مسيرات العودة الكبرى بقلم خميس فضل بكر
تاريخ النشر : 2018-03-14
مسيرات العودة الكبرى بقلم خميس فضل بكر


مسيرات العودة الكبرى
بقلم خميس فضل بكر - أسير محرر  وباحث مختص في الشأن الإسرائيلي

ما حدث يوم 15 أيار عام 2011 و إقتحام الشباب الفلسطيني و العربي لخطوط الهدنة عبر بوابة فاطمة من لبنان و عين شمس من الجولان  السوري و بالتنسيق مع الشباب في الأردن  الذين كانت واجهتهم جسر اللنبي ، إلا أن الحكومة الأردنية  غيرت مسارهم نحو الحدود الواسعة  و المترامية الأطراف  أضعفت تحركهم  رغم  إقتحام البعض منهم  و دخولهم  الأراضي الفلسطينية وكان سهل إرجاعهم و السيطرة عليهم بالمقابل الشباب اللذين  عبروا من البوابة اللبنانية  و السورية نجحو إلى حد ما و إستطاع  نفر منهم الوصول  لبيت  أبيه  و أجداده  وهذا شاهدناه  على شاشات التلفزة  الصهيونية  .
هذا المشهد الذي رسمه الشباب الفلسطيني و العربي و مناصري القضية الفلسطينية  و الذي رسمه الشباب عبر تجمعاتهم و عبر مؤسساتهم لم يتكرر و لكن دفع الإدارتين الأمريكية و الإسرائيلية  لدراسته بعمق ، و قدم الأمريكان  سيناريو إنتهاء دولة إسرائيل و يتضمن التالي " عليكم أن تعدوا العدة و الخطط الاستباقية حيث أن  لو حصل تحرك يدعو للعودة هنا ستنتهي دولة إسرائيل  ، عليكم التوقع أنه  لو عاد ملايين  الفلسطينيين  سلميا و برايات بيضاء و إقتحموا البوابات من معبر بيت حانون و ترقوميا و عين شمس و فاطمة و اللنبي و معهم أطفالهم و نساؤهم  ماذا ستفعل إسرائيل ؟ و كم ستقتل وترتكب من الجرائم و الحماقات  ! و نحن بعصر الفضاء و الصورة .نعتقد إن نجحوا ستنتهي دولة إسرائيل."
هذا السيناريو عكفت عليه مراكز الدراسات و الأبحاث  الإستراتيجية في إسرائيل لدراسته  و وضع الحلول المناسبة له.
الآن  ومنذ ثلاث شهور وعبر مواقع التواصل الإجتماعي أدعو لمسيرات العودة الكبرى و هي ليست من بنات أفكاري بل جرى تنفيذها سابقا و أثبتت  نجاعتها و هذه الدعوة تلقفتها بعض المؤسسات و مراكز الأبحاث  و بدأت العمل على إنجاحها و ترافق دعوتي دعوات عديدة و لكي ننجح يجب وضع المحددات التالية :
أولا/ إيجاد مرجعية وطنية قادرة و صادقة و قائدة لهذه المسيرات لرسم توجهاتها .
ثانيا/ التحشيد الإعلامي  و الإعداد  و التجهيز و العمل من الان لخلق مناخات تتهيأ لهذا الحدث الكبير.
ثالثا/ رفض أي دعوة لنشر الناس عبر الحدود المصطنعة لأنه سيسهل قمع الناس والسيطرة  هليهم.
رابعا/ الدخول عبر البوابات المصطنعة و تحديدها وهي : فاطمة _ لبنان ، بيت حانون _ غزة ، ترقوميا _ الضفة الغربية ، اللنبي _ الأردن  ، عين شمس _ الجولان المحتل .
إن دولة إسرائيل  دولة أبارتهايد كولونيالية ، وما نريده كفلسطينيين نريد العودة إلى مدننا و قرانا و لن تمارس تطهيرا عرقيا كما مارسته دولة الابارتهيد  عام ١٩٤٨ نريد العودة و التعايش  السلمي و بناء دولة فلسطين الديمقراطية ليعيش كل سكان الأراضي الفلسطينية بسلام على هذه الأرض.