مسيرات العودة الكبرى
بقلم خميس فضل بكر - أسير محرر وباحث مختص في الشأن الإسرائيلي
ما حدث يوم 15 أيار عام 2011 و إقتحام الشباب الفلسطيني و العربي لخطوط الهدنة عبر بوابة فاطمة من لبنان و عين شمس من الجولان السوري و بالتنسيق مع الشباب في الأردن الذين كانت واجهتهم جسر اللنبي ، إلا أن الحكومة الأردنية غيرت مسارهم نحو الحدود الواسعة و المترامية الأطراف أضعفت تحركهم رغم إقتحام البعض منهم و دخولهم الأراضي الفلسطينية وكان سهل إرجاعهم و السيطرة عليهم بالمقابل الشباب اللذين عبروا من البوابة اللبنانية و السورية نجحو إلى حد ما و إستطاع نفر منهم الوصول لبيت أبيه و أجداده وهذا شاهدناه على شاشات التلفزة الصهيونية .
هذا المشهد الذي رسمه الشباب الفلسطيني و العربي و مناصري القضية الفلسطينية و الذي رسمه الشباب عبر تجمعاتهم و عبر مؤسساتهم لم يتكرر و لكن دفع الإدارتين الأمريكية و الإسرائيلية لدراسته بعمق ، و قدم الأمريكان سيناريو إنتهاء دولة إسرائيل و يتضمن التالي " عليكم أن تعدوا العدة و الخطط الاستباقية حيث أن لو حصل تحرك يدعو للعودة هنا ستنتهي دولة إسرائيل ، عليكم التوقع أنه لو عاد ملايين الفلسطينيين سلميا و برايات بيضاء و إقتحموا البوابات من معبر بيت حانون و ترقوميا و عين شمس و فاطمة و اللنبي و معهم أطفالهم و نساؤهم ماذا ستفعل إسرائيل ؟ و كم ستقتل وترتكب من الجرائم و الحماقات ! و نحن بعصر الفضاء و الصورة .نعتقد إن نجحوا ستنتهي دولة إسرائيل."
هذا السيناريو عكفت عليه مراكز الدراسات و الأبحاث الإستراتيجية في إسرائيل لدراسته و وضع الحلول المناسبة له.
الآن ومنذ ثلاث شهور وعبر مواقع التواصل الإجتماعي أدعو لمسيرات العودة الكبرى و هي ليست من بنات أفكاري بل جرى تنفيذها سابقا و أثبتت نجاعتها و هذه الدعوة تلقفتها بعض المؤسسات و مراكز الأبحاث و بدأت العمل على إنجاحها و ترافق دعوتي دعوات عديدة و لكي ننجح يجب وضع المحددات التالية :
أولا/ إيجاد مرجعية وطنية قادرة و صادقة و قائدة لهذه المسيرات لرسم توجهاتها .
ثانيا/ التحشيد الإعلامي و الإعداد و التجهيز و العمل من الان لخلق مناخات تتهيأ لهذا الحدث الكبير.
ثالثا/ رفض أي دعوة لنشر الناس عبر الحدود المصطنعة لأنه سيسهل قمع الناس والسيطرة هليهم.
رابعا/ الدخول عبر البوابات المصطنعة و تحديدها وهي : فاطمة _ لبنان ، بيت حانون _ غزة ، ترقوميا _ الضفة الغربية ، اللنبي _ الأردن ، عين شمس _ الجولان المحتل .
إن دولة إسرائيل دولة أبارتهايد كولونيالية ، وما نريده كفلسطينيين نريد العودة إلى مدننا و قرانا و لن تمارس تطهيرا عرقيا كما مارسته دولة الابارتهيد عام ١٩٤٨ نريد العودة و التعايش السلمي و بناء دولة فلسطين الديمقراطية ليعيش كل سكان الأراضي الفلسطينية بسلام على هذه الأرض.
مسيرات العودة الكبرى بقلم خميس فضل بكر
تاريخ النشر : 2018-03-14