من هو الشيطان الحقيقي
في حوار دار بيني وبين مجموعة من الاصدقاء حول خلق آدم وقضية عدم سجود ابليس والقضية معروفة اسبابها لدى الجميع وقضية ابليس وقدراته على الإغواء كما وعد الله واستثنى
حسب الآية القرانية الا العباد الصالح ووصلت بالحديث عن الكيفية التي يغوي فيها ابليس وقدراته لو قدم انها فردية ومخصوصة حسب الوعد الذي الزم ابليس نفسه به امام الله القضية هنا كانت القدرة والامكانية فالاغواء هنا سيكون بارتكاب المعاصي والتخلي عنها بعد ارتكابها كما تقدم الآيات القرانية لكن التساؤل هناك معاصي ترتكب في كل يوم في مشرق الارض ومغربها وشمالها وشرقها كيف لابليس هذه القدرة على المتابعة ونحن نجزم ان الله وحدة كلي القدرة والمقدرة وهو موجود في كل مكان وبهذا نكون قد قاربنا القدرة ولو باقل نوعاً ما .
قدم في الحوار ان هناك من معاونين او مساعدين لك ان تسميهم ما شئت وهم الشياطين أجبت هذا ما اريد ان أصل اليه من هم الشياطين وما شكلهم وهل هي مادية لاتستطيع قدراتنا على أدركها لذالك لا نرها وما هي الية العمل التي يقوم بها
لو حاولنا ان نعود بانفسنا لآخر مرة (وسوس الشيطان لنا بها)ولابد ان الكثير مرة بهذه الحالة اين كان الشيطان هل كان يقف الى جانبي هل كان خلف ويوسوس ام كان صوتاً من الداخل حركته الشهوات والغريزة من المؤكد ستكون الاجابه كان من الداخل ولنصارح انفسنا هنا لكي نصل للنتائج التي ربما ترضينا او لا .ولنذهب للقران كمتدينين او لا لنحاول العثور على اجابه
لقد ذُكرت في القرآن الكريم في آيات كثيرة
كلمة النفس هي كلمة في منتهى الخطورة
يقول الله تبارك وتعالى في سورة ( ق ) :
{ وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ }
يذهب القران لكلمة النفس مائتان وخمسة وتسعون مرة باختلاف التصاريف ومن خلال فهم التصاريف نخرج بنتيجة ان النفس هي الانسان نفسه مع صفاته الحميدة والسيئة والمطمئنة والمؤمنة والطاهرة هنا وصلنا الى انها تعني نحن بني البشر .
إذن العدو الحقيقي هو ( النفس ) نعم ... فالنفس هي القنبلة الموقوتة ، واللغم الموجود في داخل الإنسان ولنستغرض بعض الآيات هنا التي تحدثت عن النفس في اكثر من موطن يقول الله تبارك وتعالى في سورة ( الإسراء ) :
{ اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَىٰ بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا }
وقوله تبارك وتعالى في سورة ( غافر ) :
{ الْيَوْمَ تُجْزَىٰ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ }
وقوله تبارك وتعالى في سورة ( المدثر ) :
{ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ }
وقوله تبارك وتعالى في سورة ( النازعات ) :
{ وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَىٰ }
وقوله تبارك وتعالى في سورة ( التكوير ) :
{ عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّا أَحْضَرَتْ }
الآيات السابقه تدور كلها حول كلمة ( النفس ) ، فما هي هذه النفس وما كينونتها وما هي صيرورتها
يقول الله تبارك وتعالى : {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَٰهَهُ هَوَاهُ } ومعنى ذلك أن هوى النفس إذا تمكن من الإنسان فإنه لا يصغى لشرع ولا لوازع ديني ، لذلك تجده يفعل ما يريد دون اي رادع .
حين نسأل شخصا ما وقع في معصية ما !!!
وبعد ذلك ندم وتاب ، ما الذي دعاك لفعل هذا سوف يقول لك : أغواني الشيطان ، وكلامه هذا يؤدي إلى أن كل فعل محرم ورائه شيطان .
إن السبب في المعاصي والذنوب إما من الشيطان ، وإما من النفس الأمارة بالسوء ،
لكن هل فعلا كان الشيطان ومؤثرة الخارجي ام انها قوة خفية ايعازية من داخل الانسان هل قضية المعاصي او الذنوب او لنسميها ما نشاء وليست كما وصفتها الأديان أمراض مجتمعية او لنحاول ان نجد لها تسمية ما ترضينا فربما بعض الممارسات او الأفعال يرها البعض ليست افعال سيئة لكن هل فعلا ان الشيطان هو مدخل لارتكاب المعاصي والذنوب حين ينسينا الثواب والعقاب كان نقتل او نسرق او غيرها وهل هذا الإيعاز بهذا الارتكاب للمعصية او الجريمة جاء من تأثير خارجي ام نتاج عقلي ولاضع اخر مثال عليه للمقارن لأصل لما اريد في القانون جريمة القتل لها عدة مواد وعقوبات حسب ضروف الحادث وفِي المادة 406ق ع ع .
وصفت بجريمة القتل مع سبق الإصرار والترصد
يعني الإعداد المسبق والتخطيط للجريمة وهذا كله نتاج عقلي بحت كما يسمى وضع الخطة من بعد أحكامها عقليا والمتهم الوحيد بهذه الجريمة هو العقل الذي دفعته الغرائز وهي من نتاج النفس ورغبتها .
اختم وأقول بتساؤل من خلال ما قدم .
الشيطان هل هو حقيقة مادية خارج قدراتنا
ام الشيطان هو نقطه كامنة في داخلها نحركها ونسكنها كما نريد حين ننسى الثواب والعقاب .
احمد عناد
من هو الشيطان بقلم:أحمد عناد
تاريخ النشر : 2018-03-29