صدور كتاب "القرن المحلِّق: الرواية الإفريقية وأدب ما بعد الاستعمار"
تاريخ النشر : 2018-04-12
صدور كتاب "القرن المحلِّق: الرواية الإفريقية وأدب ما بعد الاستعمار"


صدور كتاب " القرن المحلِّق : الرواية الإفريقية وأدب ما بعد الاستعمار "
للدكتور / مصطفى عطية جمعة .
_______________________________________________
عن جائزة الطيب صالح العالمية ( الخرطوم ) ، صدر الكتاب الجديد :
" القرن المحلِّق : الرواية الإفريقية وأدب ما بعد الاستعمار :
رواية خرائط لنور الدين فارح نموذجا "
للأديب والناقد والأكاديمي د. مصطفى عطية جمعة
______________________________________________
وهو الكتاب الفائز بجائزة الطيب صالح العالمية ( الخرطوم )
في النقد الأدبي في الدورة السابعة 2017م .
__________________________________________
     ويقدم هذا الكتاب موضوعا مهما للقارئ العربي ، يتصل بأدب ما بعد الاستعمار، هذا اللون الأدبي الذي يناقش قضايا غاية في الأهمية ، تتصل بحقبة من تاريخنا الحديث ، مسكوت عنها برغم كثرة المؤلفات والمراجع التي وثقتها، وهي الحقبة الاستعمارية بكل ما تم فيها من نهب للثروات ، وإفقار ، وقتل وتشريد.
     يناقش الكتاب بعمق ماهية أدب ما بعد الاستعمار وأبرز قضاياه وتشابكاته الثقافية واللغوية، ومن ثم يتعرض إلى حياة وإبداعات واحد من أشهر أعلامه ، وهو الروائي الصومالي " "نور الدين فارح " من خلال مناقشة إحدى روايات ثلاثيته الأخيرة .
  فقد أضحت الصومال نموذجا لدولة مأساوية ( أو فاشلة كما يقال) وكونت مصطلحا في الأدبيات السياسية يحمل اسم " الصوملة " في إشارة إلى مآل الصومال الآن : بلاد تتنازعها الحرب الأهلية ، وسيطرة المليشيات على قطاعات واسعة منها ، وظهور أمراء الحرب ، وسط ضعف الحكومة المركزية في العاصمة ، وانحدار التنمية ، ولها على هذه الحالة ما يقارب ربع القرن ، شعب يعيش في دولة بلا حكومة فاعلة أو جيش وطني حام لها ، بجانب تمزق شتات الوطن الصومالي، إلى دويلات ، وسقوط جزء آخر تحت الاحتلال الإثيوبي .
   وتلك هي دلالة عنوان الكتاب " القرْن المحلِّق " ، في إشارة إلى تركيز الضوء على مشكلة القرن الإفريقي وآدابها المعبرة عن مأساة شعبها ، وهي جزء عزيز علينا من أمتنا بامتداداتها العربية والإسلامية والإفريقية ، وكيف استطاع أحد أدبائها أن ينبه العالم ويوقظ ضميره إزاء وطنه ، وينتصر له أدبيا بعدما خذله السياسيون .
    وفي ضوء هذا الهدف ، جاءت خطة الكتاب ، بادئة بالعام منتهية بالخاص ، فناقشت القضية المحورية وهي أدب ما بعد الاستعمار ، مرورا بسيرة نور الدين فارح وأبرز محطات حياته ، والتعرض إلى عالمه الروائي ، ومن ثم مناقشة ثلاثيته " دماء في الشمس" ، ثم اتخاذ روايته " خرائط " نموذجا تطبيقيا للدراسة النقدية .
    وقد جاء تقسيم الكتاب في فصلين وخمسة مباحث ، تناول الفصل الأول أدب ما بعد الاستعمار ، وسيرة نور الدين فارح الإنسان والمبدع وأجواء ثلاثيته الروائية ، كما ناقش مفهوم العالم الروائي وجغرافية المكان. أما الفصل الثاني ، فقد انصب على الدراسة النقدية لرواية خرائط من زوايا عديدة تتصل بأجواء السرد ، والطروحات الفكرية ، والبنية الجمالية، وتشكيل السرد والشخصيات والمكان والزمان .
  واعتمدت الرؤية النقدية على استراتيجية نقدية ، تسترشد بآليات المنهج السردي، وتتعاطى بإيجابية مع النقد الثقافي للوقوف على ما يميز البنية الثقافية في المجتمع الصومالي الذي يتكون من روافد عديدة : عربية وإسلامية وإفريقية ، بجانب الإحساس الذاتي الذي يملأ الوعي الجماعي بما يسمى الصومال الكبير ، بجانب   الأبعاد الاجتماعية والسمات المجتمعية التي تشي بها الأحداث ، كما تفصل القول في التشكيل النفسي للشخصيات .