صالون نون الأدبي يناقش عذرية السؤال في العصافير تأتي باكرا للكاتب شفيق التلولي
تاريخ النشر : 2018-04-16
صالون نون الأدبي يناقش عذرية السؤال في العصافير تأتي باكرا للكاتب شفيق التلولي


صالون نون الأدبي يناقش عذرية السؤال في العصافير تأتي باكرا للكاتب شفيق التلولي
فتحية إبراهيم صرصور
غزة - فلسطين
عند الخامسة من بعد عصر الأحد الموافق 15 أبريل وفي مركز عبد الله حوراني كانت جلسة دوحة الإبداع التابعة لصالون نون الأدبي، افتتحت الأستاذة فتحية صرصور اللقاء مرحبة بالحضور وقالت:
الحضور الكريم رواد صالون نون الأدبي، أهلا بكم في منارة الثقافة والإبداع، صالون نون الأدبي
في لقاء جديد من لقاءاتنا نستضيف كاتب وكتاب وناقد
أما الكاتب فهو من رواد صالون نون الأدبي لسنوات مضت، لكنها المرة الأولى التي نقيم له هذا التجمع الأدبي والنقدي؛ إنه الأستاذ شفيق التلولي
ولابد ونحن في خضم مسيرات العودة أن نقول إنه من قرية دمرة التي سيعود ونعود لها جميعا بإذن الله
هو كاتب وشاعر وناشط سياسي ونقابي، وأسير محرر
عضو الاتحاد العام للكتاب واﻷدباء الفلسطينيين، ونائب رئيس المنتدى الأوروبي العربي للإبداع والفنون ورئيس مكتب الشرق الأوسط للمنتدى ومقره الرئيسي في بروكسل.
صدر له مجموعة شعرية بعنوان على ضفاف القلب، ورواية نصفي الآخر، وله العديد من المقاﻻت السياسية واﻻجتماعية والثقافية والأدبية.
أما الكتاب فهو مجموعة قصصية بعنوان (العصافير تأتي باكرا) التي نجتمع اليوم على ضفاف بواكيرها
هذا الكتاب قرأته وأحصيت عليه أنفاس قصصه، فوجدتها ست وسبعين قصة، لفت انتباهي أن إحدى وأربعين قصة منها اقتصر عنوانها على كلمة واحدة (اسم)
كما كان عبق ذكرى الأديب المرحوم عثمان أبو غريبة الذي افتقدناه مبكرا، تفوح بأريجها من بين أسطر كثير من القصص، خاصة الجزء الأول.
أيضا لفتني عدم اشتمال المجموعة على قصة تحمل عنوان المجموعة كما يفعل معظم كتاب القصص
الجزء الثاني من القصص سلط الضوء فيها على وقائع الحرب اللعينة، ما قبل وأثناء وبعد الحرب، وكانت أربع قصص تحمل أرقام الدروس: الأول والثاني والثالث ثم الدرس الأخير، وهي عبارة عن توثيق ووصف لمشاهد من الحرب، كما كانت عندي في كتاب خربشات من كشكول الحرب

هنا تركت الأستاذة فتحية الكلمة للكاتب الأستاذ شفيق فقال: أنا سعيد جدا باستضافتي في ظلال صالون نون الأدبي، شكرا للأخوات في الصالون
وشكرا للدكتور عبد الرحيم الذي خصني بهذه الدراسة في إطلالة على مجموعتي القصصية
ثم قال: يقول نيتشة: إن أصعب الأجناس الأدبية والأكثر مراوغة هي القصة القصيرة
عندما خضت هذه التجربة لم أكن أدري إن كنت أحمل في هذه المجموعة العمق والتكثيف الذي تحدث عنه الكتاب ومنهم نيتشة أم لا، وبالتالي أقول: مجموعتي ما هي إلا محاولة أخرى على طريق الأدب بعد أن كتبت الشعر والقصة
كما تأتي أيضا من كون القصة تحمل أهمية كبيرة جدا
قد تكون هذه المجموعة طغت على مضامينها السوداوية، لذا أردت أن أفتح نافذة من الأمل فجعلت العصافير تأتي باكرا، فغزة خصوصا، وفلسطين عموما، مهما اشتد الظلام في هذه البلاد لابد أن تشرق الشمس ولابد أن القادم أجمل بإذن الله
ثم قال: مرة أخرى أشكر جماعة الصالون، وأشكر الدكتور عبد الرحيم وخالص الشكر لكل من حضر.

