من المستفيد من محاولة إغتيال رئيس الوزراء
بقلم خميس فضل بكر _ أسير محرر وباحث مختص في الشأن الإسرائيلي
أعتقد أن لا مندوحة من تكرار الموقف أو اجترار الماضي لكن للتذكير ،إن ما حدث بتاريخ 13/6/2007 أخطر بكثير على الشعب الفلسطيني مما حدث بتاريخ 15/ أيار 1948 و ما قبله و ما تلاه من تطهير عرقي بحق الشعب الفلسطيني ، لكن بأيام النكبة بقي المجتمع متماسكا رغم تشتته و ضياعه و لكن بعد ما حدث من إنقسام فلسطيني فلسطيني عام 2007 دمر النسيج الإجتماعي و بالتالي ما زلنا نعاني منه و سنعاني منه لعقود قادمة و منذ ذلك التاريخ و للحظة الراهنة تجري جهود حثيثة لرأب الصدع و إستعادة اللحمة و لقاءات مكوكية وضغط شعبي من أجل إنهاء الإنقسام بمحطاط مختلفة و بعواصم عديدة.
يبدو بعد انتخاب قيادة جديدة لقيادة حماس تمثلت بالسنوار و العاروري و هنية وبرزت جدية هذه القيادة بالتوجه نحو المصالحة وهذا تجلى واضحا في تصريحات و تحركات السنوار و بدأت الرعاية المصرية جادة و حازمة في تحقيق هذه المصالحة من أجل ضمان أمنها الاستراتيجي و لتبقى لاعب رئيسي و مهم في الإقليم و حماية أمنها الجيوسياسي و مسؤلياتها المتمثلة من مكانتها كرأس للرمح العربي.
لكن الأمر برمته يتعلق بمدى الإرادة الفلسطينية و للحظة لم تتبلور إرادة فلسطينية كافية لإنهاء الانقسام ، و بداخل كل حزب يوجد تباين بالموقف ، حماس مثلا موقف السنوار واضح و جلي لكن جماعات المصالح المستفيدة (القطط السمان) التي صنعها الانقسام و الامتيازات و المواقع التي يمتلكونها ترفض رفضا مطلقا المضي قدما نحو المصالحة و الإنتخابات خشية هلى مصالحها و مراكزها و هذه الفئة لا تتوانى عن إرتكاب حماقات معينة و بالتالي لا أعتقد أنها ستذهب لتفجير موكب رئيس الوزراء .
أما في داخل حركة فتح و الخلاف ما بين الشرعية و التيار فكلاهما معا بعيد عن ثقافة الدم و مربعاته و أعتقد لا إستفادة حقيقية لهم من استهداف الموكب ، و إن التيار الإصلاحي لديه من مكونات القوة و ميكانزماتها بما يكفي لعرقلة أي مشروع سواء هنا أو بالضفة الغربية و أعتقد جازما أن عصفا ذهنيا يحدث داخل التيار الإصلاحي بحركة فتح ربما ينتج عنه في الأيام القادمة حزبا سياسي يشتق مجراه .
لا أجافي الصواب إن قلت إن أيدي فلسطينية هي التي زرعت العبوة أو العبوات لكن الفاعل الرئيس و المحرك الأساسي هي دولة العدو الصهيوني إسرائيل لأنها الوحيدة المستفيدة من بقاء حالة الانقسام و إدماؤها و إستدامتها لأنها بهذه الحالة تتخلص من استحقاق الدولة و العودة و تقرير المصير.
إذن المطلوب فلسطينيا :
أولا/
وقف التحريض و التحريض المضاد ثم نتجه بعقول مفتوحة و قلوب صادقة نحو تحقيق المصالحة الوطنية و ردم الفجوات العميقة التي أحدثا الانقسام.
ثانيا/
إن الطبيعة تكره الفراغ وإن الشعب لم يفقد الأمل بقيادته بعد ، فاستثمروا هذه الثقة و هذا الأمل و إن حدث أن فقد الشعب ثقته سيذهب نحو التغيير بيده ويصنع رموزه و قيادته فهذه الدعوة لكل الأطراف الفاعلة السير و بسرعة نحو تحقيق اللحمة و الوحدة الوطنية .
من المستفيد من محاولة إغتيال رئيس الوزراء بقلم خميس فضل بكر
تاريخ النشر : 2018-03-14