ورقة عمل عن : النشر والطباعة في فلسطين بقلم :عبد اللطيف زكي أبو هاشم
تاريخ النشر : 2018-04-15
ورقة عمل عن : النشر والطباعة في فلسطين بقلم :عبد اللطيف زكي أبو هاشم


ورقة عمل عن : النشر والطباعة في فلسطين
مقترحات وآراء حول مشكلات النشر والطباعة  في فلسطين – غزة
" النشر في العالم العربي "
السياسات والمشكلات والحول "
بقلم : عبد اللطيف زكي أبو هاشم
مدير دائرة المخطوطات والآثار
  فلسطين – وزارة الأوقاف

يلاحظ الباحث في تاريخ فلسطين ، والمطلع على حركة الطباعة والنشر ، أن الحركة الثقافية وظاهرة الطباعة والنشر كانت جيدة وممتازة في عشرينيات القرن العشرين ، وما قبل النكبة عام " 1948م " فقد تم نشر العديد من الكتب والدراسات الهامة ، كما أنه قد تم إنشاء عدة دور نشر ومطابع لهذا الغرض .
إلى جانب تأسيس عدة مجلات ودوريات لها اثر  كبير في إحياء الحركة الأدبية والثقافية في فلسطين .

وقد تكونت في ذلك الحين عدة هيئات ودور للطباعة كان لها شأن عظيم ليس في فلسطين فحسب ولكن في بلاد الشام ومصر أيضاً ، مثل " دار النشر التي أنشاها عيسى العيسى ، ومطابع دار الأيتام الإسلامية التي كانت تحت رعاية مفتي فلسطين في ذلك الوقت الإمام المجاهد " الحاج أمين الحسيني " ومطبعة فوزي اليوسف " وغيرها من المطابع التي أخذت على عاتقها هذه المهمة .

فقد كانت أيضا عدة مطابع ودور نشر في حيفا ويافا وعكا ونابلس وبيت المقدس ، كما كانت هناك حركة قوية في الطباعة والنشر في جنوب فلسطين ، وفي مدينة غزة بالذات ، حيث نشرت عدة كتب وأنشئت عدة دور للنشر ، كما صدرت مجلات هامة لها أثر كبير على حركة الصحافة والنشر مثل جريدة " غزة " التي أصدرها خميس أبو شعبان وكتب فيها أعلام الصحافة في غزة وفلسطين مثل حلمي أبو شعبان ، فهمي أبو شعبان وغيرهم من أبناء مدينة غزة .

إلا إننا نلاحظ التراجع والضعف بعد النكبة وحتى يومنا الحاضر مع بعض الانتعاشة التي حدثت مع قدوم السلطة الفلسطينية وتأسيس بعض المؤسسات الثقافية في مدينة غزة ومنطقة نفوذ السلطة في مناطق من الضفة الغربية .

لكن كما أسلفت لم يكن هنا أية معالجة لهذا الضعف ولم يكن هناك أي تقدم يذكر ، للأسف الشديد كان تركيز من حملوا لواء الثقافة كانوا جل همهم التطبيع مع المثقفين والساسة الإسرائيليون ، وقد تم لهم ذلك ، ولم يبق من الثقافة الفلسطينية إلا الفولكلور الشعبي والعادات والتقاليد التي أصبحت بالية ليس لها أي تأثير .

ويرجع السبب الكبير في تراجع ونكوص ثقافتنا الفلسطينية للأسباب التالية :