بعدها قالت الأستاذة فتحية: هذا هو الكاتب، وذاك هو الكتاب، أما صاحب الكلمة الأدبية، والقراءة المثمرة فهو الدكتور عبد الرحيم محمد عبد الله الهبيل
يعمل في جامعة القدس المفتوحة – فرع الشمال.
حصل على ليسانس اللغة العربية بتقدير جيد جداً من الجامعة الإسلامية بالسعودية – كلية اللغة العربية 1987م,
وماجستير في الأدب والنقد بجامعة أم درمان – كلية الآداب 1990م ، وعنوانها " ظاهرة الغموض في النقد العربي".
أما الدكتوراه ففي البلاغة والنقد بتقدير مرتبة الشرف الأولى وعنوانها "فلسفة الجمال في البلاغة العربية" فهي من جامعة الأقصى بالتعاون مع جامعة عين شمس
له العديد من الأبحاث المحكمة وله كتاب منشور بعنوان: "فلسفة الجمال في البلاغة العربية "، الدار العربية للنشر والتوزيع القاهرة 2004م (رسالة الدكتوراة).
تولى رئاسة قسم المكتبات بجامعة الأقصى
ورئيس لجنة تحقيق بكلية التربية (جامعة الأقصى) غزة 1997م.
مشرف مكتبات مناطق ومراكز قطاع غزة في مكتب نائب الرئيس لشؤون قطاع غزة 2003م.
المساعد الأكاديمي والإداري بمنطقة غزة التعليمية جامعة القدس المفتوحة. 2003-2004م
منسق تخصص اللغة العربية فرع خان يونس(داخلي) 2009م -2010م. سابقا
شارك في العديد من الأيام الدراسية وورشات العمل والندوات، وله نشاطات اجتماعية ونقابية
وحاز على العديد من شهادات تقدير من المدارس والجامعات والمؤسسات الثقافية.

بعد هذا التعريف أحالت الأستاذة فتحية الكلمة للدكتور عبد الرحيم فقال: شكرا للأستاذة فتحية ولصالون نون الأدبي، وشكرا لكم جميعا على الحضور
ثم قال: لن أتحدث بطريقة نمطية، إنما بطريقة الحوار
بدءا من العنوان (العصافير تأتي باكرا) نجده يحمل جملة إسمية متفائلة، وفيها مخالفة لمضمون قصص المجموعة التي تعج بالفقد والسوداوية
ثم قال: الفن هو الماضي، والماضي الموجود عند شفيق ليس ماضيا حقيقيا، إنما أتي ماضيه من القراءة فتمثلها في كتاباته.
اخترت عنوانا لورقتي "عذرية السؤال في العصافير تأتي باكرا"، كما خطر على بالي أن أختار عنوانا آخر لأتحدث في ضوئه هو (اشتعال الذاكرة) فالتذكر يسيطر على كتاباته حيث يحاول شفيق الربط بين الواقع وبين ما قرأه
نلاحظ أن الكاتب يلجأ إلى ظواهر أسلوبية عدة:
فالسؤال الذي لا يغادر الحيرة والتيه لديه يتمثل في الفقدان والفجيعة والفراق والموت
وقال الدكتور عبد الرحيم: لدى الكاتب العديد من التساؤلات التي ترتبط بالفقد والفجيعة، والكاتب أمام الفقدان إما أن يؤدي الى الانغماس فيكتب فيه بضعف، وإما أن يبتعد عنه فيكتب بشكل أقرب إلى التاريخ، أو أن يتداخل مع النصوص، أو أن يمتص التجربة التي مرّ بها فيكتب بعد أن ينكسر الحدث كما الفيلسوف
وعن الرمز والأسطورة قال: على مستوى الأحداث والمسميات، كان فيما قرأ يمتلك التحليل السيميائي فيضمنه الحدث
أيضا من السمات الأخرى في قصص شفيق الإيجاز والتكثيف والإيحاء
من دراساتي وجدت أن السؤال يساعد على اختصار القصة ويجعلها موجزة، وهذا ما وجدته في كتابات سحر خليفة
أيضا من السمات التي تظهر في مجموعة شفيق أنني وجدت كل قصة حبلى بالقصص الأخرى فتتوالد القصص من بعضها
في قصة (لماذا لم يدقوا الخزان) أخذها من العبارة المركزية في رواية غسان كنفاني، ربط بين ظلمة الجدران، وظلمة جدران الخزان على نحو من التناص
قصص شفيق مترابطة ومتسلسلة
وفي دراسة إحصائية سريعة تبين لي أنه استخدم (ما ثمان مرات) (أين ست مرات) (كيف ثمانية وعشرين مرة) (كم مرتين) (هل خمس مرات) (الهمزة مع النفي ست مرات) (أين ومتى مرة واحدة لكل منهما) وحذف الهمزة مرة (من للعاقل وغير العاقل مرة)

