لماذا إنتصر الباطل و لم ننتصر عليه؟بقلم:عزيز الخزرجي
تاريخ النشر : 2018-03-20
لماذا إنتصر الباطل و لم ننتصر عليه؟بقلم:عزيز الخزرجي


لماذا إنتصر آلباطل و لم ننتصر عليه؟
ألشيطان .. قوى الشيطان المتمثلة بحكومات الأرض هي التي تحكم وتختلق الحروب و الفساد و الضـياع!
أما نحن الفلاسفة فلا حول ولا قوّة لنا بعد ما إنحاز أخوتنا للشيطان القائد (للمنظمة الأقتصادية العالميـة)!
لذا ليس فقط لم ننتصر على الباطل؛ بل سيطر الباطل والفساد والقهر والأرهاب علينا, بعد كل تلك السّنين!
الباطل والفساد والظلم ما زال ينخر فينا و يكفيك نظرة سطحية لمؤسّساتنا و دوائرنا وإقتصادنا وأخلاق و تعامل سياسيّنا وأحزابنا!
و هناك أسباب جوهرية لإنتصار الباطل تتعلق بواقع العراق وطبيعة العراقيين أوّلها و أهمّها؛ أنهم ما زالوا يُعانون آلتيه و اللادين و الضياع والفوضى والفقر والمرض وأخطرها (الأميّة الفكريّة) للأسف بسبب الحُكّام ألمتسلطين ألذين أنفسهم يُعانون آلجهل ألفكري وقلة الحياء, ولا ذنب أعظم من ذنب الجّهل بالمقياس ألكونيّ خصوصا إذا كان المعني حاكماً ومسؤولاً!

يضاف لذلك أسباب أخرى كثيرة و متنوعة و قد بحثناها و عرضناها تفصيلاً لكل المستويات بإسلوب واضح من خلال مئات بل آلاف المقالات و البحوث و الهمسات الكونية التي ما زالت تصدر بإنتظام حيث وصلت لأكثر من 180 همسة, على كل حال .. لم يُوفق الحركيون (ألمتحاصصون للمال) كما البدريون كما حتى جيوش الأسلام الفتية للقضاء على الباطل بدءاً بصدام و أسياده و إنتهاءاً بآلفساد اليوم حتى جاءت أمريكا مع حلفائها لأسقاطه في غضون أيام, و الحمد لله على كل حال .. و التحية و الأجلال لشهداء العراق و المجاهدين .. في كل مكان, رغم كل تلك المحن العظيمة التي شاب لها حتى رؤوس الأطفال.

لقد كانت علاقتي بآلسيد الصدر(قدس) كما السيد محمد باقر الحكيم و أخيه أكثر من مُجرّد علاقة عمل و جهاد و تبليغ أو كتابة بحوث أو نشرات خاصة و مُعمقة حول مختلف ألشؤون و القضايا ضمن نهج الدّولة و وحدات المجلس الأعلى.

لقد كنتُ لولباً نشطاً للمجلس الأعلى كما للحركة الأسلامية العراقية قبلها ناكراً لنفسي وسط عتاوي و حيتان تكشفت بواطنهم بعد عقود .. و أنا  - وأعوذ بآلله من الانا – بقيتُ و عائلتي لحد هذه اللحظة نجاهد معتمدين على أنفسنا رغم الشيب و المرض لأكل لقمة الحلال .. و هكذا كنا من قبل داخل العراق يوم لم يبق معنا معارضاً واحداً بعد إستشهاد أخي المجاهد المهندس محمد فوزي بداخل العراق, لم يبق غيري و بعض المساعدين خصوصاً بعد إستشهاد الكوكبة الأخيرة من (الدّعاة المائة) حيث أوكل قيادة العاصمة و حتى المحافظات لنا بعد ما بتنا بحاجة حتى و لو لمرأة مؤمنة تساعدنا على الأقل في آلتنقلات داخل بغداد ألمأساة لأيصال الأخبار و البيانات, و بآلكاد كنا نحصل أحياناً على ذلك, حتى ضافت بنا بغداد والعراق و كل الأرض فهاجرت و قلبي و معدتي تنزفان دماً من دولة لأخرى مشيا ًعلى الأقدام كآلمجنون .. حتى دخلت إيران بعد إنتصار الثورة لأكون بعد سنة واحدة أوّل من قدح بفكره تأسيس مجلس أعلى للمعارضة العراقية جميعاً لتوحيد شملهم المشتت و مواقفهم الغير المتوازنة وأخيراً تأسيس قوات 9 بدر أثناء (الدورة الخامسة) تضم الأسرى التوابين و المجاهدين و المهجرين داخل إيران.

