الجزء الثاني (رسالة قلم فلسطيني) 1979 ــ 2017 بقلم:رفيق علي
تاريخ النشر : 2018-04-21
الجزء الثاني (رسالة قلم فلسطيني) 1979 ــ 2017 بقلم:رفيق علي


مشوار حياتي..
الجزء الثاني (رسالة قلم فلسطيني) 1979 ــ 2017
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحلقة الرابعة والعشرون: عودة صحيفة الاستقلال والانتفاضة الفلسطينية الثانية!
2يوليو/تموز 1998
منذ اليوم أُعيدت صحيفة الاستقلال للصدور، بعد إيقاف من السلطة الوطنية؛ بضغط من العدو المحتل، وانقطاع دام عامين ونصف العام! وتابعت الإشراف على الصفحة الأدبية بها..
أول فبرلير/شباط 1999
الفتنة تطل برأسها من جديد..إذ جاء في بيان للشرطة: " سيارة بها مسلحون تطلق النار على مجموعة في الأمن الوقائي التابع للسلطة الفلسطينية، وتهرب متجهةً إلى المقبرة الشرقية لرفح.. وإذ يتابعونها للقبض على الجناة يطلقون النار؛ فيتم مقتل شرطي برتبة نقيب! ثم تتابع هربها إلى غزة وتختبئ بالشاطئ.. ويتم القبض على المجرمين ــ كما عبّر به بيان الشرطة ــ ويتابع: والتحقيقات الأولية على أنهم من حماس التابعين لعز الدين القسام" فهل بدأت الحرب الأهلية؟ وهل عادت الفتنة تطل برأسها؟ نعوذ بالله من شرّ الفتن والكوارث والمحن!
5 أغسطس/آب 1999
لا عجب في هذا الزمن الذي تكثر فيه المسئوليات، وتبرز المسائل الطارئات، ما إذا كنت أطالع كتاباَ أو أتصفح جريدةً، في الوقت الذي أستمع إلى نشرة الأخبار السمعية منها أو البصرية.. في حين أردّ على أسئلة ومداخلات أفراد العائلة، وأكثرها من الفتى خالد الذي يقاطعني وقتما يشاء؛ ليسألني فيما هبّ ودبّ مما يجول بخاطره، أو يطرأ على حين فجأة! وليبرز لي من حلال ذلك فكرة إشراقية أسارع إلى اقتناصها قبل الإفلات؛ بأن أغضي عن كلّ شيء لأنتشل أقرب قلم وورقة أو دفتر، فأسجّل عليه البداية التي ستتطور إلى قصيدة أو مقال أو فكرة في كتاب!
28سبتمبر/إيلول 2000
منذ هذا التاريخ بدأت الانتفاضة الفلسطينية الثانية، وذلك بمجابهات شعبية مع جنود العدو حول المسجد الأقصى؛ على إثر زيارة شارون وزير الدفاع الإسرائيلي وعسكره له، وتدنيسهم لساحاته! فيما سمّي بانتفاضة الأقصى! وكان لقيامها عدة مبررات وأسباب سوى ذلك، أهمها أنّ العدو لم يلتزم أو ينفّذ أيّاً من بنود اتفاق(أوسلو) على إجحافها بحق شعبناــ وقد مرت ست سنوات ــ ما عدا التنسيق الأمني مع السلطة ومن ضمنه المطاردة الساخنة، أي ملاحقة العدو لعناصر الجهاد والمقاومة داخل الأراضي المحررة! وبذا انبعثت الأحداث والمصادمات من جديد مع العدو في الضفة والقطاع.. وسقط شهيد في حيّ الأمل أوائل شهر نوفمبر، وتلاه مقتل مستوطنة عند معبر رفح..
وكانت قد تألفت القوى الوطنية والإسلامية الفلسطينية، ودعينا للانضمام إليها فلبينا.. وكنا نقيم المسيرات المسائية مرددين الشعارات الوطنية التي تشيد بالانتفاضة واستمرارها حتى رحيل المحتل الدخيل! وفي هذا كتبت القصيد ونشرته في مجلة البيادر الأدبي وصحيفة الاستقلال.. ومن ذلك قصيدة " ولنا عودة" المنشورة في مجموعة(قلائد للأقمار) الصفحة الرابعة والخمسون، حيث قلت فيها:
قف على ناصية الجيل الجديدْ
*** واسمع اللحن وشاركْ في النشيدْ !
إنها ناصيةُ التاريـخ مَـنْ
****يتخلفْ سوف يُحصى في القُعود
ها هنا أبطـالنا قد كمـنوا
*****ها هنا الأطفال يلقَون الجنود!
بين أيديهم سـلاحٌ باتـرٌ
*****من نتاج الأرض موفورٌ سديد
وعلى أفواههم الله أكـــبرٌ
*********إعصـارٌ لـه وقـعٌ شديـد
والمنايا إن تخطتهم فلا
******* تتخطاهم جراحٌ أو قيود!
يتلقون المنـايا مثلمـا
** يكرعون المرتوىَ عذبَ الورود!
وظلام السجن أجلى عندهم
**** من نهارٍ تحت رايات القرود
×××
إيهِ يا شعبُ انتفضْ حتى ترى
***دولة الطغيان تُمحى من وجود
هبَّةٌ لو بالحصى في وجههم
******هي خيرٌ من منامٍ وقُعود
صَلْيةٌ بالنار في قطعانهم
**** تجعل الطاردَ مطروداً شريد
شعبُنا لا يُسْلمُ القدس ولو
****مُهِرت للقدس آلافُ الجسود
عشراتٍ عشراتٍ قد قضَوا
******ويقول المجدُ هلاّ من مزيد
إنها الحرية الحمـراء لا
******تشترى إلا بأشلاء الشهيد!