النافذة الضيقة بقلم:سلامة عودة
تاريخ النشر : 2018-04-15
النافذة الضيقة بقلم:سلامة عودة


النافذة الضيقة
نلج عالم التقنيات الحديثة والرقمنة من نافذة ضيقة، تشع منها التكنولوجيا بشعاع التطبيق،وتتلاشى حروف النظريات، فالبضاعة الوافدة إلينا جاهزة بمكوناتها التي لا لم ننتجها، ولم نعلم مفاهيمها، إلا مستخدمين لها، وساهرين على صيانتها إن طالها العطل أو الخطل،ومما لا غرو فيه أن الإبداع ينهض على مفردات تكون المفاهيم والحقائق والمسلمات قاعدته الذهبية ، ومنها يتفتق نبعه.
إلا أننا أمسينا مستهلكين لهذه الثورة التقنية التي علا نجمها مطلع هذا القرن ، وإن فاح عبيرها في القرن الماضي، وأقول: عبيرها؛ لاني أنظر إليها من بوابة الطموح الذي أود أن نكون منتجين لها من خلال ثورة الاتصالات واعتبار العالم قرية ذكية من جراء هذا الانتشار للتقنيات، لكن ألا يكون إبداعاً لدى شعوب ، وتضخم لدى شعوب أخرى.
فالغرب قد قدم لنا هذه البضاعة، فيما احتفظ بالأفكار والنظريات في جيوب مكاتبهم، ومؤسساتهم.
وما راعني إلا تلك الدراسات التي تطلب من طلبتنا توظيف هذه التقنيات، والخروج باستخدامات جديدة من خلال تلاقح الأفكار، ومن ثم عمل مسابقات بين فئات الطلبة تكلف مبالغ باهظة ، ولكن هذه المبالغ تصرف في زمن معين، لكن المخرج يصبح تجارياً على المدى البعيد، ويدر أضعافاً مضاعفة من الأموال، فالطالب المبدع يكافأ على عمله، والشركة تصل إلى السحاب بتسويق وترويج للمنتج.
لا ندعي أن العلم في بلادنا جفت ينابيعه، بل في تجدد نسبي، والطلبة دماء جديدة تضخ في شريان الإبداع، وحري بذوي العلاقة أن يبادروا لحصد النتاجات وتسوقيها ولا يترك للآخرين التفوق على حساب أبنائه.
وأظن أنه قد اختلطت اللحمة بالسداة، ولم نعد نميز سوى بالجلوس على بساط المنتج ، دون معرفة لأصل خيطه من لحمة وسداة ، وقد نكون نحن من نسج خيطه ولم ندرِ.
وحتى يتم فتح النوافذ وليس نافذة ضيقة ، فعلى الجيل النظر إلى أفق التطور من خلال تسخير هذه التقنيات لمنتج جديد وطني نطلق عليه من لغتنا المسمى ، ولا نتعثر في لفظ اسمه إن كان من غير زرعنا أو حصادنا، فنحن من يزرع ونحن من يحصد ، فالبذور من زراعتنا ، والحصاد لبذورنا التي أينعت، فالمنتج عربي واسمه من حدائق اللغة.