سوالف حريم - مسكين يا أبو منقار بقلم:حلوة زحايكة
تاريخ النشر : 2018-03-20
سوالف حريم - مسكين يا أبو منقار   بقلم:حلوة زحايكة


حلوة زحايكة
سوالف حريم
مسكين يا أبو منقار
حبّي للطبيعة وجماليّاتها لا يوصف، ورفقي بالحيوان متأصّل في قلبي وعقلي، فذات يوم من سنة مضت وجدت في حديقتي "فرخ" أفعى صغيرا، تمعنت بلونه المرقط الجميل، وبحركته اللولبية اللافتة، ضحكت له، وشعرت أنّه هو الآخر يضحك لي، راقبت حركته العفوية، ومحاولاته للالتفاف على ساق نبتة "الجوري"، أشفقت عليه من أشواك الجوري التي لا ترحم، لكنه ابتعد عنها بالفطرة، أطلقت العنان لنظراتي باحثة عن أخواته الصّغيرة، وعن والدته، فمن المستحيل أن يكون وحيدا، لم أعرف إن كان هذا الصغير من سلالة سامّة، مع علمي أنّ 92% من الأفاعي غير سامة، وحتى لو كان سامّا فهذا لا يهمّني لأنه واحد من مكوّنات جمال الطبيعة، لم أخف من الثعبان الصغير، بل على العكس من ذلك فقد خفت عليه، فربّما يراه أحدهم ويقتله دون ذنب جرى، حملته من مؤخرة رأسه، مشيت به وهو يتلوى على راحة يدي، ابتعدت به عن البيت حوالي خمسين مترا، وأطلقت سراحه.
تذكرت ذلك صباح هذا اليوم، عندما كنت أفتّت بقايا الخبز لعصافير الدّوري، التي كانت تلتقط فتات الخبز وهي تزقزق سعيدة وكأنّها تشكرني، بعضها كان يلتقط فتات الخبز من راحة يدي، فهي معتادة عليّ وأنا سعيدة بها، بينما كان غرابان يلتقطان الخبز من بعد يزيد على خمسة أمتار مني.
وإذا بعجوز تمرّ بي، وتقول "احرقه بالنار ولا تطعم أبو منقار" وهذا قول أو مثل لم أسمع به من قبل، وبعفويّة تامة قلت لها: خليه يحرقني انا إذا صارت طعمة الطيور حرام". وأضفت قائلة لها: "اتقي الله يا خالة، فديننا يدعو إلى الرفق بالحيوان.
20-3-2018