1-    النكبة التي حلت في فلسطين ، وهجرت أبنائها وتم احتلال أرضهم التي طردوا منها عنوة ومن ثم تهجيرهم وملاحقتهم . 
2-    عدم الاستقرار السياسي والاجتماعي الذي نتج عنه الاحتلال والتشريد .
3-    تشتيت وهجرة معظم الباحثين والدارسين من فلسطين إلى البلدان المجاورة
4-    الهجمة الشرسة من قبل الصهيونية العالمية على المؤسسات الثقافية  الفلسطينية وتدميرها وطمسها .
5-    مطاردة العلماء وتهديد دور النشر الفلسطينية في الداخل والخارج .
6-    الرقابة العسكرية على المنشورات والمؤلفات والكتب التي كانت تصدر في فلسطين ، وعرقلتها وإعاقة ومنع العديد من صدور الكتب والمنشورات الهامة التي أبرزت الوجه الحضاري والتاريخي العريق لفلسطين – ارض الرباط وبيت المقدس – أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين .
7-    الدعاية الصهيونية القوية والمؤثرة في العالم في مقابل الصوت الضعيف لفلسطين والمنعدم للعالم العربي والإسلامي والمنهزم في نفس الوقت ، حيث كان للدعاية الصهيونية اثر كبير على تأخر حركة النشر والطباعة وحرمان العالم العربي والإسلامي من صدور ونشر العديد من مصادر الثقافة الفلسطينية ، تم تهديد الكثير من المطابع ودور النشر التي قامت بنشر الكتب الفلسطينية ، وقد تم اغتيال العديد من رجال الفكر والثقافة والأدب في فلسطين " كحادثة اغتيال الأديب الفلسطيني الكبير غسان كنفاني " والمفكر والمؤرخ الكبير الدكتور عبد الوهاب ألكيالي " وغيرهم الكثير ممكن لا يتسع المقام لذكرهم في هذه العجالة .
8-    الاستيلاء من قبل الصهيونية العالمية وسلطات الإسرائيلي على معظم محتويات المؤسسات الثقافية المتمثلة بالمكتبات ومراكز الأبحاث والدراسات ، وسرقة مكتبات العلماء والاستيلاء عليها حيث تم جلبها لمكتبة الجامعة العبرية في القدس ، فكما تم الاستيلاء على مركز الأبحاث في بيروت وإيداعه في مركز الدراسات الإستراتيجية  التابع لجامعة تل أبيب ، تم أيضا  سرقة مكتبة الأديب الكبير خليل ا لسكاكيني والأديب الكبير الدكتور أسحق موسى الحسيني وغيره من كبار رجال العلم والثقافة في فلسطين . ولم تزل معظم محتويات تلك المكتبات  حبيسة في مكتبة الجامعة العبرية والمكتبات الأخرى التي تتبع المؤسسات الصهيونية .

مقترحات لمعالجة ظاهرة النشر والتأليف والطباعة في فلسطين :
من خلال معرفتنا واطلاعنا على حركة الطباعة والنشر في فلسطين ، أخذنا على كاهلنا إتمام هذا النقص وسد الخلل ، لذلك قمنا بإنشاء وتأسيس مؤسسة رائدة بهذا الصدد لتكون اللبنة الأولى في هذا المجال وقد شرعنا بتأسيسها بعد التوكل على الله عز وجل ، وبجهودنا الذاتية البسيطة " جهد المقل " فقمنا بإنشاء مركز للدراسات والنشر والترجمة يتبع مؤسسة  عيون على التراث ومن أهم اهدافه :
1-    تشجيع الباحثين والدراسيين من خلال رصد مكافآت عينية وتشجيعهم .
2-    إصدار مجلة ورقية وإلكترونية لاستيعاب طاقات الباحثين والدراسيين في جميع إرجاء فلسطين .
3-    إنشاء هيئة للكتاب والطباعة والنشر في مدينة غزة تتولى هذه المهمة .
4-    إنشاء علاقات وروابط علمية وبحثية مع المؤسسات المعنية بالطباعة والنشر ومراكز الأبحاث والنشر في العالم العربي .
5-    تسويق وعرض  الكتاب الفلسطيني في المعارض العربية والدولية .
6-     توفير دعم مادي ومعنوي للدراسيين والباحثين ودعم وطباعة الدراسات والأبحاث والكتب الصادرة .
7-    إنشاء موقع على الويب يضم معظم مصادر الثقافة الفلسطينية القديم منها والحديث مع رصد كل ما يتم نشره عن فلسطين .
8-    تشجيع حركة تداول الكتاب بعدم فرض الجمارك والمكوس عليها وبالذات المختصة بفلسطين .

وأخيراً نتمنى من الإخوة الأفاضل أخذ هذه المقترحات بعين الاعتبار ، حيث أن لدينا آلية واسعة ولجان متخصصة من الممكن أن تدير عدة أنشطة في هذا المجال ، ولدينا عدة أفكار للعديد من المشاريع للطباعة والنشر في جميع أرجاء فلسطين .
                نتمنى من الله العلي القدير التوفيق والرشاد للقائمين على هذا المؤتمر ، وفقنا الله وإياكم وجعلكم ذخراً لهذه الأمة .


ورقة عمل مقدمة عن الترجمة والتعريب في فلسطين
وأثرها على الصراع العربي الإسرائيلي
ماذا نترجم  ولمن وكيف ؟؟؟

" الترجمة هي تأليف غير مباشر "

أهمية الترجمة في فلسطين :

لا توجد حضارة من الحضارات الراقية إلا وقد استمدت ممن سبقها من الأمم الأخرى التي سبقتها ، أو التي ما زالت تعايشها ، وأصبحت هذه المقولة من المتعارف عليه لا يختلف عليه أحد ، فالترجمة مهمة عظيمة وغاية في الأهمية ، حيث من خلالها نتعرف على الآخرين بمعرفة حضارتها ولغتهم وثقافتهم ، وهذا لا يتم إلا بالترجمة والنقل عن الأقوام والجماعات الأخرى ، وهذه هي طبيعة الأمم الحية .

