألوني؟ - ميسون كحيل


سألوني؟

ليس لهم علاقة في السياسة، ولا يعرفون التمييز بين أعلام الاحزاب. كانوا يجلسون مع بعضهم البعض، ويتحدثون بصوت عالي وكلام غير مفهوم؛ وظهر لي أنهم مختلفون. فجأة سمعت مَن ينادي على اسمي ويطلب المساعدة؛ إنهم مجرد أطفال، ودون تردد توقفت ونظرت إليهم وتعابير وجوههم تتفاوت ما بين الخجل والعجب، وقلت لأحدهم وهو أحد الأقرباء الصغار ماذا تريد؟ وبكل شجاعة قال نريد أن نسألكِ سؤال؟ قلت تفضل:

كان سؤاله غريباً؛ إذ قال هل (...فلان...) عربي؟ قلت نعم، وهل هو مسلم؟ كررت الإجابة نعم؛ فتحول الأمر فيما بينهم إلى تمتمة وهمهمة، ولم أفهم ما يقولون إلى أن خرج من بينهم مَن قال وكيف يقول هذا (......) أن من حق إسرائيل الدفاع عن نفسها وهي المعتدية؟  لم أجب! نظرت إليهم وابتسمت وأكملت سيري تاركة خلفي أطفال يحاولون فهم ما يدور؛ وحالة الهوان والتراجع التي وصلت بنا إلى الحد الذي لم يعد بمقدورنا التمييز بمن مع فلسطين، ومن مع دولة الاحتلال! في الحقيقة لم أكن أتصور أن يصل حال هذه الأمة إلى هذا الوضع، وهذه الحالة من الذل والهوان! ولم أكن أتصور أننا سنعيش إلى يوم نسمع ونرى فيه كيف يتسابق العرب إلى مَن سيصل أولاً إلى أحضان دولة الاحتلال!

بكل فخر واعتزاز يعلن بعض العرب تأييدهم لإسرائيل وحق الدفاع عن نفسها! وبكل فخر واعتزاز يعلن وزير صهيوني عن الدعم التاريخي الذي عبر عنه أحد الوزراء العرب لدولة الاحتلال! وبكل فخر واعتزاز تعلن قناة عربية عن سقوط قتيل فلسطيني برصاص جنود الاحتلال خلال مشاركته في فعاليات مسيرة العودة في حالة رفض مستهجنة لإطلاق وصف شهيد على مَن يسقط دفاعاً عن وطنه! وبكل فخر واعتزاز أمريكي وصهيوني مشترك ستشهد القدس خلال أيام قليلة نقل السفارة الأمريكية بردة فعل عربية ضعيفة على المستويين الرسمي والشعبي! هذا هو حالنا كأمة عربية، وهذا ما وصلنا إليه من الانحطاط المتجسد في بلادنا العربية والإسلامية، وواقعاً مخجلاً محيراً غريباً من تأييد للعدوان على اليمن، ومباركة تقسيم العراق، والمساهمة في تدمير سوريا، ومنح الحق لإسرائيل في الدفاع عن نفسها! وتبا لكل مَن يستجدي رضى ترامب ويتطلع للتطبيع مع نتنياهو! لأنه في النهاية ليس عربياً ولا يعرف من الإسلام شيئاً !  وإن سألوني سأقول شهيداً شهيداً شهيداً يا قناة العرب! وأكرر بأن إسرائيل دولة احتلال ظالمة، والظالم والمحتل لا يحق له الدفاع عن نفسه يا سمو الوزير!

كاتم الصوت: الصمت العربي المتواطئ مصحوب بمباركة بعض الحكام العرب الجدد بقرارات ترامب!

كلام في سرك: مع ذكرى النكبة سباق دراجات من أجل التطبيع!

أخر الكلام " القدس ": ابقوا في جحوركم ...التاريخ لا ولن يرحم فمن باع فلسطيني سوى أولئك يا وطني ...لست خجولاً حين أصارحكم بحقيقتكم، تتحرك دكة غسل الموتى أما أنتم لا تهتز لكم قصبة، أصرخ أين شهامتكم إن كنتم عرباً...بشراً...والبقية تأتي !!أما القدس فستبقى فلسطينية مهما تآمر عليها قراد الخيل والحكام "الكذبة".