رسالة إلى حركة حماس بقلم:د.أحمد هشام حلس
تاريخ النشر : 2018-03-20
رسالة إلى حركة حماس بقلم:د.أحمد هشام حلس


بقلم الدكتور / احمد هشام حلس ..
رسالة الى حركة "حماس" ....

و ساكون معكم اكثر صراحة من ذي قبل.....

قطاع غزة ،وانا ادرك تماما ما اقول، و بكل ما فيه من تفاصيل و ارقام في كافة مناحي الحياة، وبكل ما فيه من تدهور و احتياجات ومطالب و مصاريف ورواتب وموظفين ونفقات ووزارات وبلديات وخدمات هو عبء ثقيل جدا، عبء لم تتمكنوا من حمله وقد حاولتم طوال احد عشر عاما دون جدوى، طرقتم خلالها ولازلتم تحاولون كل الابواب، داخليا وخارجيا، وراهنتم بكل ثقة (ثقة متواضع الخبرة) على العديد من دول العالم، دول تعلمنا من تريخها كيف تكون المصالح، وكيف تبنى التحالفات المنفعية، بعيدا عن مشاربعنا الوطنية، حتى افراد واشخاص، رحتم تجلسون معهم وتحاولون الخروج عبرهم من الورطة، دون فائدة، تلك الفائدة التي يشعر بها المواطن، وليس الحركة، ولم يتم لكم ذلك، كارتر ومرسي وحمد وجعجع والعمادي والماليزي والتركي والسوداني، دون طائل، و مبعوث الماني وكاتب فرنسي وصحفي سويسري وسائح بلجيكي وغيرهم كثر .....، دون جدوى، ثم جربنا ورقة الحرب، ودخلنا بكل ما لدينا من صورايخ واطفال، وقنابل ونساء ومنازل مدنيين، وبكل ما بنينا من انفاق ومساكن وشيوخ، وهتفنا جميعا للمقاومة، وصبر الشعب رغم الوجع الحارق، و دون اي طائل، ودون ميناء ومطار ومعابر، واخذنا شهداءنا ندفنهم وجرحانا بإعاقاتهم نسندهم والحسرة في قلوبنا تمضغها، ولم تسمعوا من اصحاب الدموع الباكية اي انتقاد او تعليق، بل على العكس، عدنا جميعا نبني ونعمر في غزة، التي تحطمت، متسلحين بالايمان في قلوبنا والعزيمة والاصرار، وحاولنا تناسي الخوف علنا نعيد الامل الى هذا البلد من جديد، نشبت حروب قاسية، كان وقودها الناس والحجارة، ومات من مات واصيب الالاف، فقدوا اجزاء من اجسادهم و ارواحهم، وتفاقمت من بعدها البطالة، وخريجين بالالاف في الشوارع، و عشرات رجال الاعمال باتوا في السجون، وتضاعفت ارقام الناس الذين يرزحون تحت نير خط الفقر، وانتشرت الجرائم والرذيلة في البلاد، بارقام مفزعة، لم نعهدها من ذي قبل، ومن يعمل في الامن يعي ما اقول، واصبح الموت والتسول وحبوب المخدرات والجوع في كل الازقة والشوارع، وانتشر الحسد والحقد والكره بين المجتمع، واصبح الكل يكره الكل الا نفسه، حتى عناصركم وموظفيكم وهم جزء اصيل من هذا الشعب يذبحهم الفقر والجوع كل يوم كما الغالبية، وينتظرون الفرج كل لحظة، ولا يزال الشعب صابرا محتسبا، ويقتات على الامل والوعود والهتافات والشعارات صباح مساء، والعمر يمضي دونما امل، وبعد كل هذا، وها قد اصبحنا اليوم على اعتاب حقبة جديدة تلوح في الافق، يقينا بانها ستزيد الامور تعقيدا، وستعمق الوجع اكثر فاكثر، فنصيحتي لكم قبل فوات الاوان الذي اراه قد فات، ان تدركوا بان سياسة اعادة توجيه الاتهامات ومحاولة تصدير الازمات لم تعد تجدي، ولم يعد ذلك ينفع في التخفيف من وجع الناس في غزة، وعليكم ان تدركوا جيدا بان غزة وكما تعلمون وانتم اصحاب تجربة طويلة هي عبء بالغ الثقل وشديد الوعورة ولا يقوى على حمله اي طرف، ايا كان، غير السلطة التي يظهر في الافق بانها ستترك الجمل بما حمل، و ستترك غزة بالجملة، فلا مصر ولا قطر ولا تركيا ولا غيرها تستطيع تحمل هذا الارث الثقيل من الخراب والدمار والمشكلات المعقدة والمتداخلة والمركبة منذ سنوات، لا تغتروا بوعود هلامية و وهمية من اي طرف، حتى وان خدعكم بجميل الكلام او ببعض الدراهم، فلن يستمر طويلا بالالتزام الصريح والمسؤولية الواضحة تجاه كافة القطاعات الانسانية و الصحية والاجتماعية والتعليمية والبيئية والمائية وغيرها،،،، ارجوكم جميعا اسرعوا لانقاذ ما يمكن انقاذه، قدموا بعض التنازل يا هداكم الله، تراجعوا خطوة الى الخلف، من اجل هذا الشعب المسكين الذي احتضنكم سنوات وهو يصرخ بصمت، كرمال عين تكرم مرج عيون، المعاناه شديدة، و هناك ما يزيد عن مليوني مواطن يذهبون نحو المجهول، ليس بمقدور الشعب تحمل مزيد من المراوغة، ومحاولات كسب الوقت و حروب جديدة او مزيد من الفقر وغياب الامل وضياع العمر، وانا اليوم، اقولها وانا حزين، اخشى ان ياتي اليوم الذي سنندم جميعا فيه، حينما لا ينفع الندم.

اللهم قد بلغت، اللهم فإشهد.

الدكتور / أحمد هشام حلس ....