القناعة كنز لا يفنى بقلم:رحاب عصام الياور
تاريخ النشر : 2018-04-08
القناعة كنز لايفنى
رحاب عصام الياور
جاء نبيل إلى جده كعادته وطلب منه أن يحكي له القصة التي إعتاد سماعها قبل النوم
فروى له قصة ماجد ذو الأحد عشرة عاما الذي كان من عائلة متوسطة الحال وله أخٌ وأختٌ أصغر منه وأمه تعمل خياطة ﻻهل الحي . والده عامل بسيط في معمل اﻹسمنت ..كان يرى بعض الطلاب في المدرسة يلبسون أغلى الثياب ويملكون أفضل القرطاسية ومن النوع الفاخر .
يأتون في سيارات راقية لكن عقولهم خاوية من العلم والأخلاق ...
كان يسأل نفسه دوما لماذا لست مثلهم ؟

يعتريه الهم والتفكير فتدنى مستواه العلمي فﻻ هم له سوى مجاراة هؤﻻء الطﻻب اللذين ﻻيملكون عقﻻ واعيا .. ظهرت نتائج امتحانات نصف السنة . وكانت الدرجات متدنية !! فحزن والده كثيرا وتحدث معه ليرى أسباب ذلك فأسرهُ ماجد بما في قلبه تجاه أولئك الطلاب فقال له :

بني : لا تنظر لمن هم أعلى منك فتتعب ،، لقد منحنا الله نعما كثيرة . الصحة واﻷلفة والقناعة .. وهي أفضل من كنوز الدنيا ... أنظر لحالهم حسنوا المظهر وتركوا الجوهر .. إن الله ينظر إلى قلوبنا وليس إلى مﻻبسنا فيؤجرنا على طاعته ونيلنا العلم لننتفع به وننفع الناس ولن يجزينا ثوابا على مﻻبس راقية وأكل لذيذ ..

القناعة يابني تجعل القلب مسرورا والنفس مرتاحة وإذا تعلمت واجتهدت ستكون في سلم النجاح والتفوق وبذلك ستعمل وترزق إن شاء الله المال الحلال بعد التوكل عليه وستنفع نفسك واﻵخرين ... فكر ماجد كثيرا وتصارعت بداخله أمورا عدة وكرر السؤال مع نفسه هل هم أفضل أم أنا ؟

هل يعقل أن أنجح؟

وأسئلة عديدة لكنه بالنهاية قرر عدم الرضوخ إلى تلك اﻻهواء والتركيز والاهتمام بالدراسة والنجاح ...

وفعلا بدأت درجاته بالصعود نحو اﻹمتياز فقد امتلأ قلبه بالقناعة والرضا بنعم الله