إشمئزت نفسي و تعجّبتُ لقلة حياء أكثر العراقيين داخل و خارج العراق؛ حين كنتُ أحدّثهم بعد زوال صدام بألقصص و البطولات الفريدة عبر التأريخ كله ضد النظام بفعلنا كذا و فعلنا كذا و جهادنا لوحدنا بلا معين و ناصر سوى الله, لكنهم كانوا يُعلقون في نهاية كلامي و بلا حياء و ضمير و منطق؛ [نحن مثلكَ بآلضبط  فعلنا نفس الشيئ] و أردّ عليهم؛ (و لكني لم أشهدكم حتى في مظاهرات الكاظمية التأريخية و لا عبر التنظيم الحركي الذي كنت أمينه آلعام لعام كامل, كما لم أشهد حتى الحكام الحاليين الذين ظهروا فجأة) و هم يتقاتلون فيما بينهم على السلطة و المال و الحصص؟
لهذا أبغضتم الله بهذا آلكذب الصريح الذي أبغضني أيضا و غيّر وجهة نظري قبال العراق كله؛ و لذلك  لم ينتصر الشعب كله على صدام الباطل حتى سخر الله الأمريكان لذلك بعد ما شغل الظالمين بآلظالمين!
و اليوم أيضا لا يُمكن أن ننتصر مع حال الحكام ألمتحاصصين والمحكومين أللامنطقيين .. و بذلك ستتعاظم المأساة لأن الله تعالى لا ينصر حكومة و شعباً أصرّ على الباطل و أهمل حقّ أهل البيت و من جاهد على نهجهم.

حتى وصل الأمر أخيراً بآلمدعو (إعْبيد) و (إعْبيس) لأن يفتي بلا حياء و ضمير: [نحن وحدنا نمثل أهل البيت(ع)] و أتساأل:
هل أهل البيت(ع) حاشاهم كانوا مثلكم يسرقون؟ هل كانوا يهضمون حقّ المجاهدين المؤمنين؟ هل كانوا يُكذّبون؟ هل و هل؟
أهل البيت(ع) و على رأسهم عليٌّ الأعلى لم يأخذ لنفسه إلا بقدر راتب أفقر أنسان في الأمة .. رغم إنه كان يحكم إمبراطورية مكونة من 11 دولة لا دولة و لا دولتين وقتها, وأنتَ الجاهل مُجرّد عضو برلمان تأخذ مئات أضعاف ما يأخذه الفقير .. إن كان له راتب!؟

أمّا قضية تأمين رواتب(ألدّعاة) سنة 1981 بسببي - بعد أن جمعتُ لهم آلتبرّعات الكثيرة ولأول مرة من الشعب الأيراني المعطاء؛ فتلك قصة أخرى مؤلمة لا تُنسى أيضا .. لكن سرعان ما تنكر لها (دعاة السلطة اليوم) بعد السقوط , بل و قطعوا راتبي كما قطعه صدام اللعين عام 1979م و سأنشرها تفصيلاً  في الوقت المناسب .. لتروا كم من الحيف وقع علينا من العدو و الصّديق للأسف, لهذا لا مستقبل للعراق بسبب اللامنطق و الفساد و الظلم و التنكر للمجاهدين الحقيقيين و مساواة الأخضر بآليابس كما يقول المثل العراقي و المشتكى لله!
و رحم الله الشهيد ألصدر الذي هو آلآخر عاش فقيراً كما أيّ طالب في حوزته العلمية بحق, و عذراً لكل شهداء الحركة الأسلامية و المجاهدين في بدر الذين ضحوا من دون أن يُعرف حقهم للأسف و لا حول و لا قوة إلا بآلله العلي العظيم.

الفيلسوف الكوني/عزيز الخزرجي