الزيتونة عزيزتنا وأولاد حارتنا..!!بقلم: أ. حسين عمر دراوشة
تاريخ النشر : 2018-05-10
الزيتونة عزيزتنا وأولاد حارتنا ...!!!

بقلم: أ. حسين عمر دراوشة (كاتب فلسطيني)

        يمتلك محمود شجرة زيتون معمرة لا هي شرقية ولا غربية ويكاد زيتها يضيئ من شدة صفائه ونقائه ... واعتاد أولاد الجيران أن يمارسوا طقوسهم إجازاتهم في ظلال هذه الشجرة وفوق أغصانها ... ويبعث ذلك الفرحة في قلب محمود الذي يعلو هام رأسه قضايا كثيرة  ينشغل بها فكره ... شاهد الشاب الفهيم جابر بن محمود ...عبث الأولاد وألعابهم البريئة وهم منسجمون.. فهمّ أن يطاردهم وأن يلحق الأذى بهم...فصمت مفكراً في الأمر... ولكنه استخطأ نفسه ... ودسها في قلبه؛ ليخبر أبيه بالأمر... الذي كان يشاهد الأولاد وهو يلعبون يسرحون ويمرحون ولا أحد يتحدث معهم إلا هذا النجيب استوقفه الأمر وهاله... فقال مخاطباً أبيه:

يا أبتي أنت تعلم أن الأولاد يعبثون بزيتونتنا وأخشى أن تموت من كثرة ألعابهم حولها، وتحرشهم بها على مدى أيام إجازاتهم، وهذا يؤثر على ثمرها ونسبة الزيت الذي سنستفيده منها... سمع الأب كلام ابنه... ونظر إليه قائلاً:

لعمري  لم أخف على الزيتونة من الأولاد البسطاء... بقدر ما أخاف عليها من ذلك السوس الذي ينخر عظام جذورها ويهدد وجودها وبقائها... فهو الخطر الحقيقي الذي يودي بحياة عزيزتنا لا أولاد حارتنا...!!!