عائد من حيفا 2 بقلم سمير سليمان أبو زيد
تاريخ النشر : 2018-03-13
عائد من حيفا  2 بقلم سمير سليمان أبو زيد


عـــــــائد من حيفــــا ( 2 )
بقلم سمير سليمان ابو زيد
اسرايل تحاول التضييق على الاسرى بشتى الطرق لكي تلوي ذراع السلطة الفلسطينية التي لا تتخلى عن ابنائها كما انها لجأت الى اسلوب بربري وهو المصادقة على مصادرة اموال تساوي ما تدفعه السلطة للشهداء والاسرى على اعتبار انهم ارهابيون .
كان علينا ان نتبع الاسلوب الجزائري نتكفل بعائلات اسرانا وشهدائنا ولا نراجع اسرائيل بهم ابدا فلتعتقل كما تريد لانها لا تستطيع الزج بكل الشعب الفلسطيني بالسجون وليس لديها القدرة الاستيعابية للذين سجنتهم خلال السنتين الاخيرتين فقط .
بقيت مواطنا رغم انف الاحتلال الذي حرمني من لم شمل زوجتى حتى الان وربط ذلك بشرط التعاون مع جهاز المخابرات الاسرائيليه او لا احصل على شمل لزوجتي وابني البكر الذي لم استطع حتى تسجيله بالهوية وقال لي الضابط جورج لا تحلم في يوم من الايام ان تحصل على شمل لزوجتك الا اذا اشتغلت معي بالمخابرات وعندما قلت له لا تحلم روح دور على غيري اجابني انا مطلوب مني من فوق تجنيدك فقلت له لا اريد الشمل بتاتا وهكذا كان .
وعندما راجعت في رام الله واعطيتهم رقم الشمل قالوا لي ان ذلك على الدور ولكن حصل بعدها اكثر من ثلاثين الف شخص على الشمل بجهود معالي الوزير حسين الشيخ ... لا تعليق
اتوجه من حين لاخر الى ارض الوطن وغالبا ما كنت اذهب ضمن رحلات منظمة للصلاة بالمسجد الاقصى ايام الجمعة لكنني في الزيارة الاخيرة دعاني احد المقربين لاصطحابي الى حيفا وعكا وغيرها لان عمري تجاوز الخامسة والخمسين فلست بحاجة الى تصريح من اسرائيل
جاء صديقي ابو الكامل بسيارته الجيب في الصباح واصطحبني معه الى قرية عجه اولا لينضم الينا صديق اخر واستقلينا سيارته باجاه الحدود على معبر بلدة برطعه وهي نصفها في الضفة الغربية ونصفها مع اسرائيل وهناك تشاهد العشرات من السيارات الفلسطينية التي يتركها اصحابها ويدخلون الى فلسطين المحتلة عبر حاجز برطعه اما بتصاريح عمل او بتصاريح تجارية عن طريق غرفة تجارة جنين .
عليك الدخول سيرا على الاقدام حتى تصل الجانب الاخر من الحدود وقبل ان تقوم اسرائيل ببناء الجدار الواقي كان باستطاعة المرء الدخول بسيارته والتجول بكافة انحاء فلسطين المحتلة دون تصريح ودون أي اعتراض (وتشاء الصدف ان نفس هذا القريب الصديق ابو الكامل قد اخذني بسيارته قبل حوالي عشرين عاما في رحلة شبيهة داخل الوطن ) وهذا المعبر شبيه بمعبر ايريز في بيت حانون بين فلسطين المحتلة وغزة وبقية المعابر لا تختلف عن بعضها البعض من ناحية الاجراءات الامنية والقضبان الحديدية والمواسير الدواره والاسلاك الشائكة وعن نقاط التفتيش الالكترونية حدث ولا حرج .
يسير الشخص بشارع محاط بالقضبان الحديدية من اليمين ومن اليسار ومن اعلى يعني كانك داخل قفص يعني الشارع عبارة عن قفص طويل تسير بداخله وكل مسافة عشرين مترا تجد طريقا ملتويا وبه ابواب ضيقة مع اعمدة حديدية دوارة لا تستطيع الدخول الا اذا قمت بالدوران معها حتى تجتاز الباب وهذه يوجد منها كثير ضمن هذا القفص الطويل وفي بعض المراحل عليك ان تقف على عتبة وترفع يديك اما م كاميرا لا ادري اذا كانت من اجل التصوير او الفحص الالكتروني او أي اجراء امني آخر .
وفي اكثر من مكان داخل هذا المعبر القفصي محطة فحص على الهويات عبر جهاز الكمبيوتر ومع نهاية المعبر الذي يتجاوز طوله حوالي مائتين الى ثلاثمائة متر توجد هناك مقاعد للانتظار وحمامات نظيفة جدا مزوده بكل ما يلزم من المياه والمحارم والصابون .
كما يوجد في الطرف الاسرائيلي سيارات عمومية فلسطينية تقل القادمين من الداخل الى جنين وما حولها ... يتبع