الدراما المكسيكية تغزو بيوتنا نتيجة لقرارات سياسية بقلم:شيرين صندوقة
تاريخ النشر : 2018-03-14
الدراما المكسيكية تغزو بيوتنا نتيجة لقرارات سياسية بقلم:شيرين صندوقة


الدراما المكسيكية تغزو بيوتنا نتيجة لقرارات سياسية

شيرين صندوقة

 -ماذا بعدا أن أوقفت مجموعة قنوات "MBC" عرض جميع المسلسلات التركية عبر شاشاتها دون سابق إنذار، وماذا عن موجة الغضب التي سادت في البلدان العربية من محبي وعشاق ومتابعي هذه المسلسلات؟! كيف ستشبع ادارة الـ "MBC" تعطش المشاهد لمشاهدة دراما جديدة؟!
نور ومهند، سنوات الضياع ووادي الذئاب وغيرهم الكثير، من منا لم يشاهد بشغف ويتابع هذه المسلسلات المدبلجة التي بثت للمرة الأولى في العام 2007 وكانت تجمع العائلة بكافة اعمارها على امتداد العالم العربي.

منذ حينها نُشرت الكثير من الدراسات والمقالات حول تأثير هذه الدراما على افراد المجتمع وبالأخص فئتي الأطفال والشباب فقد تركت اثرا سلبي أكثر منه إيجابي لا يستهان به بما تقدمه وتحمله من فكر وثقافة محملة بقيم غريبة وأساليب للحياة الاسرية غير معهودة في أواسط المجتمع العربي والإسلامي.

اليوم وبعد ان توقف بث هذه الدراما التركية لأسباب سياسية بعد ان  أمر الأمير محمد بن سلمان بوقف عرضها لإرسال رسالة سياسية إلى تركيا، التي أبدت بدورها امتعاضا شديد بشأن هذا القرار، كان لا بد من إدارة الـ "MBC" أن تقوم بملء الفراغ الذي تركته، فقامت ببدء بث المسلسلات المكسيكية المدبلجة رويدا رويدا للمشاهد.
الدراما المكسيكية ليست بجديدة فعليا على المشاهد العربي، فقد اجتاحت موجة هذه المسلسلات الفضائيات العربية في منتصف التسعينات وقد سيطرت على الساحة لوقت طويل قبل أن تستبدل بالدراما التركية التي تم دبلجتها للغة السورية التي كانت أقرب لأذن المتابع من اللغة العربية الفصحى مما أعطى الثانية حق التفوق.

ها هي الدراما المكسيكية تتألق من جديد وتغزو كل بيت عربي محملة بقصص أكثر انفتاحا من الدراما التركية، ولا تمت بصلة للعادات والتقاليد المتوارث عليها من قبل المجتمع العربي والإسلامي وبعيدة كل البعد عن أي ارتباط بحياتنا اليومية.

هذه المسلسلات والتي تم "تشفير" مقاطع كثيرة من حلقاتها – على اعتبار انها غير أخلاقية -سيكون نتائجها وخيمة على مجتمعنا وبالأخص على فئة الشباب الذين بدورهم سيقومون بالبحث عن هذا المسلسل عبر مواقع التواصل الاجتماعي لرؤية المسلسل كاملا دون مقاطع محذوفة – فهذه المواقع كما نعلم ليس عليها رقابة.

ان كل فضائية تمتلك رؤيا ورسالة معينة عبر بثها للمستقبل، فترى ما هي الرسالة من بث مثل هذه المسلسلات وهل فعلا نجحت إدارة هذه الفضائية بتلبية حاجة المشاهد ؟!
 أعتقد أن إدارة فضائية الـ "MBC" قد اقترفت خطئا كبيرا عند وقفها لبث الدراما التركية أولا ولبثها الدراما المكسيكية كبديل ثانيا، فالشارع العربي ابدى استياءه عبر تغريدات نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي منها الـ "Facebook" و "Twitter" .
بالنهاية نتسائل  هل يمكن لسياسيين اتخاذ قار في شأن ما يشاهده الناس؟!