ثم قال: فهم السؤال لا يتوقف على اختيار الأداة فحسب، إنما أيضا على التشكيل اللغوي، وعلاقته بالسياق وصناعة الأنساق، وارتباط السؤال بالحادثة
على الرغم من أن الاستفهام أحق بالفعلية فإن الكاتب لم يتشبث بوجود الفعل تاليا للاستفهام في كل موقف، كما أنه تخلى في أحد تساؤلاته عن الأداة كما جاء على لسان المجندة عند أحد الحواجز(أنت رايحة لغزة) يقول أنت بمعنى (أأنت) حذف الهمزة وهي تعني المعادل، لكنني لم أجد عنده المعادل لأن الاختيارات أمامنا فلا داعي لوجود المعادل
ويرجع الحذف لسببين: لقوة حضور الهمزة الاستفهامية، على الرغم من الحذف من ناحية، ولأن الواقعية تحاكي جهل المجندة للعربية خاصة في الهمزة
فهو لم يضع أم المعادلة لانسداد الخيارات أمام الفلسطيني في هذه المرحلة، والمحافظة على بكارة السؤال وعذريته، وهو في هذا السؤال كان محافظا على مخاطبة الفرد وليس الجماعة
وفي هذا السياق لم أجد الكاتب مستخدما لهمزة الاستفهام إلا في ستة مواضع مقترنا بالنفي في خمسة مواضع منها

وعن الاستفهام بكيف قال: هي اسم قد يكون للاستفهام الحقيقي وقد يكون للتعجب، ومحاور الأسئلة لديه تدور حول المعاني اللغوية لمادة كيف

كثير من الأسئلة لديه لا إجابة لها، وقد تتلاحق الأسئلة دون إجابات، لذا اخترت عنوانا لورقتي "عذرية السؤال في العصافير تأتي باكرا"، لأنه ترك للمتلقي حرية وضع الإجابة
وجدت لديه هل في خمس مواضع لأنه يدفع بالفكرة نحو الأمام يتساءل: هل قابيل لازال حيّا في بلادكم؟
كانت الأسئلة في معظمها للإثارة وفيها ضبابية، وكثيرا ما يلجأ للأشكال الرمزية؛ ربما نتيجة قراءاته، أو لأنه يتناسب مع القصة، أو أنه يتقي شر الآخرين
في قصة (في ذيل غيمة راحلة) استفهم بـ(من) ولم يكن يريد تحديد شخصيات فغالبية الشخصيات لديه كانت مخترعة
أيضا من الظواهر الموجودة في بناء القصة القصيرة ظاهرة الإيجاز ولعلي أجزم في القول حين أقول إن السؤال من أسس بناء القصة القصيرة لما فيه من تكثيف وعناد، لذلك لما أدرك الكاتب أن القصص الأخيرة ابتداء من قبل الحرب إلى نهاية الكتاب لم أجد ستة أسئلة في أربعين قصة
تقريبا، لكن هذا التكثيف لم يشبع نهم الكاتب فذهب إلى ظاهرتين:
الأولى توالد النصوص
والأخرى التناص
ففي قصة اختفاء ذكر الحواجز ثم كتب قصة الحاجز، ثم عاد وذكر عن الحوادث في قصة منى، وفي حاجز ذكر سجائر وفي قصة (نافخ الكير) قال سيجارتي الحبيسة لم تشتعل
وربما تكون عناوين القصص دالة على ظاهرة التناص اتضح ذلك عندما قال: في قصص نتاشا ومي وزيد وغواية وعاشق – فراق – انكسار ثم وهم، لأنه يتكلم عن الفتاة التي يصيب منها اللذة بالوهم
الظاهرة الأخرى في التناص عندما ذكر طيور الظلام، رقصة الموتى والفراق، كذلك في (انتحار) تكلم عن ظاهرة انتحار الحيتان
في (حوار الموج)

