فن الهوية في ملتقى بصمات التشكيليين العرب الخامس عشر
تاريخ النشر : 2018-03-17
فن الهوية في ملتقى بصمات التشكيليين العرب الخامس عشر


بشرى بن فاطمة
كاتبة وصحفية تونسية
 
فن الهوية في ملتقى بصمات التشكيليين العرب الخامس عشر

لأن الفنان انعكاس الصورة الراسخة في ثبات حضوره وهويته ولأن الهوية تعبير عن الذات ومقصد ثابت للتغيير الأفضل في المجتمعات فإنها الركيزة الأولى التي تثبت قيمة أي عمل فني بتعبيراته الخالدة التي تعكس الخصوصي
 وفي التعبير الفني التشكيلي توثيق جمالي بصري لكل حضور ثابت في الهوية، ومن خلال هذا التفاعل انبثق ملتقى "بصمات التشكيليين العرب" الخامس عشر بالقاهرة والذي حمل عنوان "فن الهوية" افتتح بقاعة جريدة الأهرام للفن بشارع الجلاء، بمعرض فني تشكيلي دشنه الفنان الدكتور أحمد إبراهيم ضيف شرف الملتقى بحضور مؤسس الفكرة والقوميسير العام لجماعة بصمات الفنان التشكيلي والناقد وحيد البلقاسي وبمشاركة 14 دولة عربية مثّل هذه الدول قرابة 259 فنانا تشكيليا شاركوا في مجال الرسم والتصوير الفوتوغرافي والنحت و الجرافيك وجاءت المشاركة السعودية بـ 60 فنانا كأكبر مشاركة فنية عربية في مختلف الفنون بدعم من الفنان محمد الحربي عضو اللجنة العليا والتحكيم لجماعة بصمات التشكيليين العرب ورئيس لجنة الفنون بجمعية الثقافة والفنون السعودية والذي أوضح أن مثل هذه المعارض الدولية تساهم في تنشيط الحركة الفنية والتشكيلية عربيا وفي المملكة من خلال تبادل الخبرات المحلية والعربية والدولية وتعارف مباشر بين المشاركين والاطلاع على الأساليب والتقنيات الفنية الجديدة وقد تميّزت المشاركة السعودية بالبصمة الفنية العاكسة للانتماء السعودي بكل الخصوصيات الحياتية المجسدة في العادات والتقاليد من خلال الرسم والخامات المعتمدة خشب قماش ألوان رمل ومن خلال الصور الفوتوغرافية التي قدّمت مشاهد من السعودية.
 

أما الحضور التونسي فقد كان ملفتا من خلال الأعمال التشكيلية المقدمة والتي تمثلت في مشاركة الفنانة التشكيلية عايدة كشو التي قدّمت لوحة متنوعة الأسلوب التجريدي والرمزي كإبداع نسائي تونسي من خلال تقنية اللوحة والأسلوب حيث عايشت الذاكرة والطفولة الطبيعة والخصوصية والهوية التونسية بلمسات ركّزت على العلامات البصرية والرمزية الخاصة باللون والموتيفات ذات الطابع التونسي حيث التواصل الحسي مع اللون المفتوح على الطبيعة بتآفقاته التعبيرية.
 

وقد عكست التجارب المعروضة خصوصية فردية وجماعية التقت على الثقافة والتنوع والحضور الراسخ في الأرض التي تعلّم منها الفنان أسس احتواء الطبيعة ومداعبات المواسم بتلاوينها كمحاكاة سردية جمعت المغرب والمشرق والخليج العربي كعلاقة وصفية للمشاعر والأحاسيس والأفكار تعبيرا عن الذات والهوية تاريخا حضارة عادات ومعايشات إنسانية التوجه تماست في الطبيعة من عمق البحر إلى اتساع الصحراء وارتفاع الجبال فتلاحمت بالفن على الفكرة التي عكست البصمة المتفردة بجمالياتها.
 

ويعتبر هذا الملتقى الذي انطلق في 11 مارس إلى 16 من نفس الشهر فرصة للتواصل العربي الفني وتبادل الخبرات والمفاهيم الفنية والقيم الإنسانية القائمة على الإخاء والتسامح والتواصل الإنساني الراقي وتوحيد الشعوب على فكرة التنوع الجمالي والاقتراب الثقافي إضافة إلى تشجيع التجمع العربي الفني والتلاقي على الإبداع الإنساني وترك بصمة تعكس خصوصية كل بلد ما يحفز على السياحة الفنية.


وقد تم خلال هذا الملتقى تكريم الفنانين المشاركين بدروع وشهادات تقدير وميداليات.