حبة شوكولاتة! - ميسون كحيل
تاريخ النشر : 2018-04-17
حبة شوكولاتة! - ميسون كحيل


حبة شوكولاتة!

مع تقديم اعتذاري المسبق لكل مَن وجد بأن القمة العربية التي عقدت يوم الأحد الماضي في الظهران أنها كانت بمستوى الطموحات، وإلى كل مَن قد يغضب لرأي قررت تقديمه هنا عن هذه القمة؛ حيث لا أرغب في إغضاب أحد، أو الانتقاص من رؤية خاصة، ومتفائلة له دون أدنى مبررات، أو أسباب لوجود حالة التفاؤل الذي تحيط به! وفي الحقيقة؛ لا أريد بالمطلق التطرق إلى جميع زوايا هذه القمة، ولا أرغب الحديث عن أي صواريخ (بلاستيكية) حوثية كانت أم إيرانية! أو التطرق إلى الكلمة المعبرة التي ألقاها الملك الأردني (الهاشمي)، ولا يمكن لي أن أمر على رأي الرئيس المصري من الانقسام الفلسطيني، ولا إلى رد الرئيس الفلسطيني على هذه النقطة تحديداً! ولن أعلق على غياب سوريا أو التهميش المتعمد لقطر! وبالطبع لن أمر على التلميحات التي رافقت الكلمات! كما لا أريد أن أقدم المستوى العالي لطموحاتي وأحلامي من هذه القمة التي وصلت إلى حد إعلان دول القمة عن تجميد علاقاتها مع الولايات المتحدة الأمريكية، واتخاذ بعض من هذه الدول قرار قطع العلاقات مع دولة الاحتلال، وإلى سحب السفراء وإغلاق السفارات! وبالتأكيد لن أعلن عن احتجاجي على الصورة الجماعية للملوك والرؤساء والأمراء الذين شاركوا في هذه القمة!؟ ولا على مغادرة بعض رؤساء الوفود السعودية، وحضور بعضهم بعد انتهاء القمة للمشاركة في درع الخليج!

إن الغاية الأساسية من ظهوري هذا ما هو إلا توجيه الشكر للقمة العربية التي تعاملت مع الأحداث الأخيرة في المنطقة العربية بطريقة لم يرض عنها وبها سوى أولئك الذين سرقوا خيرات الأمة العربية، وقرروا أن يضعوها في أخر الأمم بعد أن فككوا ترابط كان يمكن أن يكون ولن يكون! ومن الملفت للنظر في هذه القمة؛ هو قرار اعتبارها قمة القدس، وهو القرار الذي اعتقد المجتمعون أنه حقق طموحات الشعوب، وأرضى غرورهم ونالوا به كل ما يتمنون! فبالنسبة لي على الأقل؛ لم أجد أي جديد في هذه القمة سوى التأكيد على الخلافات العربية، والإصرار على التعامل غير المبالي لكافة القرارات التي اتخذها ترامب، فالشجب والاستنكار لا يغني ولا يسمن من جوع، وإذ أرى أن دولة الاحتلال هي الرابح الأكبر من هذه القمة! وبات واضحاً لي أن العرب لا يملكون ما يمكن أن يقدموه للقضية الفلسطينية أكثر من حدود تم رسمها، ولا يسمح لهم بعبورها، وما حدث في هذه القمة بخصوص القدس لا يتعدى ما يشبه إرضاء طفل بحبة شوكولاتة والله من وراء القصد!

كاتم الصوت: شكراً لجلالة الملك عبدالله بن الحسين الذي أنصف الفلسطينيون في كلمته القيمة فالفلسطينيون حقاً دعاة سلام.

كلام في سرك: ارتبط اسم (جول جمال) بالعدوان الثلاثي على مصر عام 1956 وارتبطت قمة الظهران بالعدوان الثلاثي على سوريا عام 2018 والفرق واضح!

من القمة: إن الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس واجب ومسؤولية تاريخية نعتز ونتشرف بحملها، وسنواصل بالتنسيق مع أشقاءنا في السلطة الوطنية الفلسطينية وبدعمكم ومساندتكم حمل هذه المسؤولية والعمل على تثبيت صمود المقدسيين والتصدي لأي محاولة تمس بهوية المدينة المقدسة أو تسعي لفرض واقع جديد أو تغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم (الملك عبدالله بن الحسين).

سؤال: ماذا بعد ذلك؟