وعودة إلى عنوان الدراسة قال الدكتور: معنى عنوان عذرية السؤال فيه إدخال سيميائية
إثارة نحو الإجابات التي تفتقر لها القصص والتناص
والسؤال البلاغي لا يقوم على التقرير والتأكيد أو النفي، لكن كلما وصل للمتلقي تألق مرة أخرى ليعشق ذاته فيصبح متحكما بالمعنى لاعتماده على أنظمته اللغوية، والنسق الذي يداخله ثم لا يتمهل ليدخل في أنساق تفرضها الحياة الاجتماعية، وثقافة المتلقي، من هنا تتعدد معانيه، ويصبح الحاضر غائبا لأن السؤال مبني على إعادة ما في الخارج إلى الذهن
لقد استطاع الكاتب أن يشكل في مجموعته سياقا يوحي بدلالات شفيفة وغامضة، فهل ظل في كتاباته بعد ذلك على هذا الأمر؟
كنت أود أن أتكلم عن سيميائية اللون والجسد والزمان والمكان لدى الكاتب لكن ضيق الوقت لا يسعفني

لديه سؤال: لماذا تحول القمر من اللون الأبيض إلى اللون الأحمر؟
الأحمر يكثر في المربع، والمربع يقابل السماء، وهو دلالة على السكون والثبات، وجدنا أن من تسأل السؤال هي امرأة غطت بالنوم
كما نجد كلمة برتقال التي تحدث شغفا لدى الذكور، وكلمة دائرة أشبه بالزمن لأنها اتساع الدائرة الزمنية والإضاءة

بعد أن أنهى الدكتور عبد الرحيم عرض ورقته قرأ الأستاذ شفيق رواية (ذاكرة جرح) لأنها تلامس تجربة شخصية لديه

بعدها فتحت الأستاذة فتحية أما الحضور باب التسجيل ومن ثم عرض مداخلاتهم واستفساراتهم
كانت المداخلة الأولى للأستاذ نبيل عابد قال فيها: مداخلتي عبارة عن سطرين من قصة حرمان، لأظهر لك كم كنت سوداويا حيث تقول: (بائعة الخبز تهذي بين الفصول.. وطفل يحلم بممحاة بطعم الفراولة.. لم يختمر نبيذها.. لعقها قبل أن تنساب ألوان الطيف على دفتر الرسم)

السيد عبد الكريم عليان قال: مساء الخير للجميع، ثم عرض استفساراته على الدكتور عبد الرحيم
فقال: لقد فككت بنية النص من أدوات واستفهامات وتركت جمالية الإبداع، كنا نأمل أن تتطرق لها كي نفهم كمتلقين الهدف من هذا العمل؛ هل هو سياسيا أم اجتماعيا أم أن هناك رؤية استشرافية للمستقبل

هنا ردت الأستاذة فتحية بقولها: حديث الدكتور دار في فلك العنوان الذي ركز على التساؤلات (عذرية السؤال...)

