المقدسي ..بين المطرقة والسندان في مكتب العمل !بقلم:إسماعيل مسلماني
تاريخ النشر : 2018-03-20
المقدسي ..بين المطرقة والسندان في مكتب العمل !بقلم:إسماعيل مسلماني


المقدسي ..بين المطرقة والسندان في مكتب العمل !      بقلم:اسماعيل مسلماني –مختص بالشان الاسرائيلي

المقدسي لوحة فنية عجيبة بكل الوانها الصباحية والمسائية  بل اسرع من عقارب الساعة ويتصارع  مع الزمن يقف المقدسي بكل شموخ وصمود لا مثيل له  واكثر انسان على وجه الارض صمد امام الانتظار لساعات طويلة  وفي  الصباح  الباكر ترى بائع الكعك وصوت بائع الجرائد على امتداد شارع صلاح الدين وباب العامود حيث  الطلاب والطالبات والعمال ورائحة الزعتر في سوق خان الزيت يعيش المقدسي بين المطرقة من متطلبات الحيا ة اليومية  والسندان قوانين الحكومة المتسارعة بل الاثنين معا  محاط من كل الجهات معاناة على مدار الساعة طوابير لن تتوقف تشاهده بكل الاماكن في السوق والباصات ومراكز الصحية والبريد والمعابر وامام السجون وحتى البنوك وغيرها حالة الانتظار هو مسلسل طويل بل جزء اساسي من حياتنا مثل وجبات الطعام 
مكتب العمل الذي يقع في مبنى الداخلية في واد الجوز نساء ورجال ضاقت بهم الظروف لمواجهة عقاب فرض علينا للوقوف امام ثلاث ماكينات منذ طلوع الفجر ايام مخصصة للرجال ( الاثنين والخميس  )وايام للنساء ( ثلاثاء واربعاء وخميس ) واحيانا ايام متداخلة بحيث يتوجه اصحاب البطالة لمدة سته اشهر وبعدها يتحول الى ضمان اجتماعي وطبعا ليس الكل  يستمر الاشخاص بالتوجه مرة بالاسبوع أي اربع مرات خلال الشهر والماكنة تقرر ان يدخل الشخص الى مبنى وزاره الداخلية لمقابلة  الموظفين لاثباث حضوره أي بمعنى ان يدخل الشخص مره واحدة اومرتين لمقابلة الموظفين وهنا تبدا رحلة المعاناة بالدخول الى مبنى الوزارة مع مئات المرجعين من المقدسيين واذا لم ينجح بالوصول الى الموظف نتجية الاكتظاظ المستمر لن يحصل على راتبة الشهري فعلية ان يناضل منذ الصباح امام الماكنة ويحسب مليون مره اذا طلب منه الدخول الى الوزارة, و حسب  الاحصائيات الحكومه ما يقارب 4500- 4800 المسجلون للضمان الاجتماعي وطالبي العمل  ويتقاضى الشخص ما يقارب 1700 – 2800 شيكل حسب الحالات من اعزب او متزوج والشخص الذي يبلغ  سن 60 عام يتم تحويلة الى شيخوخه بعد سنتين او ثلاثة سنوات يكون على حافة الموت منتظرا قبره لما شاهده من مسلسل طويل وعلية ان يتواجد مره واحد ه للامضاء ويطلب منه الدخول نفس الشئ لحين الموافقه على الشيخوخة   والامر الاكثر تعقيدا بحيث المطرقه التي تقع عليك وليس سهلا ان يتم قبولك او الموافقة ان تاخذ ضمان او بطالة فهي قصة لوحدها فعليك اولا ان تتوجه الى التامين الوطني وبعد رحلة طويله تدخل وتعبئ طلبا وممكن عن طريق محامي واحضار اوراق واثباثات لا حصر لها وبعد اشهر يتم قبولك وتحويلك الى مكتب العمل وكل معاملات باللغة العبرية ويتراوح عدد الاشخاص الذين يقفون خلف ماكنات بشكل يومي من 450-600 شخصا.اما بخصوص طالبي العمل (البطالة) سواء عامل ام يحمل شهادة يتم ارسالهم الى اعمال رجالا ام نساء وعليهم ان يقبلوا أي عمل واذا رفضت العمل  تتوقف نهائيا عن البطالة .
وبرغم من وجود ثلاث ماكينات وتفتح الساعه 8 صباحا بحيث تنتظر الناس منذ ساعات الفجر للوقوف امامها طابورا طويل دون وجود لشرب مياة وتحت اشعه الشمس الحارقة او السقوط الامطار وحتى الثلج لا وجود للمظلات ولامقاعد للجلوس انة عقاب بطريقه خلاقة لتهجير وتفريغ المقدسيين من القدس ما يجري هو اذلال واهانة بكرامتهم بوقوفهم ساعات الانتظار لاثبات حضورك ويتم اذلال النساء والرجال تحت القهر والظلم وامام اعين الحكومة مشهد ماساوي صارخ يعاني بالوقوف لساعات طويلة والاكثر ماساة ان معظم هؤلاء لديهم امراضا او صعوبة بالعمل او تقدم بالسن ولا يستطيع ان يعمل او لم يجد عملا او فصل لاسباب عديدة فالوقوف مره بالاسبوع هي عقوبه ممنهجه ومخططة  لاذلالهم والمس بكرامتهم او عليك الرحيل من المدينة باسلوب الطرد الناعم فقبل ايام ومع موجة الغضب التي اجتاحت مدينة القدس حول وزارة الداخلية والمعاناة واستمرار مضايقات بالحجز والدخول والادوار والهويات ومعاملات اخرى.
 نجحت  مؤسسة هموكيد ونقابة معا العمالية بالمحكمه العليا  بتاريخ 15-3  بفصل مكتب العمل او ايجاد حلول خلاقة  نتجية الشكاوي المستمرة بان امراة اصيبت بالاغماء نتجيه الوقوف لساعات طويله ويشكو معظمهم من خراب الماكينات وتعطل واحدة ومرات ماكنتين  فهو عمل  مقصود وممنهج لمعاقبة الناس وبالتالي ستحرم من المعاش وطبعا فصل الشتاء هو الاكثر خرابا للماكينات بحيث يتساقط المطر ويحصل عطل فيها ,و يتنظر المقدسي بفارغ الصبر  وبعد الانتهاء واذا طلب منه الدخول الى مبنى الداخليه من نفس البوابة وهنا المصيبة الكبرى اذا لم يصل عند الموظف فسوف يحرم من المعاش انه السندان  الاخر فالى متى يبقى المقدسي يحمل هموما ؟متى يتوقف الاذلال والاهانة من اجل لقمة العيش ؟ودوما يناشد المقدسي فهل من مجيب؟
نحن في عام 2018 واسرائيل تدعي نفسها دولة ديمقراطيه على غرار اوروبا فان هذه المشاهد دليل واضح على ممارسة التطهير العرقي وممارسة ابشع وسائل الطرد والتهجير المقدسيين  من المدينة فهي دعوة لكل المؤسسات القانونية والحقوقية والانسانية واعضاء العرب بالكنيست للاسراع والتدخل للضغط على وزارة الداخلية لانهاء مسلسل العذاب والمعاناة و للحفاظ على كرامة المقدسي من المطرقة والسندان