وقد عرف المسلمون الأوائل أهمية الترجمة والتعريب والنقل عن الأمم الأخرى ، فقد تم ترجمت روائع أدأب وثقافة الأـمم كالفرس والرومان واليونان وغيرهم ولولا جهود العلماء المسلمين في هذا المجال لما وصلت إلينا الكثير منن الأصول الهامة للفكر والإنساني ، التي قام الغرب ببناء حضارته على أصولها . فقد أنشأ الخليفة العباسي المأمون مركزاً للترجمة في بغداد تابعاً لبيت الحكمة ، وكان جزيل العطاء للمترجمين ، وقد نال العديد منهم جوائز قيمة وكوفئ على ما قام به من ترجمة .

-    حالة الترجمة في العالم العربي والإسلامي :
-    للأسف ما تم إنجازه من الترجمة والتعريب ونقله إلى لغة الضاد ، لا يكاد يذكر أمام الكم الهائل من الترجمة في اللغات الأخرى . وهذا ما نجده في دولة صغيرة قياساً للدول الكبرى كأسبانيا ، حيث أن  كل ما تمت ترجمته منذ عصر المأمون إلى اليوم لا يساوي ما نشر في هذه الدولة الصغيرة المتحضرة "  أسبانيا " وللأسف الشديد الحصيلة لدينا منذ أربعة عشر قرناً وحتى وقتنا الراهن ، منذ العصر الذهبي للإسلام " عصر المأمون " لا يعادل ما نقلته أسبانيا إلى لغتها . فما بالكم بما تم نقله في الدول العملاقة كروسيا والولايات المتحدة ودول أرويا ( انجلترا وفرنسا بلد الثقافة والأدب ، وايطاليا  ) والصين والهند الأجوبة لا تنتهي ، كلها تدل على مدى قصورنا وتقصيرنا تجاه ثقافتنا وجنايتنا عليها وعدم إيصالها للعالم .

ومن هذا المنطلق تكونت لدينا فكرة إنشاء وحدة للترجمة من اللغة العبرية إلى اللغة العربية بشكل رئيسي ، والتركيز على الدرسان والأبحاث التي كان لها دور في الصراع مع اليهود .

وقد تمثلت أهداف هذه الوحدة بالمقترحات التالية :
1-    رصد ما يصدر عن مراكز الدراسات والمؤسسات في إسرائيل .
2-    كتابة تقارير ودراسات عما يتم نشره وبيان خطورته ومحاولة إعلام الجميع بمخاطره
3-    متابعة المنشورات والمطبوعات في دور النشر الإسرائيلية وبالذات التي نشرت باللغة العبرية .
4-    ترجمة ونقل وتعريب ما يتم اختياره من قبل اللجان المخولة بذلك ، ومن ثم اطلاع العالم العربي والإسلامي وبيانه بكافة أشكاله .
5-    إنشاء وحدة متخصصة في ترجمة المنشورات الصادرة باللغة العبرية واللغة الإنجليزية ، حيث أن الإسرائيليون يقومون بنشر دراساتهم وأبحاثهم بكلتا اللغتين .
فاللغة العبرية لغة محلية " دارجة " ، وهي اللغة المعتمدة في المحادثة والقضايا اليومية . لذلك فإن معظم الدراسات والأبحاث الهامة يتم نشرها باللغة الإنجليزية ، وإن كانت قد صدرت ونشرت أصلاً باللغة العبرية ، لأنهم يدركون أهمية اللغة الإنجليزية كلغة مخاطبة للعالم وهي لغة العلم اليوم .
6-    إنشاء موقع إلكتروني للترجمة الفورية لجميع المستجدات والقضايا الفكرية التي تصدر تباعاً عن الهيئات والمؤسسات الإسرائيلية .
7-    إصدار ببلوغرافيات متخصصة  ترفد وترصد ما يتم نشره عن المؤسسات البحثية في إسرائيل ، ونقلها وترجمتها بشكل سريع للعالم العربي والإسلامي .
8-    دعم  وتمويل الكتب والأبحاث التي يتم اختيارها .
9-    نشر وإيصال جميع ما يتم انجازه من المواد المترجمة إلى جميع المؤسسات المعنية في العالم العربي والإسلامي .

                     " تمت بحمد الله "