هذه الكتلة ستفوز في الإنتخابات المقبلة ..!بقلم: فراس الغضبان الحمداني
تاريخ النشر : 2018-03-20
هذه الكتلة ستفوز في الإنتخابات المقبلة ..!بقلم: فراس الغضبان الحمداني


هذه الكتلة ستفوز في الإنتخابات المقبلة ..!
فراس الغضبان الحمداني

تعد الإنتخابات في البلدان الديمقراطية واحدة من أهم الفعاليات التي يعول عليها الشعب لإحداث متغيرات كبرى في حياته ، فأنتقال سلطة من الحزب الجمهوري إلى الديمقراطي في أمريكا أو صعود المحافظين وهبوط العمال في بريطانيا فأن لذلك دلالات كبيرة في حياة المجتمع والأفراد ، لأن تغيير الوجوه يصاحبه تغيير في السياسات المرتبطة بحياة العباد ومستقبل البلاد .

هذا ما يحدث في البلدان المتمدنة التي عرفت الحرية منذ قرون ، ولكن البلدان التي ما زالت في مرحلة الأنتقال للديمقراطية وفي ظل بيئة معروفة الأبعاد مثل العراق فأن المرء يتابع المشهد الإنتخابي فيرى أن الوجوه أن تبدلت وأن أستمرت في مواقعها فلا يحدث أي تغيير يذكر في حياة المواطن وغالبا ما يكون من السيء إلى الأسوء .

أن الديمقراطية في هذه البلدان لعبة والرابح الوحيد فيها المرشح الذي يحاول وبكل شراهة أن يكتسح كل ما في طريقة ، وأكدت لنا التجربة أن هذا الإكتساح ليس تأكيدا لعقيدة أو تحقيقا لرسالة وإنما المطلوب أن يلمع المرشح صورته وينفخ كرشه ويراكم ثروته ويغالي في تطرفه المذهبي والعشائري ، لأن العشيرة وأبناء المذهب هم الذين يرشحونه ويلمعون صورته ، ولكن عند توزيع الغنائم يأخذ حصة الأسد والأخوة والحبايب والأقارب حصة الغزال والمنافقين من المستشارين وبعض المحسوبين على الإعلام حصة الأرانب .

وهذه الشلل تساند المرشح وهو في البرلمان وتنسق أموره وهو في الوزارة او بالسفارة ، حيث يتولون عمليات ترتيب الصفقات والعقود وتهيئة الليالي الحمراء في المنطقة الخضراء أو في فنادق النجوم الخمس في بلدان العالم التي يسافرون إليها بدولارات الناخبين وعامة المواطنين .

ويبدوا أن شلة الحفاة والنصابين سياسيا قد أجادوا لعبة الإنتخابات ووجدوها ( دسمة ) تستحق الركض واللهاث لأنها تنقلهم من الشوارع الى المواقع وتلبسهم البدلات الأنيقة بعد أن كان البعض منهم لا يستبدل ملابسه الداخلية إلا في المناسبات الكبرى والأحداث الجسيمة .

أن هؤلاء ومعهم شلة من الحريم ما كانوا يحلمون بكل هذا الثراء لولا بركة القوائم الإنتخابية واللعبة الديمقراطية وهذا الأمر ممتع وشيق لا سيما أن الأخوة والأخوات حصدوا هذه المكاسب وهم لم يبذرون حقلا أو يحصدون زرعا .

أن الديمقراطية العراقية أصبحت مزادا يفوز فيه أصحاب الأصوات العالية والذين يورقون في الليالي الملاح وينافقون وينسقون بهذا وذاك ويرمون المباديء والقيم في سلة المهملات ويخدعون بسطاء الناس للحصول على أصواتهم بأسم علي أو عمر وبأسماء أخر مثل العربي والكردي والتركماني والكلدوآشوري .

أن أقوام الفقراء لم تقبض من هذه الشلل المزيفة ولأكثر من 14 سنة عجاف غير الشعارات والتصريحات الفارغة ، والدليل على ما نقول أن حياة هؤلاء تغيرت 360 درجة مئوية حيث أنتقلوا من الأماكن البائسة والبيوت الخربة إلى القصور الفخمة والمدن الراقية ، وأصبحوا بين ليلة وضحاها في المنطقة الخضراء ، وقاموا يتبخترون ويطيرون بين أمريكا و باريس وطهران ولندن وبيروت والخليج ستان ، والناس تعرف تأريخهم و حقائقهم ووقائعهم وكيف كانوا وأين أصبحوا الآن .

بأختصار أن العراقيين كفروا بهذه الديمقراطية التي تشابه عندهم الدكتاتورية حيث تهيمن فئة قليلة وتعبث وتسرق بالمال العام ويحرم الملايين من العراقيين الشرفاء ، وأن التغيير في الوجوه والأسماء فقط لا بالأفعال ، فهنيئا لكم أيها العراقيين لأن الكتلة الفائزة في الإنتخابات المقبلة حتما ستكون ( كتلة نهب البلاد وذل العباد ) .

[email protected]