مسيرة العودة وسبل نجاحها؟ بقلم أماني رباح
تاريخ النشر : 2018-03-19
مسيرة العودة وسبل نجاحها ؟
بقلم/أماني رباح
مادمنا نتحدث عن مسيرة إذا هي تندرج تحت إطار السلمية والعودة تحتاج إلى مقاومة ولكي تكون مسيرة للعودة لا بد وأن مقاومة سلمية .
إن كانت هذه القاعدة التي ستنطلق من خلالها المسيرة فنحن نسير بالاتجاه السليم .
ولضمان استمرارها لابد من الابتكار والابداع في طرق المقاومة الشعبية خلال مسيرة العودة .
إن اتجهت المسيرة نحو السياج دون ضبط لها فلن تكون مسيرة والصورة الإعلامية ستكون شهيد وعدد من الجرحى(أخبار النمط القديم الذي وللأسف لم يكن كالسابق) فالدماء في سوريا والعراق واليمن سيحاولون مشابهة الخبر وللأسف .
الدعوة شبابية وهذا أحد ركائز النجاح، رغم المباركات من بعض الأقطاب دون تبني رسمي من الفصائل، والحديث كيف ستؤمن وتشارك وتدعم هذه المسيرة، على الرغم من مشاركة الشباب من كل الفصائل، لكن ربما هي محاولة اختبار بالون المسيرة، إن استمرت لليوم الثاني سنأتي بقياداتنا لتفقد الشباب في خيمهم، والبعض سيبدأ بإمداد الشباب بالطعام وسبل البقاء، سيكون لكل فصيل عيونه من الشباب داخل مسيرة العودة يقيم الحالة، إن استمرت أسبوع سنسمع خطاب هنا وتصريح هناك .
وأذكر في اللقاء الأخير للسنوار حينما طرحت مثل هذه الفكرة فكان داعما بحديثه عبر المايك وأن كتائب القسام ستكون داعمة للشباب وتؤمن وجودهم(كان اقتراح من أحد الشباب) اثنى عليه السنوار ووعد بذلك .
استبعد أن تقترب القسام من هذا المشهد فهذا خيار شبابي سلمي ومايتبونه هو الخيار المسلح، إن انسجموا مع هذه الدعوة السلمية فهم يقتريون من رؤية السيد الرئيس محمود عباس، أيضا مستبعد فقبل أيام في مؤتمر العودة إلى القدس الذي عقد في بيروت كل الكلمات التي قدمت وعلى رأسهم كلمة رئيس المكتب السياسي لحماس(اسماعيل هنية) الذي أكدوا على خيار واحد المقاومة المسلحة ولا خيار آخر .
إذا هل هؤلاء الشباب الداعي للمسيرة المطعم من كل الاحزاب جس نبض لحجم الحدث، رغم سماعنا للكثيرين يتحدثون عنها ووسائل الإعلام بدأت تنشر الأخبار وتقول عنها المسيرة الضخمة والتي تأتي قبل يوم من ذكرى الأرض.
هذه المسيرة هي محاولة من الشباب الفلسطيني لتصويب البوصلة في قطاع غزة رغم ابتعاد حبل وصل المصالحة الذي اقترب ومن تم تلاشى، هي دعوات شبابية مباركة خاصة بعد قرار ترامب بإعلان القدس عاصمة ل_إسرائيل _ ونقل سفارة الاحتلال للقدس، هو يتصدر المشهد ويثبت بأن الشعب حي بشبابه وهو من سيدافع عن أرضه في يوم الأرض، الإبداع في هذه المسيرة مطلوب ومهم والتأكيد على سلميتها وعدم حرف هدفها الرئيس وأن تصل الرسالة عبر وسائل الإعلام وتأكيد شعبنا على حقوقه باللغة التي يفهمها العالم، وليس اللغة التي سيتفزنا بها الاحتلال.
وأود ذكر تجارب شبابية كانت بدايتها واضحة مليئة بالتحدي والحماس، ظهر على الشباب حب الزعامة المبكرة واستغلال الحدث في مكاسب شخصية ومحاولات استقطاب على اعتبار أن هذا الشاب أو ذاك يسيطر على زمام المسيرة ومن فيها فيبدأ هنا السقوط في وحل جني الوهم قبل نضوج الفكرة الأولى، فهنا للشباب جميعا انت تقود لأجل فلسطين، إياك وأن تنغر بكثرة وسائل الإعلام التي ستلتقط لك صورا، ركز على الهدف الأساسي، ستسمع كلمات الثناء وتضخيم شأنك، أنت لازلت بالساعة الاولى من المسيرة، من يقظ من إغراء هنا أو هناك، إن كنت على سلم المسيرة ستجد من يآزرك ويقف جنبك هاتفا لفلسطين والعودة، يحاول أن يبادل الافكار لا تجعل الغرور يأخذك وتقول ماذا يريد منا هذا وذاك العجوز، استمع النصائح والمشورة فهم قد مروا بمثل هذه التجارب ولهم تاريخ نضالي طويل، لايغرنك المشهد وتغغل عينك عنهم، كاثفوا جهودكم لنجاح المسيرة واستمراها بالابداع، زراعة الأرض مساندة المزارعين حرث الأرض بالون كتب عليه اسم فلسطين، إعلام فلسطين تزين المكان، إحياء ثرات، والكثير الكثير ورسائل دولية، لاتستمعوا لأحد يرفع السماعة ليحدثكم بالعربية الثقيلة، كونوا فلسطينيين واعملوا لأجلها ✌✌