أما المداخلة التالية فكانت للأستاذ خلوصي عقب فيها على ما سمعه في القصة التي قرأها الأستاذ شفيق فقال: أرى أنها أقرب لنص نثري جميل

رد الدكتور عبد الرحيم: تعودنا عند الحديث عن النصوص البلاغية أن نتناول معناها وأن الكاتب يريد أن يوصلنا للنقطة الفلانية لكن أنا لا أفرض رؤيتي على أحد، ثم إنني أشرت إلى تقنات من ضمنها الأسئلة، ولم أحط بجوانب نحوية كثيرة على نحو مؤذ للمتلقي، وتحدثت عن بناء السؤال
لم تعد فلسفة الجمال بهل هي بالشكل أم بالمحتوى، والجمال في الأخلاق أم بالمظهر؟
أقول لك إن الجمال في الاثنين

وعن هل استطاع أن يوصل فكرة؟
أقول أنا لا أتوقع في القصة القصيرة كل ما أريد
ثم قال: لقد فاتني أن أقول إن لغته تميل للشاعرية

ورد شفيق بقوله: لقد قلت أن السمة الغالبة على القصص هي السوداوية وهذا هو واقعنا الذي نحياه، لكنني أردت أن أجعل العصافير تأتي باكرا لأفتح بابا للأمل
وعن التكنيك في الكتابة، فلكل كاتب تكنيك خاص، سواء السرد أو المونولوج، والنص الذي قرأته يشتمل على عناصر القصة

الكاتب يسري الغول قال: إن لم تكن مدرسة ينهل من علمك الآخرون، فأنت طالب تنهل مما يكتبه الآخرون
ثم قال: لم تعد القصة القصيرة تسير بالمحددات التي كنا نتعلمها قديما، فعندما قرأت (صهيل الرغبة) وجدت أن نصار ينحو نحوا جديدا، حيث اتجه نحو المونولوج والفلسفة العميقة، هذه قصة قصيرة لكن البنية فيها تختلف عما عند الآخرين

الكاتب غريب عسقلاني قال في مداخلة له: هذا العدد من الأسئلة بين الاتفاق والاختلاف دليل صحة
ليس للأدب قالبا محددا يجب الالتزام به، وإلا تصبح كل القصص نسخة واحدة
ثم قال: لقد اختار الدكتور عبد الرحيم جزئية وهي: ما جدوى السؤال، وهل هذا السؤال يطلق للمتلقي العنان كي يستقصيه
القصة القصيرة ليست إخبارا محدد الإطار، إنما هي إطار لما يؤرق الكاتب لذا تطلق أسئلة جديدة
تكنيك القصة من الداخل له شروط لم يتعرض لها الدكتور لأنها ليست ضمن عنوان المحاضرة، يجب أن ننظر للنقد الأكاديمي في أهداف هذا النقد ولا نتشعب لأطر أخرى لا تندرج تحت العنوان.

الأستاذ محمد نصار قال: كل الشكر للأخوات في صالون نون على هذه الاستضافة، وشكرا لحضور الدكتور عبد الرحيم، ثم قال: ما طرحه الدكتور هو في زاوية العنوان
وقال: أشرت في حديثك إلى أنه غالبا ما تكون الكتابة في الماضي فأتفق معك في ذلك، لكن الكتابة في الماضي إذا وقفت عند الماضي إما أن تكون سيرة ذاتية، أو تأريخ أدبي إذا لم تكن الرؤية لاستشراف الكتابة عن الماضي مما يعني أننا تشربنا التجربة

الشاعر سليم النفار قال: شكرا لصالون نون، ثم أبارك لأخي شفيق على عمله (العصافير تأتي باكرا) هذه المتوالية السردية، وكما ذكر الدكتور عبد الرحيم كل قصة هي تكثيف من سابقتها،
صحيح أن في القصص سوداوية لكن هناك ضوء من أمل
وسأل النفار: متى كان مطلوبا من الأدب وضع إجابات للأسئلة

ردت الأستاذة فتحية قائلة: قال الدكتور أنه أتاح الفرصة للمتلقي كي يضع الإجابات التي يراها هو للأسئلة

الأستاذ رزق المزعنن قال: مساء الخير على هذا الجمع الطيب، ثم قال: شرف كبير أن نكون في حضرة الدكتور فأنا ممن يعشق تفكيك النص، لذا كانت المحاضرة مما يستهويني فاستمتعت بهذا التناول، وهذا العمق الذي يأتي بعد الشكل والمضمون هو ضروري للكتابة.

رفعت الأستاذة فتحية الجلسة ولكن تبقى الأسئلة مشرعة أبوابها ليدلي كل في دلوه

**