الإخـوان بـــين مــبــارك والـســيـســي بقلم:حسن زايد
تاريخ النشر : 2018-03-14
الإخـوان بـــين مــبــارك والـســيـســي بقلم:حسن زايد


الإخـــــــوان
بـــين مــبــارك والـســيـســي

لاريب أن إخوان مصر مبارك بخلاف إخوان مصر السيسي . ولا ريب ان مصرمبارك بخلاف مصر السيسي . وذلك لأن الأوراق قد تكشفت ، والأسرار قد انفضحت ، والعلاقات قد تبينت ، والعلائق قد جري ربطها ، وانكشفت ملامحها العنكبوتية ، ونهايتها الطرفية .
فإخوان مصر مبارك كانوا جماعة محظورة شكلاً ، موجودة ، وفاعلة ، ونشطة فعلاً . أي أن مبارك كان متواطئاً مع الجماعة ، والجماعة راضخة للنظام في آن معا .
فمنذ أفرج السادات ـ لأسباب سياسيىة ـ عن قادتهم من سجون عبد الناصر ، حتي أطلق أياديهم في أحشاء المجتمع ، يقلبون فيها يمنة يسري علي مدار فترة حكمه . وربما الأسباب السياسية كانت بقصد إحداث التوازن السياسي مع الإتجاه اليساري الذي كان سائداً إبان الفترة الناصرية . وربما يكون قد أحدث ميلاً في الموازين لصالح الإتجاه اليمني ، ضد الإتجاه اليساري الذي فشل في الإلتجاء إلي نفس الآليات والأدوات والكوادر ، التي توافرت بالفعل لٌلإتجاه اليميني . بالإضافة إلي ميل مسبق لدي القيادة السياسية للإتجاه اليميني .
وظلت تلك العلاقات غير متوازنة منذ البدء ، وحتي نهاية فنرة حكم مبارك . فبعد اغتيالهم للرئيس السادات ، ترك لهم مبارك حبل المجتمع علي الغارب . فقد ترك لهم التعليم ، من مستوي ما قبل التعليم الأساسي ، والمرحلة الإعدادية ، مروراً بالمرحلة الثانوية والجامعية ، وانتهاء بمرحلة ما فوق التعليم الجامعي .
والإهتمام بمراكز الشباب والساحات الشعبية والمناطق الشعبية ، والإهتمام بالإحتياجات الضرورية في حدودها الدنيا . وذلك يعني أن الدولة المصرية قد تخلت عن دورها تماماً لصالح الجماعة .
وليت الفعل / الدافع هو الإسلام ، وإنما المستهدف هو شراء الولاءات ، حتي أنه يمكن القول بأنهم قد نجحوا بالإستيلاء علي المجتمع واستلاب إرادته ، ليس لسلامة دعوتهم ، وإنما لميل طبيعي في سليقة المصري تجتذبه في اتجاه الدين .
وظل الوضع قائماً في تلك العلاقة الشائهة بين الدولة والجماعة ، حتي تيسر للجماعة ـ مع مرور الوقت ـ  التغلغل داخل مؤسسات الدولة ، والوصول للحكم عن طريق المشاركة السياسية الحزبية ، فشاركوا الوفد ، واستولوا علي حزب العمل الإشتراكي ، وفاوضوا النظام علي عدد المقاعد البرلمانية ، مقابل سكوت الجماعة علي فساد النظام  ، وتمرير التوريث ، والتعايش الموبوء فيما بينهما .
وهنا يتأتي التساؤل : هل إخوان مصر ، ومصر مبارك ، هم إخوان مصر، ومصر السيسي ؟ !
بالقطع البون بينهما قد اتسع علي مصاريعه علي نحو يصعب معه لملمة الفتوق علي الرتوق . فإخوان المرحلة الإنتقالية ، الربيع خريفية ، بين الرئيسين ، وضعت الإخوان تحت الشمس ، فبانت الحقائق وتمحصت ، وتعرت السوءات وتكشفت ، وخرجت الصراصير والديدان ، وهاجت الخفافيش والغربان . واستغاث الناس بمن يرفع عنهم بلاءات الإخوان وداءاتهم . فكانت ثورة 30 يونية ،التي قام بها المجتمع ضد حكم الإخوان ، ونظام المرشد ، بإرادة مصرية خالصة تحت حماية القوات المسلحة . ولم تقم الثورة ضد الإخوان من قبيل التسلية والترف ، أو رغبة المجتمع في التغيير لمجرد التغيير ، وإنما لما ارتآه من وجه قبيح ، وما لمسه من مسالك متعالية انتهازية باطشة بطش الجبارين .
وقد فقد إخوان مبارك المناطق العشوائية واحتياجاتها الضرورية والملحة ، بدخول دولة السيسي لهذه المناطق ، وتغطية احتياجاتها ، ونقلها نقلة نوعية فارقة ، يتعذر علي قدرات الجماعة النهوض بها . وقد كان النتاج الطبيعي خوض غمار مراكز الشباب وما تحتاجه وتفتقر إليه ، والولوج إلي المناطق والساحات الشعبية ، والإرتقاء باحتياجاتها الضرورية .
وقد أفضي تدخل الدولة في مراحل التعاليم المختلفة إلي تآكل دور الجماعة في مجال التعليم ، وتقزم دورها الفاعل في هذا المجال .
وقد كان من الفوارق الفارقة بين إخوان مبارك ، وإخوان السيسي ، فقدان إخوان مبارك للجلد الناعم الملمس الذي كانت تتبدي به في تعاملها مع البشر . أما إخوان السيسي فقد تخلوا عن تلك النعومة ، وبدت خشونتهم ، حين كشفوا عن حقيقتهم بإعلان حربهم علي الدولة ، وقد جمعوا قضهم وقضيضهم ، سياسياً ، واقتصادياً ، وإعلامياً ، وعسكرياً . وفي ذات الوقت أعلنت الدولة حربها علي إرهاب الجماعة ، وتجييش المجتمع لمواجهة أطراف المؤامرة الإقليمية والدولية ، والتي تمثل الجماعة و امتدادها مخالب القط لها .
وقد فقدت الجماعة بذلك قواعدها الإجتماعية أثناء معركتها مع الدولة وذلك دون حرب ، وذلك لأن أي خسائر للدولة في الأفراد والمعدات يعد خصماً من رصيدها ، وخصماً بالضرورة من رصيد الجماعة .