مصرع زاجلة بقلم:غسان علي حسن
تاريخ النشر : 2018-04-15
مَصْرعُ زاجِلة .....

قتلوكِ ..يا أختَ البَتولِ وما درَوْا
أنَّ الشّهادةَ توقِــدُ الأنْـــوارا

غدَرَ الذئــابُ حَمامـةً ســوريَّةً
عند الضُّحى تترصَّـدُ الأخـبارا
أحبيبتي .......
سَحَـقَ الطّـغامُ جُمانـةً ....

هتكوا عَفافَ الزَّعـغـرانِ ..وحرَّقوا عشتارا

فالكُــحْـلُ سال من الرموشِ على المآقي الذابلة

واغرورق الوجْهُ الصّبوحُ بسقْسَقاتٍ ...

من دُموعِ قُـرُنْـفُـلهْ

ولقد قرأتُ على جبينكِ سورةً لم تبتدئْ بالبَسْمَلهْ

مزمارُ "داوودٍ" غــفـا ...وخبا رنيـمُ البلْـبُـلهْ ...
**
يا ذا الحِــجا......
لا تسْألــنِّـي : ما السببْ ......

هـذا ربيعُ أبي لَهَـبْ ....

آلحاكـمُ الفِعْــلِيُّ عِـــرْسُ أبي لهَبْ ..

آلمُزْنُ يهمي دمـعَـهُ ..أنّى يشاء أبو لهَبْ ..

آلخـادمُ الخنَّـاسُ يُفْتي ما فتاهُ أبو لهَــبْ ...

قاضي قضاة الأرضِ يقضي ماقضاه أبو لهبْ
يا صاحبي ....

هذا ربيعُ الــولْولَهْ ...

ويقــود قافِلـةَ الجِـمالِ حِمارُ " بنتِ الأرملهْ "

فيه العفافُ دعارةٌ ...!!والياسمينةُ عقرَبهْ !!

فيه الجهادُ جريمةٌ !! فيه القداسةُ مهـزلهْ !!

فيه السّنابلُ ..والعنادلُ والحرائرُ ...تُغْتَصَبْ !!.

فيه الفتاوى سُلعةٌ مَعروضةٌ حَسْبَ الطَّلبْ !

كلُّ البطولةِ أن تفجِّـرَ مسْجداً وكنيسةً أو مدرسهْ !

كلُّ المروءةِ خطْفُ شيْخٍ واهنٍ

ومعلِّمٍ ومهندِسهْ !

كلُّ الشهامةِ أن تُباغِـتَ نحلةً غرثى تزمزمُ هامِسهْ ....!!

إبليسُ يخجلُ من كَذوبٍ آثِـمٍ مُتأسْلمٍ ....

قد علَّمَ الطَّاغوتَ

فنَّ الأبلَســـهْ ..!!!
**
أحبيبتي ......

لدغتكِ شقراءُ الأفاعي ...

من مزابِـلِ قندَهارْ.....

ذاك الذي أفتى بذبْح حمامة ِ الفيحاء

عِلْجٌ صاغرٌ في قندهارْ

وا حسرتا ...صمَتَ الهَزارْ ...

قَـنَصوهُ ..غدْراً من مآذن قندهارْ

سيْلُ الضّلالة والجهالة جارِفٌ منْ قندهار

ريق السّحاب ملوثٌ لوْ جاءنا من قنْدهار

مازال "قابيلٌ " إماماً في معابدِ قندهار

يتبَرقَع البدرُ البهيُّ إذا دنا من قـندهار

آلأنبياءُ الكاذبون الحاقدون تألَّهوا في قندهارْ

لن تضحكَ الأكمامُ يوما في خمائلِ قندهارْ

مِنْ ألْف عام لم يزلْ نهرُ الخنا

يروي مزارعَ قندهارْ

كلُّ الشَّياطينِ الذين بأرضنا ....

من بطْنِ زانيةٍ تُسمـى قندهارْ
**
يا صاحبي ....
عاد التتارْ ....

والخادمُ الخناسُ ينثر عُهْرَهُ وهُراءَهُ

في كل دارْ ..

مِسْكينةٌ ....ياقندهارْ...

نجمٌ تصحَّرَ بل تجلْمَدَ.. تائهٌ فقَدَ المسارْ

كلُّ الطّغام يضاجعونكِ في الظّلام وفي النّهارْ

وبكلِّ آونةٍ سيولَدُ أبلهٌ أو أكْمهٌ .. من مومسٍ

في قندهار

مظلومةٌ ...ياقندهارْ ...صمَّاءُ ليتكِ تسمعينَ

صلاةَ ساقيةٍ ونجوى قُـبَّـرهْ

سِيانَ سجْعُ يمامةٍ ، أو بوحُ مِزمارٍ،

وصمتُ المَقبرهْ

عمياءُ ..ليتكِ تلمحينَ السِّـحْرَ في مٌقلِ الظِّباءِ
السّاحِرهْ

وتُرامقـينَ شِفاهَ زهرةِ ياسمينٍ سافِـرهْ

مسكينةٌ ....ياقندهارْ ...أوَ ما سئمتِ الانتظار ؟!

قرنٌ مضى ...مازلتِ تنتظرين قهقهة القِطارْ!!

لن تسمعي همْس الرُّموشِ الناعِسات ولا أزيزَ

النحلِ أو صَخَبَ النهارْ .

لن يُسْفِرَ الفجرُ الضّحوكُ على زنابقِ قندهار

آلشامُ ...والزَّوراءُ ..والفيحاءُ ..والشّهباءُ ...

منذُ الذَّرْءِ .......مثوى قندهارْ
15/11/2013
( غسان علي حسن )/سوريا/ من مجموعة / صرخة عشتار الأخيرة /