انهيار - ميسون كحيل
تاريخ النشر : 2018-05-03
انهيار - ميسون كحيل


انهيار

بعد طول انتظار قامت وزارة المالية في الضفة الغربية بتحويل ما أُطلق عليه (راتب؟!) لحسابات موظفي الحكومة في غزة!! بعد كل البروباغندا التي سبقت هذه العملية.. نزل الراتب ويا ليته ما نزل!! هذا لسان حال كل موظف في غزة .. فما حدث لم أستطع إيجاد أي تسميه له .. فأي مجزرة أو كارثة حلت بالرواتب؟! لكن ما حدث يا سادة هو عملية اذلال مقصودة!! كنت شخصياً أرفض تسمية الإجراءات المتخذة بحق موظفي قطاع غزة بأنها عقوبات!! ولا زلت عند اصراري فهي ليست عقوبات انما اذلال واستعباد وإعادة عشرات الالاف من العائلات الفلسطينية لعهد العبودية العصملي (الاحتلال العثماني) الذي حكم فلسطين لقرون طويلة لصالح رجال المال. قد يستغرب بعض القراء من حدة كلامي لكن هي في محلها يا رفاقي لأن الاستقطاعات التي حصلت للرواتب لم ينص عليها أي قانون فلسطيني!! فكيف يحصل موظف أمضى أكثر من عشرين عاما في العمل ولا زال على رأس عمله على ربع راتبه!! هذا الموظف نفسه الذي لا يعرف إن تم احالته للتقاعد؟ فهو على رأس عمله ولم يتم إبلاغه بشيء باستثناء ما يقرأه أو يسمعه في الاعلام؟! كذلك تم صرف نصف الراتب لمن لم تتجاوز خدمته في سلك الحكومة خمسة عشر عاما.. (يقال) أكرر (يقال) أن ما تم صرفه سلفة للموظف.. أي سلفة هذه؟! ألا تعلم الحكومة ووزارة المالية وسلطة النقد أن البنوك قامت بخصم قيمة القروض المستحقة كاملة.. ما أدى الى أن هناك الألاف من الموظفين لم يتقاضوا شيكل واحد!! بأي حق؟! وهذا معناه أن (السلفة) تم صرفها للبنوك وليس للموظف!! هل تخاف سلطة النقد ووزارة المالية على انهيار البنوك ولا تخاف على انهيار الانسان الفلسطيني!!
لماذا تصمت الحكومة؟ لماذا تصمت وزارة المالية؟ لماذا لا تخبروا مئات الآلاف ما الذي يحدث؟ أم أن هؤلاء لا يستحقون أن يعرفوا ويفهموا ما الذي يجري؟! أخبروا الموظف وأعطوه حقوقه المنصوص عليها في القانون الفلسطيني ولا يريد منكم أي منة!! فالخصومات المتلاحقة والمتواصلة هي حقوق أصيلة نتيجة لجهده وعمله وليس منة من أي كان.. أصدروا قرارات التقاعد بما ينص عليه القانون.. ولا تكونوا كالنعام تدفنون رؤوسكم بالرمال!! فلن يسامحكم لا الموظف ولا عائلته وسنكتب أن الشعب الفلسطيني في غزة عاد بفضل هذه الإجراءات الى أيام الباب العالي في الأستانة.

وأخيراً يبدو أن اهدار قيمة وكرامة الانسان لم تعد تعني لصانع القرار شيئاً فالمهم أن تعود غزة لحضن الشرعية.. فلا تنسوا يا سادة أنكم أنتم من أضعتم غزة وليس أهلها.

كاتم الصوت: أم المعارك كانت انهيار للأمة العربية! عسى أن يحفظ الله باقي الأمهات !!! ارحمونا.

كلام في سرك:
تعددت المسرحيات فمن مسارح الجرائم والتفجيرات إلى مسارح نتنياهو وإيران!

خارج النص:
(المجلس الوطني الفلسطيني) شهادة وفاة للاتحاد العام للجاليات الفلسطينية في اوروبا !؟؟