رحل رجل المواقف والمروءة بقلم: أسامة فلفل
تاريخ النشر : 2018-03-14
رحل رجل المواقف والمروءة بقلم: أسامة فلفل


رحل رجل المواقف والمروءة

كتب /أسامة فلفل

قال تعالى :وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ"

 صدق الله العظيم

فقدت الحركة الرياضية الفلسطينية فارساً وقائدا من فرسانها العظام ورمزاً من رموز الوطن الرياضية المغفور له سليم المصدر الذي ظل في خدمة الوطن والحركة الرياضية الفلسطينية منذ ريعان شبابه وظل ملتزماً بقواعد الانتماء الوطني والرياضي ، حيث كان راهب الحق والعدل نصير المظلومين.

قاد المسيرة الرياضية الفلسطينية في أصعب الظروف بحنكه واقتدار، وقفز فوق جراح الحصار والاستهداف ليحتفظ لشخصيته الوطنية بوجودها في نضاله، وليقود المسيرة العطرة مع زملائه المناضلين الوطنيين من كل محافظات الوطن الفلسطيني.

كان الفقيد الراحل أبا حازم يمثل عنوانا بارزا لمنظومة الرياضة الفلسطينية بكل مستوياتها واتجاهاتها ، كان الأمين على مقدراتها وانجازاتها ومكتسباتها.

أعطى بلا حدود وقدم الكثير من أجل رفعة الوطن ومنظومته الرياضية الفلسطينية ،ظل قلبه معلقا بنبض الحركة الرياضية حتى وفاته.

إنني أعزي نفسي اليوم قبل أن أعزي الحركة الرياضية الفلسطينية وجموع الرياضيين في الوطن الحزين على فراق القائد والإنسان الذي غرس قيم الانتماء والالتزام للوطن والرياضة الفلسطينية وأعزي الشعب الفلسطيني كله الذي يتوشح بالسواد لغياب هذا الإنسان الذي تعلمنا منه كيف يكون الانتماء للوطن خالصا بلا أوسمة أو نياشين، وكيف تكون التضحية الصامتة طريق لعبور التحديات وصناعة الانجازات.

ونحن إذ ننعى الفقيد إنما ننعى إنسانا وطنيا ساهم في تشكيل وكتابة تاريخ الوطن الرياضي الحديث كمثقف وقائد رياضي ،لقد تميز أبا حازم بسعة الأفق والانفتاح على الآخرين وظل يحظى باحترام واسع وبرحيله يفقد شعبنا الفلسطيني ومنظومته الرياضية  رمزا من رموزه الرياضية والوطنية التي قلما يجود بها الزمان.

نعم عندما نكتب عن رجل كريم وإنسان عظيم في سلوكه ومواقفه وأفعاله عرفته ساحات وميادين الوطن بانتمائه الكبير وعطاءه الموفور لا نكتب بحبر القلم بل نكتب بدمع العيون وبدماء القلوب، فعذرا إن ظهرت بعض الجراح على السطور.

فالفقيد الراحل أبا حازم يستحق منا جميعا أن نجله ونشير إليه بالبنان فهو من سطر قصص وحكايات ستبقى تتحدث عن مآثر إنسان عظيم ، أصبح مضرب للأمثال في الوفاء والعطاء وصدق الانتماء للوطن العزيز ومنظومته الرياضية.

ختاما ...

ما أقسى أن أكتب إليك أخي أبا حازم في هذا الظرف، وأعلم أن كلماتي تلك حتما لا تطالعها عيناك، ولكن ما أتيقن منه أن حديث القلوب متصل بيننا ويربطنا رغم الفراق وقد تعودت يا أخي ويا قرة عيني أن أزورك دوما مع أحبابك حسن صلاح وإسماعيل المصري أبو السباع وإيهاب أبو الخير فيأتيني شكرك على الفور، مواقف قليلة تلك التي أجد نفسي فيها عاجز عن التعبير، وأجد لساني وقد تعطل، ويدي وقد أصابها الخدر، أعيش هذه المواقف الآن ، فالكلمات تقصر أحيانا عن ترجمة المشاعر، ولكن عزائي أخي أبا حازم أن روحك الطاهرة ستبقى خالدة في قلوبنا ولن ننساك للأبد.