من المستفيد من محاولة إغتيال رئيس الوزراء بقلم خميس فضل بكر
تاريخ النشر : 2018-03-14
من المستفيد من محاولة إغتيال رئيس  الوزراء بقلم خميس فضل بكر


من المستفيد من محاولة إغتيال رئيس  الوزراء

بقلم خميس فضل بكر _  أسير محرر  وباحث مختص في الشأن الإسرائيلي

أعتقد أن لا مندوحة من تكرار الموقف أو  اجترار  الماضي لكن للتذكير ،إن ما حدث بتاريخ  13/6/2007  أخطر بكثير على الشعب الفلسطيني  مما حدث بتاريخ  15/ أيار 1948 و ما قبله و ما تلاه من تطهير عرقي بحق الشعب الفلسطيني ، لكن بأيام النكبة  بقي  المجتمع  متماسكا  رغم تشتته و ضياعه  و لكن بعد ما حدث  من إنقسام  فلسطيني فلسطيني عام 2007 دمر النسيج الإجتماعي  و بالتالي  ما زلنا نعاني  منه و سنعاني  منه  لعقود  قادمة  و منذ ذلك التاريخ و للحظة الراهنة  تجري  جهود  حثيثة  لرأب  الصدع و إستعادة اللحمة و لقاءات  مكوكية وضغط شعبي  من أجل إنهاء الإنقسام  بمحطاط  مختلفة  و بعواصم عديدة.

يبدو بعد انتخاب  قيادة  جديدة  لقيادة حماس  تمثلت  بالسنوار  و العاروري  و هنية  وبرزت  جدية  هذه القيادة  بالتوجه  نحو المصالحة  وهذا  تجلى  واضحا  في تصريحات و تحركات  السنوار و بدأت الرعاية  المصرية  جادة  و حازمة  في تحقيق هذه المصالحة  من أجل  ضمان  أمنها  الاستراتيجي  و لتبقى  لاعب رئيسي  و مهم في الإقليم  و حماية أمنها الجيوسياسي  و مسؤلياتها  المتمثلة  من مكانتها  كرأس للرمح العربي.

لكن الأمر  برمته  يتعلق  بمدى الإرادة  الفلسطينية  و للحظة لم تتبلور  إرادة  فلسطينية  كافية لإنهاء الانقسام ، و بداخل  كل حزب يوجد تباين  بالموقف ، حماس مثلا  موقف السنوار واضح و جلي لكن جماعات المصالح  المستفيدة (القطط السمان) التي صنعها الانقسام  و الامتيازات  و المواقع  التي يمتلكونها  ترفض  رفضا  مطلقا  المضي قدما نحو المصالحة  و الإنتخابات  خشية هلى مصالحها و مراكزها  و هذه الفئة لا تتوانى عن إرتكاب  حماقات  معينة و بالتالي  لا أعتقد  أنها  ستذهب  لتفجير  موكب رئيس الوزراء .

أما في داخل حركة فتح  و الخلاف ما بين الشرعية و التيار  فكلاهما  معا بعيد عن ثقافة  الدم و مربعاته  و أعتقد  لا إستفادة  حقيقية  لهم  من استهداف  الموكب  ، و إن التيار  الإصلاحي  لديه من مكونات  القوة و ميكانزماتها  بما يكفي  لعرقلة  أي  مشروع  سواء  هنا أو  بالضفة  الغربية  و أعتقد جازما أن عصفا ذهنيا  يحدث  داخل التيار الإصلاحي  بحركة  فتح  ربما ينتج  عنه في الأيام  القادمة حزبا سياسي  يشتق مجراه  .

لا أجافي الصواب  إن قلت إن أيدي  فلسطينية  هي التي زرعت العبوة أو العبوات  لكن الفاعل الرئيس  و المحرك الأساسي  هي دولة العدو  الصهيوني إسرائيل  لأنها  الوحيدة  المستفيدة من بقاء حالة الانقسام  و إدماؤها  و إستدامتها  لأنها  بهذه الحالة  تتخلص  من استحقاق  الدولة  و العودة  و تقرير المصير.

إذن  المطلوب فلسطينيا :

أولا/

وقف التحريض  و التحريض  المضاد  ثم نتجه بعقول مفتوحة و قلوب صادقة نحو تحقيق  المصالحة  الوطنية  و ردم الفجوات العميقة  التي أحدثا الانقسام.

ثانيا/

إن الطبيعة  تكره الفراغ  وإن  الشعب  لم يفقد الأمل  بقيادته بعد ، فاستثمروا  هذه الثقة  و هذا الأمل  و إن حدث  أن فقد الشعب ثقته  سيذهب  نحو التغيير  بيده ويصنع  رموزه  و قيادته  فهذه الدعوة لكل الأطراف الفاعلة  السير و بسرعة نحو تحقيق اللحمة  و الوحدة  الوطنية .