في يوم الأم بقلم : إبراهيم خليل إبراهيم
تاريخ النشر : 2018-03-21
في يوم الأم بقلم : إبراهيم خليل إبراهيم


في يوم الأم
بقلم : إبراهيم خليل إبراهيم
لاحظ جى أرهاملتون أحد خبراء الإعلان الأمريكيين ارتباط الأبناء بأمهاتهم فابتكر يوم الأم وكان يريد بذلك استثمار الأمومة واستغلال الشعور بالذنب عندما يقصر الأبناء فى شراء الهدايا لأمهاتهم فى يوم الأم وكان جى أرهاملتون يقصد خلق جو نفسى عام .. هو حب الأمومة ليسهل ترويج السلع والمنتجات أما مؤسسة الأخبار متمثلة فى الأخوين على ومصطفى أمين فقد دعت إلى يوم الأم وكان هدفها نشر الشعور باحترام الأمومة فى الأسرة المصرية ولم تكن هدايا يوم الأم غير وسيلة للتعبير عن هذا الشعور وقد استفادت المحلات التجارية والمصانع من دعوة الأخوين على ومصطفى أمين فكسبا ما هو أهم وأكبر .. وهو دعاء ملايين الأمهات لهما .. فقد كان تكريمهن فى يوم محدد فى السنة تقليداً جديداً على الأسرة المصرية وعندما دعت أخبار اليوم لأن يكون يوم 21 من شهر مارس كل عام عيدا للأم تحتفل به الأسرة المصرية نجحت الدعوة .. وفى إحدى الندوات تقدم رجل مسن وسأل مصطفى أمين : كيف تذكرون الأم وتنسون الأب ؟ فسأله مصطفى أمين: ما أسمك ؟ فقال الرجل : أسمى فلان الفلانى .. فقال له مصطفى أمين : ها أنت تذكر أسم أبيك كل يوم عدة مرات ولا تذكر أسم أمك يوما واحدا فى العام وفى ندوة أخرى سألت طالبة مصطفى أمين : لماذا تنتصر لقضية المرأة ؟ فقال لها : لأننى أحببت أمى ومن أجلها أحببت كل نساء العالم .. وقد كتب على أمين فى عموده الشهير فكرة : يا رب أسعد كل الأمهات فى بلادى .. حافظ لنا على حنانها وحبها وعواطفها فإن هذه المشاعر الرقيقة هى التى تزيد حلاوة الدنيا وجمالها .
أما مصطفى أمين فقد كتب كثيراً عن الأم ومما كتبه نذكر قوله : كل سنة وأنت طيبة ياكل أم .. أيتها المرأة الصابرة المجاهدة التى حملت على كتفيها عذابنا ومسحت بيديها دموعنا وخففت آلامنا .. شعاع النور عندما تظلم الحياة وطاقة الأمل عندما تغلق الأبواب .. ينبوع الحب والرحمة والحنان .
وديننا الإسلامي حثنا على طاعة الوالدين وبرهما .. والإسلام يعتبر البر بالآباء من أفضل أنواع الطاعات التي يتقرب بها المسلم إلى الله تعالى والله تعالى أمرنا بطاعة الوالدين بعد الأمر بطاعته وهذا دليل على قدر عظمتهما قال تعالى في الآيتين 23 و 24 من سورة الإسراء : ( وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا )
وقال تعالى في الآية 36 من سورة النساء: ( واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئًا وبالوالدين إحسانًا )
وقال تعالى في الآية 15 من سورة لقمان : ( وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ )
وجاء في الحديث النبوي الذي رواه البخاري ومسلم : أن رجلاً جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي ؟ قال : أمك .. قال : ثم من ؟ قال : أمك .. قال : ثم من ؟ قال : أمك .. قال : ثم من ؟ قال : أبوك .
والأم فى كل الحضارات لها مكانتها وقدرها ففي الدولة الوسطى جعلوا الإرث عن طريق الأمهات والأم عند الفراعنة على نفس مستوى الأب ففي المتون والصور والنقوش الفرعونية نشاهد الزوجة تقف بجوار زوجها ومعهما الأبناء والبنات وفي مواضع أخرى تظهر صورة الأم فقط ويذكر أسمها .. ففي النقوش والتماثيل داخل المعابد وفي البرديات وفوق وبين سطور الأدب والشعر والأغاني وفي تلاوة التعاويذ والتعاليم والنصائح نجد عظمة ومكانة الأم عند الفراعنة فسنب حوتب قال : حب الأم يهب كل شئ ولا يطمع في شئ .
وقال أيضا : الأم هبة الإله .. ضاعف لها العطاء فقد أعطتك كل حنانها .. ضاعف لها الغذاء فقد غذتك من عصارة جسدها .. أحملها في شيخوختها فقد حملتك في طفولتك .. أذكرها دائماً في صلاتك وفي دعائك للإله الأعظم فكلما تذكرتها تذكرتك وبذلك تُرضى الإله .
وجاء فى بردية الحكيم الفرعوني آني : دعاء الأبناء لا يصل إلى آذان السماء إلا إذا خرج من فم الأمهات .
وقال أحد العرب لبنيه : لقد أحسنت إليكم صغاراً وكباراً وقبل أن تولدوا .. فقالوا له : كيف أحسنت إلينا قبل أن نولد ؟ فقال : لقد اخترت لكم من الأمهات من لا تعيرون أو تسبون بها .
وقال شكسبير : لا توجد في الدنيا وسادة أنعم من حضن الأم ولا وردة أجمل من ثغرها .
وقال جبران خليل جبران : الأم هى كل شىء .. هى غذاؤنا عند الحزن .. وهى أملنا عند الشفاء .. وهى قوتنا فى ضعفنا وهى نبع الحب والرحمة والتعاطف والغفران .
وقال الشاعر مطران خليل مطران : إن لم تكن الأم فلا أمة فإنا بالأمهات الأمم .
وقال الشاعر أحمد شوقى : من الأمهات تُبنى الأمم .
وقال الزعيم سعد زغلول : من أجل احترامى لأمى احترمت كل امرأة مصرية .
وقال الدكتور طه حسين : السبب في نجاحي يرجع إلى المرأة المصرية متمثلة في أمي السيدة المصرية الأصيلة المتمسكة بقيمها وتقاليدها المصرية الصحيحة التي ضحت بكل شئ في سبيل أن أتعلم رغم ظروفي القاسية .
وقالت كوكب الشرق أم كلثوم : تعلمت من أمي التواضع والصدق والإيمان بالله .
وقال إحسان عبد القدوس : أمى هى التى أرضعتنى وأعدت طعامى وبدلت ثيابى وهى التى قامت على مرضى ووضعتنى فى فراشى وهى التى علمتنى كيف أخطو وكيف أنطق .. كل يوم من أيام مجدى لأمى حرف فيه .
وقال الشاعر عبد الرحمن الأبنودي : إن معظم أغنياتي التي اشتهرت بها قد وقعت من بين شفتي أمي .
وقال أحد الحكماء : أم صالحة خير من ألف معلم .
وقال رجل الأعمال عثمان أحمد عثمان : أمى احتضنتنا ولم تفرط فينا فعلمتنا الحب .. علمتنا أن العمل هو الطريق الشريف الذى لا يصح أن ننظر لغيره كمصدر للرزق .
وقال سقراط : لم أطمئن قط إلا وأنا فى حجر أمى .
وقال فيكتور هوجو : حب الأم حب لا ينساه أحد .. غذاء بديع يوزعه الله وينميه لكل واحد جزء منه وكله لهم جميعا .